منصة الشهداء بردفان.. معلم وطني آيل للسقوط تتجاهله المقاومة والسلطات

> تقرير / رائد محمد الغزالي

> منصة الشهداء بمدينة الحبيلين بردفان تعد معلما نضاليا يجسد معاني الحرية ومقومات الثورة بالماضي والحاضر، واحتضنت منصة الشهداء الفعاليات الثورية ذات الطابع النضالي التي اتسمت به مديرية ردفان وعاصمتها الحبيلين، وكانت قبلة الثوار ودعاة الحرية من مختلف محافظات الجنوب التي كافحت طوال 30 عاما من أجل نيل الحرية والاستقلال ورفض نظام الغزو الزيدي.
ومنذ ثمانينات القرن الماضي لازالت هذه المنصة تؤدي دورها النضالي والوطني إلى اليوم، رغم ما تعانيه من إهمال، فوضعها المتهالك حاليا يشكو تجاهل جهات الاختصاص بالسلطة المحلية بمديرية ردفان ومحافظة لحج، وأصبحت اليوم آيلة للسقوط ما لم تتداركها جهات الاختصاص والمخلصين وفاعلي الخير.
الكثير من الناشطين والمهتمين والمناضلين الذين عاشوا مراحل الثورة الجنوبية وعايشوا أدوار منصة الشهداء بالحبيلين عندما كانت تحتضن المناسبات والفعاليات الوطنية استشعروا خطر الانهيار لهذا المعلم الثوري العظيم وناشدوا الجهات المعنية إنقاذ منصة الثورة والتاريخ النضالي.. «الأيام» بدورها نقلت بعضا من تلك المناشدات في السطور الآتية:
*الحضن الكبير للثورة
عبدالفتاح ناصر الهميشي، ناشط جنوبي، تحدث عن وضع منصة الشهداء وما وصلت إليه من إهمال، حيث قال: "نأسف كثيرا لما وصلت إليه منصة الشهداء، كونها تمثل الحضن الكبير للثورة الجنوبية، واحتوت الكثير من الفعاليات الثورية والوطنية، وهي اليوم تعاني الأهمال وصارت أطلالا يشوبها الدمار وتأكل بناءها".
ويضيف عبدالفتاح: "إننا نشعر بلأسف من هذا الوضع الذي أصاب المنصة، سقفها حاليا مهدد بالسقوط، ولاتزال الرسومات والشعارات الثورية موجودة عليها منذ انطلاق فعاليات الثورة الجنوبية، هذا المعلم أهمل من قبل الجميع، خاصة القيادات الذين احتضنتهم طوال فترات النضال حتى وصلوا إلى مراتب المسئولية عن طريق مدرجات هذه المنصة، مناشدات عديدة قدمناها ولكن ولم يستجب لها أحد".
*تجاهل جماعي
الناشط هاني الموسئي أكد بأن "منصة الشهداء بدأت فيها علامات الانهيار منذ 2007م منذ انتفاضة القضية الجنوبية، ولم يكن هناك أي اهتمام من جميع الثوار والمناضلين الذين ترددوا بالحضور في الفعاليات التي كانت تحتضنها المنصة، كنا نعول بقيادة الحراك الجنوبي وكل أطياف الثورة أن تتحرك وتساهم بترميم منصة الشهداء من أجل الحفاظ على هذا المعلم التاريخي والنضالي"، ميضيفا: "مع مرر كل موسم مطر يتسرب الماء إلى داخل الجدران، والسقف يتهاوى وهو على وشك السقوط والجوانب مهددة بالانهيار، والمطلوب هو التعاون، وأن يكون هناك هم مشترك، ويجب أن تقوم السلطة المحلية بدورها في ترميم المنصة، وكذلك المسئولون من أبناء ردفان، إضافة إلى نشطاء المجتمع يجب أن يكون لهم إسهامات في إعادة تأهيلها، ويكفي ما قد حدث من تقاعس وتجاهل ونسيان، وأنه من الواجب الأخلاقي الاهتمام بمنصة الشهداء، احترما وتقديرا لدماء الشهداء والجرحى، وتخليدا للمكان الذي يمثل مهدا لاحتفالات مديرية ردفان بالأعياد الثورية الوطنية العظيمة (14 أكتوبر) وغيرها من المناسبات”.
*مسؤليتنا جميعا
مشاهدة مبنى منصة الشهداء، التي تأسست في ثمانينيات القرن الماضي هذا العلم النضالي، وهو ينهار إنه لشيء مخجل، هكذا تحدث زكي الجرادي عن واقع منصة شهداء ردفان، وقال: “هذا الصرح مسئوليتنا جميعا كمجتمع ونخب في ردفان بإنقاذه من الهلاك، وتكمن المسئولية بدرجة رئيسية على المسؤولين، مدنيين وعسكريين، الذين كانوا يتحدثون عن وضع المنصة قبل أن يصلوا إلى درجات المسؤلية، ونحن نلومهم على صمتهم وتجاهلهم”.
جانب أخر من المنصة
جانب أخر من المنصة

ويضيف: "لاتزال الفرصة متاحة لتدارك الخطر، ونتمنى أن ينتصر الضمير الوطني على عوامل النسيان، وأن تلتقي الأيادي، ويكون هناك لقاء في هذه المنصة من أجل ترميمها، نأمل انتهاء الوضع المأساوي لمنصة الشهداء في هذا العام 2018م”.
*مساهمات مجتمعية
الناشط المجتمعي كرم سالم حسين تحدث مستغربا عن الواقع الذي يكتنف تجاهل الناس في المجتمع لمنصة الشهداء، وقال: “هذه المنصة للجميع ولم تكن محصورة على احتضان الفعاليات السياسية والثورية فقط، بل إنها شملت النشاط الثقافي والمناسبات الاجتماعية والأنشطة التربوية، وعلى ضوء هذا لابد أن يتحمل الجميع المسئولية في مديرية ردفان وعاصمتها الحبيلين، ونناشد أيادي الخير و المسئولين أن يستشعروا مكانة هذه المنصة وأهميتها الوطنية ويقوموا بترميمها، كونها لا تحتاج إلى أموال مهولة بل إلى مبلغ بسيط لإعادة الترميم فقط، وهناك أموال طائلة تهدر دون سبب، ونطالب السلطات المحلية بردفان بالتحرك والسعي، وإن كانت ليست لديهم الإمكانيات المادية، كما يدعون، فيجب عليهم أن يعملوا حملة تبرع ومساهمة مجتمعية لإنقاذ هذا الصرح الوطني والنضالي”.
*تجاهل كبير
وتحدث إلينا عضو المجلس المحلي لمديرية ردفان المحامي عبدالحميد نصر، وأكد أن هناك تجاهلا كبيرا لهذه المنصة قائلا: “بالفعل منصة الشهداء تعاني تسيبا وإهمالا من قبل الجهات المسئولة بدرجة أساسية، وكذلك المجتمع، ومن الواجب أخلاقياً أن نشعر بالمسئولية تجاهها ونحافظ عليها، وكان من المفروض أن يتم الاهتمام بها قبل سنوات. وبالنسبة للدور الحكومي الرسمي لقد تم مناقشة ترميم منصة الشهداء في عام 2017م من قبل المكتب التنفيذي، وطرح ذلك على السلطة المحلية بمحافظة لحج، وهناك وعود من جهات ممولة، وتم عمل دراسة أولية، ولكن كل تلك الوعود كانت مجرد كلام ووعود لم تنفذ، وأصبحت الإدارات المحلية لا تملك من الأمر شيئاً، وأنا أضم صوتي وبقوة لصوت الشارع، ونطالب بسرعة التحرك لإنقاذ هذا الصرح، وقد يكون الوضع المادي صعبا بالنسبة لبعض المواطنين من المجتمع، لكن هناك مسئولين مدنيين وعسكريين لديهم القدرة على ذلك، ونناشد المسئولين من أبناء ردفان العمل، لتأهيل وترميم منصة الشهداء”.
تقرير / رائد محمد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى