اللـواء بن بـريك: سنشكل حكـومـة حـرب لإدارة الـجنـوب

> حاوره/ أحمد عبد الوهاب

> كشف رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك أن المقاومة والانتقالي يسعيان إلى تشكيل "حكومة حرب" للدفاع عن محافظات الجنوب وإدارتها في حال لم يستجب الرئيس هادي لإقالة الحكومة خلال أسبوع.
وقال بن بريك في حوار مع موقع (سبوتنيك) الروسي نشره أمس إن قوات الحزام الأمني التي حررت الجنوب ووحدات جنوبية لمكافحة الإرهاب دربتها قوات التحالف العربي هي التي تسيطر عدن ومحافظات الجنوب، وإن هذه القوات قادرة على فرض الطوارئ مع تقديم الدعم والمساندة لقوات التحالف والوقوف معها لإنهاء مرحلة الابتزاز التي يقوم بها الإصلاحيون.
نص الحوار:
- ما هو تقييمكم لما صدر عن المجلس الانتقالي والحراك الجنوبي؟
كثرت في الآونة الأخيرة الشائعات والتسريبات والأخبار الكاذبة، حول تكوينات وتشكيلات المجلس الانتقالي، والتي هى في الأساس خلاصة مكونات "المقاومة الجنوبية" والتي دحرت "الحوثيين والعفاشيين"، قبل عام ونصف من الآن، ولكن هناك من يريدون السلطة دون عناء مثل حزب الإصلاح، الذين تركوا الرئيس الشرعي وحيداً وفروا هاربين بمجرد دخول "الحوثيين" إلى صنعاء ليلاقي مصيره، لكن الرئيس هادي تمكن من الخلاص منهم ولجأ إلى السعودية ليعلن من هناك عاصفة الحزم.
نحن الجنوبيين من تمكنا من القضاء على الإرهاب في حضرموت وشبوة وعلى "الحوثيين" في عدن وأبين ولحج والضالع، واحتضنا الرئيس ليجلس على كرسي الحكم داخل عدن، لكن جماعة الإصلاح وهم شركاء مع الشرعية التي كنا نحترمها جداً، أصبح اتجاههم ليس للحوثيين بل للتحالف مع الحوثيين ومهاجمة المجلس الانتقالي وقوى الحراك والمقاومة، وكان الهدف رقم واحد لديهم هو إقصاؤنا ومساعدة "الحوثيين” والحركات الموالية لهم للقضاء على "المقاومة" والمجلس الانتقالي بالجنوب، ووسط كل هذه الأمواج ما زلنا نؤكد على أننا شركاء مع التحالف العربي للقضاء على "الحركة الحوثية" خلال الفترة القادمة.
- بيانات المجلس الانتقالي و"الحراك الجنوبي" تؤكد استمرار التعاون مع التحالف وفي الوقت ذاته تطالب بإقالة حكومة بن دغر المدعومة من التحالف… ألا تجدون تناقضاً في ذلك؟
ظلت "المقاومة الجنوبية" ثلاث سنوات في صمت، والتي تشكل منها المجلس الانتقالي مؤخراً من مجموعة من المحافظين والوزراء كانوا متواجدين على الأرض للدفاع عن الأراضي الجنوبية، ودحروا "الحوثيين" في أقل من شهر في عدن ولحج والضالع وأخيراً في شبوة وأبين، وقد كنا في المقدمة في محافظة حضرموت لأجل اجتثاث الإرهاب "القاعدة وداعش ومن والاهم"، لكن حزب الإصلاح وهو شريك للشرعية له نفوذ في المحافظات الشمالية وظلوا ثلاث سنوات لم يحركوا ساكنا ويبتزون التحالف، كما حدث مع الجيش المصري إبان حرب اليمن في الستينات وكانت الانتكاسات تأتي من داخل حلفاء الجيش المصري، ونحن الآن نعيد الكرة في مكان آخر، فجماعة الإصلاح الذين هم مع الشرعية لهم أنصار كثيرون… هربوا في بداية الحرب، وظلوا طوال السنوات الثلاث الماضية يتقدمون خطوة ويعودون خطوات إلى الخلف، واستغلوا التحالف في كل شيء من معدات وأسلحة وتدريب وغير ذلك ولم يحققوا شيئا، في الوقت الذي امتد فيه قتال الجنوبيين إلى محافظة صعدة.
- ما الذي يجبر التحالف على التعاون مع فصيل يحمل "كل تلك المساوىء" من وجهة نظركم؟
التحالف يعطي الفرصة لجماعة الإصلاح، ولكن هذا الحزب وتلك الجماعة لا تؤتمن، وتاريخها معروف وقد جربناها كثيرا في عدد من الدول آخرها في اليمن الآن.
- ما تعليقكم على أهم النقاط التي جاءت في بيان المجلس الانتقالي؟
نحن نعلن دعمنا الكامل لليمنيين في المحافظات الشمالية، بجانب وقوفنا ومساندتنا وقتالنا إلى جانب قوات التحالف من أجل تحرير المحافظات الشمالية من "الحوثيين".
- وما المقصود بالبند الذي يتحدث عن رفض تواجد أي قوات شمالية على أرض الجنوب؟
في المحافظات الشمالية يدعون أنهم هم "الشرعية"، والإصلاح يقول إنه حرر محافظة مأرب، وكان التحالف يريد منهم تحرير صنعاء وكانت كل الطرق مفتوحة أمامهم، لكن أثبتت الأيام أنهم لم يحققوا شيئا من هذا القبيل، وهذا البند يعني رفض تمركز أي قوات داعمة للشرعية من الشماليين في المناطق الجنوبية. هذا مرفوض، وأمامهم مناطق محررة من الشمال يمكنهم التمركز بها في الساحل الغربي، أما لو فتحنا لهم الطريق ليأتوا إليها كسياحة فلن يحرروها ولو بعد 20 عاماً، فنحن نساعد التحالف من أجل الضغط على الشماليين لتحرير محافظاتهم، لكن كل أبواب الجنوب مفتوحة أمام اللاجئين من النساء والأطفال نظراً لظروفهم ومعاناتهم التي يمرون بها.
- رفض "المجلس" أي محاولات لعقد جلسات للبرلمان اليمني في عدن… لماذا؟
المسئولون في "الشرعية" لا يفهمون المعادلات، بل يريدون حكما في المحافظات الجنوبية في الوقت الذي لم يسيطروا على المحافظات الشمالية ليكون لنا شرعية على الجميع، فالشمال غير معترف بعبدربه منصور كرئيس شرعي، وحزب الإصلاح هو من يخطط لكل هذا، وهو الأمر الذي أتعب التحالف والجنوب والشمال معاً، وهناك بعض الكوادر الشمالية التي نتواصل معها وهم ممتنون لمواقفنا وشجاعتنا، وننبه التحالف إلى أن هؤلاء الموالين للشرعية يجب أن يخوضوا المعارك على أرضهم ودون استنزاف لموارد التحالف كما يحدث منذ فترة، وهذا ما لن يحدث، فقد انتقلت الشرعية وبأجندة إصلاحية تريد الهيمنة على كل مقدرات المحافظات الجنوبية "هيمنة اقتصادية".
- طالب "الانتقالي" بموقف حازم وحاسم تجاه ما سماه “عبث الشرعية"… أي شرعية يقصدها البيان؟
الشرعية المتواجدة الآن معها حكومة يرأسها الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومنذ أن جاءت تلك الحكومة لم تفعل شيئا سوى السيطرة على الدخول الآتية للجنوبيين، وأوصلوا عملة البلاد إلى "الحضيض" فانخفضت قيمتها بما يعادل 500 بالمئة، فكيف يعيش المواطن داخل المحافظات الجنوبية وكيف هو حاله داخل المحافظات الشمالية.
- لما لا يكون لديكم شراكة مع الحكومة تجنباً للصدام؟
أبلغنا الرئيس هادي بأن هذه الحكومة لا تعمل لصالح الجنوب وأنه بمقدورها الهرب في أي لحظة لخارج اليمن بما تحصلت عليه من أموال خلال السنوات السابقة، وتترك الجنوب للمجاعات والحروب الأهلية كالصومال، لذا كانت مطالبات المجلس بحكومة جديدة حتى لا يحدث انهيار كامل للدولة في حال هرب هؤلاء، ونحن الآن بانتظار اقتناع التحالف بفساد الحكومة والشرعية الحالية.
- أعلن "المجلس" حالة الطوارىء، فهل يمتلك القدرة على تنفيذ ذلك… وأين ستذهب ما تسمى "حكومة الشرعية"؟
من يوجد في الميدان وعلى الساحة هو المجلس الانتقالي والمقاومة، ومن يحفظ الأمن ويحارب الإرهاب ويحمي المواطنين هي قوات المجلس الانتقالي، والتي ساعد التحالف في تدريبها وتسليحها وإيجادها على الأرض، أما قوة الشرعية فهى تحمي نفسها في 4 كم مربع فقط، والقيادات التي حضرت بيان المجلس الانتقالي الأخير هى قيادات الحزام الأمني لـ“عدن، ولحج، والضالع، وأبين، وشبوة، وغيرها"، وهؤلاء كانوا مقاومة وتحولوا إلى طوق أمني لحماية هذه المحافظات، وتشمل تلك القوات قوات خاصة وقوات لمكافحة الإرهاب، تم تدريبها من جانب التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وهي موجودة على الأرض بالأساس، فهي التي ستفرض الطوارىء بعدما أحبط المواطن الجنوبي، وبعدما تحولت الوجبة الرئيسية الوحيدة لمعظمهم في اليوم إلى “ماء وخبز”، ونحن كمجلس انتقالي ناضل معظم قادته لسنوات، ليس لدينا استعداد للوقوف متفرجين على عبث الشرعية، كلما اتخذنا خطوة تنظيمية لإعادة إصلاح البلاد صدرت قرارات بالإقالة، حكومة بن دغر لا تمتلك أي قوى على الأرض سوى التي تحمي المنطقة التي تقيم فيها، ومعهم معسكران هم أيضا من المقاومة، وسنبذل قصارى جهدنا حتى لا يحدث صدام جنوبي - جنوبي، والأمور كلها تحت السيطرة.
- إذا كان المجلس يدير الأمور ومتواجد على الأرض فما الدور الذي تقوم به الحكومة؟
هذه الحكومة لا وجود لها وأي حكومة على شاكلتها سيتم إسقاطها، فنحن مددنا أيدينا للشراكة مع الشرعية برئاسة عبدربه منصور وليس بأحد آخر، وقد طلبت من الرئيس هادي أن يأتي لحضرموت عندما كنت محافظاً لها، قلت له سأجهز لك القصر الجمهوري أحكم منه و"رأسك مرفوع"، ولكن الرجل لديه انبطاح وفشل ظاهر في شرعيته وحكومته.
- ألا توجد معارضة على الأرض لقرارات المجلس الانتقالي؟
كل أشكال المقاومة الموجودة على الأرض كانت حاضرة في اجتماع المقاومة الجنوبية، وكانت هناك تباينات ولكننا خرجنا في النهاية بالبيان المتوازن والعقلاني، بما لا يعيق أو يستفز قوات التحالف نحو تحقيق هدفهم النهائي، وأيضاً لا يستفز النازحين من الشمال، فهناك جنوبيون موجودون في الشمال وشماليون موجودون بالجنوب، ليست هناك مشاكل مع الشعب.
- ماذا أنتم فاعلون إن لم تتم إقالة حكومة "بن دغر"؟
المجلس أمهل الرئيس هادي أسبوعاً لإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة. إن مهلة الأسبوع كافيه جداً لإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة توافقية (تكنوقراط)، حكومة حرب، يتم فيها تقليص عدد الوزراء من 37 وزيرا إلى 10 وزراء وهذا عدد كاف جداً للمرحلة الراهنة، وأن يدير المحافظون بقية المناطق.
كما سمح هو والإصلاح للحوثيين بأن يشكلوا حكومة ومجالس وأن يحكموا داخل الجمهورية العربية اليمنية، وإن لم يتم إقالة الحكومة الجديدة خلال المهلة المحددة في بيان المجلس سوف نقدم على خطوات عملية بتشكيل حكومة حرب وبالتالي الدفاع عن المحافظات الجنوبية مع تقديم الدعم والمساندة لقوات التحالف والوقوف معها لإنهاء مرحلة الابتزاز التي يقوم بها الإصلاحيون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى