عدن 2018.. فشل الشرعية وتردد التحالف وترقب الانتقالي

> بقلم جمال مسعود

> بعد الإطباق التام والسيطرة الكاملة للحوثيين على صنعاء عاصمة ومدينة، وتمكنهم من إرباك المشهد السياسي اليمني، وشل الحركة الاقتصادية والسياسية، والتي أجبرت السلطة الشرعية، ممثلة بالرئيس هادي وحكومة بن دغر التابعة لها، على الانتقال الصوري إلى مدينة عدن، وإطلاق اسم العاصمة السياسية المؤقتة عليها بموافقة التحالف العربي والشرعية، باستثناء الشعب الجنوبي، حيث ثبت للجميع طوال تلك الفترة الاستهجان الشعبي والرفض لهذا الاسم في عدن والمحافظات الجنوبية.
ثلاثة أقطاب تتجاذب استعراض القوة العسكرية والإدارية على المدينة وادعائهم القدرة على فرض السيادة وإقرار الأمر الواقع لفظيا فقط، ووقعت عدن المدينة والمدن المجاورة لها تحت سيطرة الهنجمة والمناكفات اللفظية بين الأقطاب الثلاثة، والمدينة وسط هذه المناكفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع تعاني الإهمال والتهميش، فالمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة يترقب الوضع ويتابع عن كثب أولا بأول، ويرصد متفرجا لكل الأحداث المأساوية لشعب الجنوب ماضيا في بناء وترتيب البنية التحتية لهيكلة التنظيمي بحذر وحرص، مجنبا دوائره الاحتكاك باحتياجات الشعب الجنوبي، مخليا مسئوليته عن أي اختلالات اقتصادية أو أمنية أو خدمية، ومن جانب آخر الحكومة الشرعية التي اتخذت من مدينة عدن موقعا جغرافيا لممارسة الوهم الزائف بإدارتها شئون الجمهورية اليمنية، بينما هي في الحقيقة مترحّلة غير مستقرة ولم تفتح مكتبا لها في أي شارع من شوارع المدينة، حتى إن الوزراء والمسئولين يتخوفون من التجول في شوارع المدينة، بسبب الرفض الشعبي لتواجدهم في عدن، ناهيك عن تفرغهم التام لبناء القدرات الذاتية والمعنوية لشخص الوزير وأقاربه، مستغلا فرصة العمر المتاحة في وزارات الشرعية الوهمية المبددة للوقت والمال، ومن جانب آخر التحالف العربي ممثلا بالسعودية والإمارات والاختلاف فيما بينهما في طريقة التعامل مع عدن كمدينة أو عاصمة، يتضح للبعض أن الإمارات تفضل تعاملها مع عدن كمدينة جنوبية، بينما تنظر إليها السعودية كعاصمة يمنية، وهذا الاختلاف أثر سلبا على وضع المدينة وأهلها الذين تدمروا ماديا ومعنويا، وانهارت عزيمتهم، وبدأت تدب بين أوساطهم مظاهر السخط ضد الجميع والتشكيك في مصداقية التحالف العربي الشريك الأبرز في حرب التحرير للجنوب، هذا بالنسبة لسكان عدن الذين وجدوا الإهمال والتقصير في الواجب القانوني والشرعي والأخلاقي والإنساني تجاه عدن والجنوب الذي بذل كل ما عليه تجاه الشرعية والتحالف العربي ووجود شعور لديهم أن هناك نكوصا في العهود وتراجعا عن الوعود وتخوفا من تغيير المواقف تجاه عدن والجنوب.
إن مرور العام تلو العام ومدينة عدن في تغييب متكرر للتقدير الاستراتيجي لدى القوى الثلاث وعدم وضوح الرؤية السياسية في تقرير مصير عدن المدينة أو العاصمة يجعل عدن وأهلها مهمشين وعلى وشك السقوط في المشاريع الصغيرة التي ستؤخر نقل عدن إلى سكة الطريق في التنمية، والتطور، والنهضة، وستقف حجرة عثرة مستقبلا في طريق البناء والإعمار وإعادة الأمل، واستثمار الموارد المحلية المنهوبة على مدار الساعة.
تأسّف أبناء عدن كثيرا على تدشين العام 2018 في كل المحافظات وتسميته بعام التنمية، وتمكين الشباب في بعض المحافظات، وصمت القوى الثلاث المتجاذبة حبل الوثاق لعدن وخنق أهلها به، وعدم الاكتراث بدخول عام جديد في تاريخها، عدن المنسية مدينة أو عاصمة لم تدخل في سكة القطار ما يوحي بأنها لن تنطلق قاطرتها التنموية هذا العام أيضا، وستظل في قائمة الانتظار تحت الشمس والغبار حتى تتوافق القوى الثلاث الشرعية والتحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي أو يغلب أحدهم فيقفز بعدن منفردا، بقوة نحو النهضة و الإعمار فارضا قدراتها الطبيعية على الجميع متمكنا بسواعد أبنائها وعزائمهم المخلصة من فرض الأمر الواقع والالتفاف الشعبي حوله وركوب الجميع في القاطرة بعد وضعها في السكة واختيار قائد محنك يقود القاطرة نحو العام 2018 أو الذي بعده، وإن غدا لناظره قريب.
بقلم جمال مسعود

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى