الفنان المثقف.. أبوبكر سالم بلفقيه.. بدأت انطلاقته من عدن وقدّم أجمل الألحان العدنية

> نجيب سعيد ثابت

>
نجيب سعيد
نجيب سعيد
كم أفخر بهذا الفنان العملاق، صاحب أروع وأرخم، وفي الوقت عينه، أعمق صوت وأجمل وأصدق أداء، ومن له حضور طاغ وشخصية ملهمة.
أبوبكر سالم بلفقيه، رحمة الله عليه، أديب ومثقف وشاعر وفنان وملحن كبير، وقد جمع الكثير من المميزات التي تميز بها عن أضرابه من الفنانين دون منازع.
بلفقيه له الفضل الكبير في إشهار وانتشار الأغنية الحضرمية، ساحلها وواديها، على المستوى الخليجي والعربي، وعلى مستوى أبعد من ذلك أيضا، وقد كان سبباً في إشهار الأغنية العدنية والصنعانية، وألوان يمنية كثيرة.
هذا الفنان الملتزم والشخصية الأسطورية، قد نحت وحفر اسمه بماء الذهب، على صفحة التاريخ الفني العربي، وبامتياز وعلى مدى 60 عاماً متواصلة، لم يتوقف عن نشر أريج وجمال أغانينا وثراتنا، وفي كل الأرجاء.
إن هذا الفنان لن ينساه الدهر، ولن تغمض عينها عن فنه الأزمان، ويحق لنا أن نعتبره فنان الأزمان والدهور.
فناننا، يرحمه الله، بدأت انطلاقته الفنية من عدن، هذه المدينة المرهفة، العظيمة بفنها وبتعدديتها، في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وقدم أجمل الألحان العدنية، وكان لحنه الأول هو أغنية (ياورد محلى جمالك)، التي سجلها عام 1956م في إذاعة عدن، وقدم عشرات الأغاني، ومن هنا كانت انطلاقته وشهرته.
وبلفقيه عاش في عدن قرابة 12 عاما، وحين كان يغادر لتسجيل بعض أغانيه في لبنان أو مصر، كان يعود إلى حضنها سريعا، فكانت عدن بالنسبة له الموطن والحب والحميمية والعطاء والإبداع والانطلاقة العظمى.
وﻻ ننسَ انه ألّف ولحن أغنيته الخالدة (يا طائرة طيري على بندر عدن) وهو على متن الطائرة عائداً من بيروت.
بلفقيه.. هو من عمل على إشهار قصائد المحضار العظيم، ورغم رقي وشهرة الموهبة الشعرية والموسيقية التي كان يمتاز بها المحضار، إلا أن (أبا أصيل) كان محترفاً بسبك ونسج رائعات الأغاني وخالدات الألحان والأشعار، يسبكها وكأنه صائغ معلم يسبك ويخلق أجمل وأروع الحلي، التي تأخذ العين بدقتها ورونق جمالها.
بلفقيه.. هو العرَّاب (بكل ما تحمله هذه الكلمة من أهمية)، لكثير من الفنانين الذين يعتبرونه الأب الروحي لهم.
كما أن له موهبة لا يستهان بها في اللون الغنائي الخليحي الحديث الذي امتزج باللون الحضرمي، وأصبح جزءا أساسيا، في بناء الأغنية الخليجية بشكل عام.
لا ينتهي الكلام والوصف لفناننا الكبير أبوبكر سالم بلفقيه.
وهو إلى جوار ربه الآن، ﻻ نتمنى من الله عز وجل، إﻻ أن يتقبله بواسع رحمته.
لقد أسعدت الملايين.. أبا أصيل.. فنم هانئاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى