ليس عيباً أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر فيه

> محمد سعيد الزعبلي

> لا شك في أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي لشعب الجنوب، برئاسة عيدروس قاسم الزبيدي، الذي فوضه شعب الجنوب من خلال الحشد المليوني في ساحة الحرية في خورمكسر بالعاصمة عدن، حينما قالت الملايين يا عيدروس فوضناك، وهذا ما لا يستطيع أحد إنكاره ألبتة..
واليوم فإن تشكيل المجلس الانتقالي والجمعية الوطنية، وما تلى ذلك من تشكيل لجان في ذلك المجلس وتشكيل سلطات محلية في المحافظات الجنوبية وغير ذلك، كل ذلك يدخل ضمن نشاط الجانب التنظيمي للمجلس لتوسيع دائرة نشاط عمله داخلياً وخارجيا، إلا أن ذلك لوحده ليس كافياً وإنما يتطلب من المجلس اليوم اتخاذ خطوات أكبر وأوسع من ذلك ومنها تشكيل مجلس عسكري وإعداد دستور انتقالي للجنوب وأمور أخرى حسب أولوية أهميتها.
لكن ما أريد تناوله في سياق موضوعي هذا هو أنني أسمع من خلال جلوسي مع الناس وأقرأ كثيراً من الملاحظات والانتقادات للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولا أدري إن كان المجلس يطّلع عليها أم لا.. ولكنني أقول لمن ينتقدون المجلس الانتقالي في أي جانب من الجوانب، إن النقد البناء مطلوب للمجلس أوغير المجلس، وهذا ما يتفق مع حرية الرأي والتعبير التي نسعى إلى ترسيخها بين أوساط شعبنا في الجنوب.
وعلى المجلس الانتقالي الأخذ بتلك الملاحظات والانتقادات لتصحيح أي أخطاء باعتبار أعضائه بشرا يصيبون ويخطئون كغيرهم من البشر، وليس عيباً أن نخطئ ونصحح أخطاءنا ولكن العيب أن نستمر في الأخطاء.. كما يجب علينا أن نتكيف ونتقبل الملاحظات والانتقادات، وأن نحترم من ينتقدنا، فإننا قد نخطئ في عملنا بدون قصد ولا ندرك خطأنا ولكن من ينتقدنا قد ينبهنا في أمر ما لنعمل على تصحيح أخطائنا، فلذلك نقول شكراً له وجزاه الله خيراً.
ولمن يعتبرون المجلس الانتقالي غير موفق في الاختيار لبعض أعضائه وأعضاء الجمعية الوطنية الجنوبية أقول لهم قد تكونون محقين بعض الشيء إلا أنه من الصعب إدخال كل الكفاءات الجنوبية في المجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية، هذا أولاً، وثانياً باعتبار الوصول إلى عضوية المجلس وجمعيته الوطنية ليس منصباً كما يعتقده البعض من الناس وإنما يعتبر ذلك تكليفا وليس تشريفا، من وجهة نظري.
فنحن ما زلنا في مرحلة نضال وتضحية ولم نصل إلى مرحلة الدولة الجنوبية الفيدرالية التي يتطلب فيها الفحص والتدقيق في الاختيار لمن يسيرون إدارة شئون الدولة في جميع المجالات المختلفة، وليس كما هو حاصل اليوم هنا وهناك، وهذا لا يعني تقليلاً من أهمية هذه المرحلة.
وثالثاً لا يعني بأن من وصلوا إلى المجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية هم أكثر كفاءة في الشارع الجنوبي، كلا والله، إن في الشارع الجنوبي كفاءات تفوق كفاءات البعض في المجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية، وهذا لا يعني أنني ضد المجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية، فحاشا أن أكون كذلك، ولكنني أقول الحقيقة التي بها ومن خلالها نستطيع الحفاظ على وحدة الصف الجنوبي وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي قولاً وفعلاً.
ورابعاً لقد ظلم شعبنا في الجنوب كثيراً وعانى طويلاً من نظام الاحتلال اليمني وأركانه ووكلائه، ومن أجل الخلاص من ذلك ثار شعبنا وضحى ومازال وسيظل كذلك حتى تحقيق الهدف المنشود وهو ما ينبغي علينا اليوم رفض الظلم فيما بيننا بكل أشكاله ومحاربة الفساد والفاسدين ولو كانوا أولي قربى، لنجسد ذلك المبدأ في سلوكنا قولاً وعملاً ليظل ذلك شعارنا وهدفا من أهدافنا لنهيئ أنفسنا وأجيالنا لغدٍ خالٍ من الظلم والفساد.. هذا ما نريده اليوم وغداً لخدمة البلاد والعباد، والله الموفق إلى ما فيه الخير والسداد.
محمد سعيد الزعبلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى