رحلة مع المرض و الأمل.. رسم مجسّما من عقاقير تناولها للعلاج من المرض.. شاب فلسطيني يقهر السرطان بعد تناول 4 آلاف حبة دواء

> غزة «الأيام» آية اسليم

> أربعة آلاف حبة دواء كانت كفيلة بتغيير حياة الشاب الفلسطيني محمد الغريب، الذي يعيش في مدينة غزة، لكن الغريب لم يستسلم للأدوية التي تناولها بل جعل منها قصة تحدٍّ، نجاحه فيها يحمل رسالة لجميع المرضى الذين يعانون بشكل دائم من آلام الحُقن ومضاعفات بعض أقراص الدواء والحساسية الدائمة لأدوية أخرى تبدأ (بالكورتيزون) ولا تنتهي عند تلك التي تُنهك الكبد والكلى والمعدة، وقبل أيام جسّد تحديه في عمل فنّي مواده الخام هي أشرطة الأدوية التي تناولها..
محمد الغريب (29عاماً) أحد أولئك المبدعين الذين تحدوا واقعهم المرير ليصنعوا المستحيل، استطاع أن يصنع عملاً نادراً استوحاه من مرضه الغريب في “القولون”، حيث حوّل ما يقرب من 320 عقاراً طبياً تعاطاها خلال فترة مرضه (أشرطة دواء، وحقن) إلى مجسم فني على شكل حقنة كبيرة معلّق على جانبها كلمة “أمل” باللغة الإنجليزية، ما يشير إلى عمق الإرادة التي يتمتع بها “محمد” خريج قسم العلاقات العامة بجامعة الأقصى، والمسكون بأمل الواثق بتجاوز تلك المحنة.
ويتحدث عن تجربته مع المرض والتي أعطته دافعًا أقوى وأكبر في عمله: “كانت تجربة قاسية جدًا بالنسبة لي، ولكنها بفضل الله أعطتني دفعة أمل كبيرة، فاستطعت خلال عام 2017 تأسيس شركة علاقات عامة، وهي الشركة الأولى من هذا النوع في غزة، كما أصبح لي ارتباطات عمل كثيرة في الداخل والخارج، ونجاحي في العمل ساعدني في إكمال العلاج”.
ويقول: “بعد المرض، أدركت أن كل الأمور الصعبة يمكن أن تُحل بالصبر والإرادة والعزيمة القوية، وفي يناير من العام الماضي، قرّرت جمع الأدوية التي أتناولها خلال هذا العام، أي من بداية 2017، وحتى آخر يوم فيها، قررت عمل شيء يتحدث عن تجربتي التي عشتها خلال العام”.
بالتعاون مع صديقه، تمكن الغريب من إنشاء مجسم كبير يحمل كافة الأدوية التي تناولها على مدار عام كامل، وهي 400 شريط دواء و20 حقنة، كتب بها كلمة “hope”، التي تعني بالعربية “الأمل”، ليعطي أملا للمرضى، وتؤكد لهم أن لا يأس مع الحياة، وأن المريض بإرادته القوية يمكنه التغلب على أي مرض مهما كان خطيرًا.
“حقنة الأمل”، طريق حفره محمد وسط كل العذابات والآلام، صنع من خلالها مجسماً عبر تجميع عبوات وأشرطة العقارات التي يتناولها، لتفتح الطريق للأشخاص الضعفاء، أنه لا مستحيل سوى في قاموس العاجزين.
ولفت إلى أن أغلب أصدقائه في العمل تفاجأوا من مرضه، مكملاً: “بهذه الفكرة أردت أن أثبت لنفسي أولاً أن لا شيء مستحيلاً، كما أنها كانت فرصة لإطلاع المقربين مني على وضعي الحقيقي وقصتي التي سيكون من الصعب شرحها، فكان من الضروري إخبارهم وإعطاؤهم التفاؤل اللازم في نفس الوقت”.
في رسالة وجهها للشباب في قطاع غزة الذين أنهكهم الحصار: “لا تنظر خلفك، ولا تعبأ بكل الضغوط والتحديات من حولك، فأمامك رسالة وهدف لا بد أن تعمل من أجلهما.. لتستمر الحياة ولتبقى شعلة الأمل متّقدة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى