النازحون في أبين يعانون قسوة التشرد ومرارة الجوع.. رئيسة جمعية بحر النيل: المعاناة التي يعيشها النازحون قاسية

> تقرير وتصوير/ ماجد أحمد مهدي

> تتزايد موجة النزوح القادمة من المحافظات الشمالية جراء اشتداد الحرب الدائرة بين قوات الجيش ومليشيات الحوثيين وقصف الطيران المكثف على أماكن تواجد مليشيا الحوثي، حيث أجبرت المئات من الأسر على النزوح وترك منازلهم وكل ما يملكون والتوجه صوب المحافظات الجنوبية، خصوصا محافظتي عدن وأبين، هاربين من الموت المحدق.
وتعيش الأسر النازحة في محافظة أبين أوضاعا صعبة ومأساوية في ظل صمت السلطة المحلية والمنظمات الدولية والإقليمية بالقيام بواجبها تجاه النازحين بتقديم مساعدات إغاثية وإيوائية بصورة عاجلة تقيهم من الشتات والبرد القارس.
*جمعية بحر النيل تحملت فوق طاقتها
«الأيام» بدورها نزلت إلى قرية الرميلة الغربية لتغطية مأساة النازحين الذين يتوافدون إلى قرى مديرية خنفر يوميا، والتقت رئيسة جمعية بحر النيل مريم محمد يحيى التي أفادت بأن المعاناة التي يعيشها النازحون من المحافظات الشمالية شديدة ووضعهم صعب وحياتهم قاسية، وخصوصا نازحو محافظة الحديدة التي حازت على نصيب الأسد من حيث زيادة عدد الأسر التي تتوافد يوميا نتيجة الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي.
وقالت: "قمنا باستقبال النازحين في مقر الجمعية ونصبنا لهم خياما إيوائية وسكناهم، وهم الآن يمرون بظروف صعبة جراء النزوح الإجباري، واستقبلت محافظة أبين أعدادا كبيرة من النازحين، والإحصائيات تتزايد يوما بعد يوم، وقد بلغ عدد النازحين في قريتي الرميلة الغربية وميكلان المهجر 634 أسرة والعدد قابل للارتفاع".

وأضافت مريم "منذ استقبال النازحين لم تلتفت إلينا السلطة المحلية والمنظمات الإنسانية للقيام بواجبها في تخفيف حدة المعاناة على هذه الأسر وتقديم الدعم لهم والمساعدات الإيوائية والإغاثية لتستقر أوضاعهم".
*موجات النزوح القهرية
وأوضح عبده علي حنبلة - نازح من محافظة الحديدة - بأنه وأسرته استمروا ثلاثة أيام في سفرهم إلى أبين بسبب اشتداد المواجهات في الطريق بين الطرفين.. مضيفا "عشنا لحظات خوف لا يعلم بها إلا الله ونحن نعيش وضعا صعبا ومأساويا لا يحسد عليه".
وقال محمد زين نازح من الحديدة : "نزحنا هروبا من الحرب التي دمرت كل شيء، وحتى المنازل في قرى الحديدة تعرضت لضربات جماعات الحوثيين".
النازحة خديجة أحمد نعمان، نازحة من محافظة تعز، حوض الأشراف، أكدت بأنه "منذ نزوحهم من تعز لم تزرهم أي جهة من السلطة المحلية والمنظمات وتركوهم يواجهون مصيرهم المحتوم".
أما النازح أحمد عبدالله أحمد، من صنعاء قال: "لم نستطع تحمل قسوة الحياة وسوء الحالة الأمنية نحن وأسرنا مما أدى إلى تزوحنا إلى أبين".
وأفاد النازح علي عباس عبيد من محافظة البيضاء بأنهم "لم ينزحوا إلى أبين إلا بعد اشتداد وتيرة الحرب وقوة المواجهات بين الحوثيين وقوات الشرعية".
ومن جانبها الحاجة عيشة حسن إبراهيم، نازحة من تعز، قالت: “خرجنا من منازلنا بسبب الحرب وآثارها الكارثية وتفشي الجوع والعطش".

وأكد صالح المعمري، شيخ حارة ميكلان المهجر، بأن “موجة النزوح ستزيد، كون الحرب قائمة في المحافظات الشمالية"، مضيفا "يجب علينا تفعيل الدور المجتمعي والتكافل والتراحم مع وضع النازحين الكارثي".
وأشار عبده محمد علي، رئيس جمعية ميكلان المهجر، إلى أن “النازحين مروا بضروف صعبة وقاسية، ويجب علينا الوقوف إلى جانبهم في هذا المحنة بتقديم المساعدة لهم بقدر المستطاع".
الطفلة منيرة تتعرض للإعاقة
تعرضت الطفلة منيرة محمد، من نازحي محافظة تعز، لإصابة، بسبب الحرب في محافظة تعز، مما أدى إلى إعاقتها عن المشي، ونناشد أهل القلوب الرحيمة التكفل بعلاجها، لكي تعاود الحركة مثل باقي أقرانها الأطفال.
تفعيل الدور المجتمعي تجاه النازحين
بدوره شدد الشخصية الاجتماعية في مديرية خنفر الشيخ محمد شعتل على "تفعيل الدور المجتمعي واستشعار المسؤولية الجماعية في مساعدة النازحين وتخفيف حدة المعاناة التي يعيشونها حاليا، وعدم إشعارهم بالنقص، وندعو فاعلين الخير لتقديم الدعم لهم في هذا الظرف الاستثنائي".
من جانبه قال مدير عام صندوق النظافة خنفر أسامة الموقري:"نأمل من السلطة المحلية في مديرية خنفر والمنظمات الدولية تقديم العون للأسر النازحة التي تتزايد يوميا، نتيجة ما تمر به بلادهم من صراع دموي ودمار، وهم الآن يعيشون أوضاعا مأساوية وصعبة".
تقرير وتصوير/ ماجد أحمد مهدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى