حضرموت التاريخ والحضارة

> حسين فروي

>
حسين فروي
حسين فروي
حضرموت لها خصوصية تميزها عن كثير من المدن اليمنية، فهي مدينة المآذن وأم المدائن، ولعبة القاصد وقبلة الزائرين بمختلف الثقافات والأعراف، والذي مكنها من صنع حضارة وتنوع وثقافة في منطقتها، حيث تميزت بميولها الحضاري ورفضها للتعصب واقترابها من الخير وابتعادها عن الشر.. هي بلد التعايش السلمي بين الناس، وهي السباقة في النهضة والتكيف مع الحضارات ومواكبة لتطورات العصر، لها استقلالية في مظهرها الحضاري المتميز، ولها ثقافتها الراقية ومدينتها التي تنبع من حضارتها بسيطة. ببساطة أهلها الطيبون ورجالها الأوفياء أبناء حضرموت، هم السهل الممتنع في تعاملهم الراقي ومشاعرهم الصادقة، أخلاقهم ليست مستوردة، بل هم يتعاملون على سجيتهم، فأخلاقهم حضارية.. هذه حضرموت الذي كل شيء فيها يدعو للسلام.
إلا أنها مازالت تصطدم بعقبات ومشاكل من جراء محاولات من وقت إلى آخر لجعلها ساحة صراعات وهي بعيدة عن ذلك الصراع، لأن تاريخها ينبذ المستبد وصراع النفوذ ومصالح السادة تقاوم الواهم على أن حضرموت صارت ملكاً له، وفي لحظة لفضته من على كاهلها إلى مزبلة التاريخ، فالتاريخ وشواهده تقول إن حضرموت تأبى أن يستأثر بها أحد، فهي أبية وعصية لا تقبل الاستبداد والظلم أي كان مصدره، فهي خلقت حرة وستظل حرة شامخة، هذه حقائق موثقة للجميع، إنه التاريخ الذي يسجل ويؤرخ ويحكي عن تاريخ وحضارة حضرموت.
كما أن الشواهد تقول إنها منبع للخير، وأشع نور العلم والمعرفة والثقافة فيها، وانطلقت أول شرارة كفاح مسلح في عام 1939م ضد الاستعمار البريطاني فيها، أنجت علماء وسياسيين ومفكرين ذاع صيتهم على مستوى الوطن العربي، عملت على نشر ثقافة الإسلام في أنحاء المعمورة، عبر أبنائها الذين نشروا العلم وقضوا على الجهل والتخلف في كل ربوع حضرموت.. هكذا كانت حضرموت ومازالت تاريخا لا يمكن طمسه أو نكرانه، تاريخ مجيد يجب أن يروى للأجيال المتعلقة بالمستقبل، لأنها البلاد الفاتنة والساحرة والتي أسرت كل القلوب، وكل من جاء إليها لا يريد أن يفارقها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى