جئت حُراً.. هل أنا حر وفي الأصفاد رجلي ؟!

> أحمد محسن أحمد

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
أحببت هذا البيت من أشعار السيد العالم والمثقف والشاعر/ علي محمد لقمان (رحمه الله) !!.. وبلغت فرحتي مداها عندما خصني صديقي العزيز الأستاذ/ أنيس صالح همشري بنسخة من الكتاب التحفة النادرة (كتاب.. الشاعر/ علي محمد لقمان .. الأعمال الشعرية والمسرحية الكاملة.. الجزء الأول)! أقولها حقيقة مُرة.. بأننا نجهل تاريخ العظماء من أبناء هذه المدينة الحانية (عدن) الذين خاضوا معارك جريئة في مواجهة العوائق المعضلة، والتي كانت سبباً في عدم تحرير الإنسان من قيود عطّلت مسيرته في الحياة!
اخترت هذا التعبير الذي من شأنه كشف الكثير من الغمامات المعيقة لتطوير الحياة، ومعها الإنسان!! هؤلاء الرجال ناضلوا.. ونضالهم متعدد الاتجاهات.. فهم من نادى لتحرير الأرض من الاستعمار.. وهم أيضاً من نادى إلى تحرير الإنسان من قيود التخلف والانكسار والرضوخ لقوانين جائرة تحكمت بالناس وعطّلت كل مسعى من مساعي الانطلاق نحو الأفاق الرحبة. للأسف ما كنا نشاهده ونقرأه في تلك الحقبة الزمنية التي شاع فيها النضال ضد المستعمر ولا شيء سواه!!.. ولم نكن نعرف حينها بأن هناك رجالاً أجلاء كانوا يحملون راية الكفاح والنضال ضد كل مسببات التخلف والتردي والاستسلام للقيود المعيقة للانطلاق نحو الآفاق الرحبة والواسعة.. استوقفتني محطات رائعة لهذه الهامة الإعلامية والثقافية الرائدة/ علي محمد لقمان (رحمه الله) في أكثر من صفحة من صفحات الكتاب الرائع، ففي الصفحة (288/9) قرأت تلك القصيدة التي يهجو فيها المجلس التشريعي وكل مجالس يجلس فيها (المختال/ المذمم) الذي يقهر الرجال الأكفاء ذوي العقول النيرة وتسود فيها عقول (الجهلة والجبناء)، وهي كلمات شجاعة من الجدير الاستنارة بها، كونها تصور لنا واقعنا في هذا الزمن! القصيدة تقول “في المجلس المتخاذل.. نوب الخنا والباطل.. يختال كل مذمم.. فيه جبان جاهل.. ويذل كل مهذب.. ذل العزيز الذاهل.. ويخاف ذو العقل الكمال من القذى المتعاقل.. شعب أراد شقأه فاختار أسوأ قائل”.
كم هي المعاني التي تحملها لنا هذه الأبيات التي كانت تفضح النظام الذي كان سائداً في ذلك الزمن.. والعيب كل العيب أن هناك من جمّد خطى السير نحو ثورة حقيقية ضد كل الأوضاع المعيقة للتطور، فحاول البعض حصر النضال والكفاح ضد المستعمر فقط، وتجاهلوا حاجة الجماهير لخوض المعركة والمعارك في وجه العقول الصدئة، والتي كانت تحارب كل مثقف وفاهم، وفتحت الطريق لقيادة الجماهير في الوجهة الأحادية التي تتفق وحدود فهم انصاف الثقافة الشاملة والوعي الأوسع لتحرير الوطن والمواطن من كل أشكال التخلف والجهل والرعونة التي كانت صفات المناضلين إنصاف العلم والمعرفة.. ألم يقر الإنجليز بالمثل القائل (أنصاف المتعلمين.. أو قليل المعرفة خطر).
LITTLE KNOWFDGE IS VERY DANGEROULS ألا نعاني من كل هذه الأشكال التي هاجها المفكر والشاعر الكبير الأستاذ/ علي محمد لقمان (رحمه الله) في هذا الزمن؟ سؤال يترك للناس الذين تجرفهم العواطف، والولاء المشبوه وتغليب الروابط القبلية والعصبة ويسدوا الأبواب أمام كل مثقف صاحب رأي ونظرة صائبة، وهذا ما نعاني منه في هذه الأيام العصيبة.
قبل أن اختتم كلامي في هذه العجالة البسيطة، والتي لن يرضى بها البعض، أود أن أشير إلى ما ورد في كتاب الأستاذ القدير/ علي محمد لقمان (رحمه الله) وإلى الجانب الذي يعكس غزارة الفكر والوعي والثقافة الواسعة لديه.. فمن خلال الصفحات التي تبدأ من الصفحة 715 بعنوان ACKNOWLEDGEMENT حتى الصفحة 745 حوت هذه الصفحات على ثقافة الرجل ومستوى وعيه.. خاصة وأن هذه الصفحات (الثلاثين صفحة) هي فلسفة عميقة للكاتب والشاعر العملاق.. وهي باللغة الإنجليزية.. لأهمية ما ورد في هذه الصفحات، والتي عبر فيها الشاعر والفيلسوف الأستاذ/ علي محمد لقمان (رحمه الله) باللغة الإنجليزية الراقية مستواه الفكري الراقي.. وفيما يلي أسجل وباختصار بعض هذه الأبيات لأهميتها:
WISE MEN AGREE THAT THERE ARE TWO TRUTHS IN
الرجال العقلاء يتفقون بأن هناك LIFE:GOD AND DEATH
حقيقتين (لا سواها) في الحياة وهي الله (سبحانه وتعالى ) والموت. وفي الصفحة 738 يقول :
I DO NOT KNOW HOW HAVE I COME
WHERE I AM NOW
AND WHERE AND WHEN MY END WILL BE
لا أدري كيف جئت وأين أنا الآن.. وأين ومتى ستكون نهايتي؟ فأي فلسفة أعمق من هذا ونحن نؤمن بقول الله سبحانه وتعالى: “لا تدري نفس بأي أرض تموت”. إنه يتعمق ويتعملق في بعد فلسفته بهذه الأبيات:
PEOPLE ARE UNSPONSORED ON THE SEA
THEY SWIM BUT WITHOUT KNOWLEDGE
OF THEIR DESTINY
الناس دون ضمان أو عراب في أبحر يسبحون بدون معرفة أو علم بالقضاء والقدر.
مع اعتذاري لعدم الوصول إلى الدقة في عكس المعاني المختارة عند الترجمة.. في الأخير لقد أكمل الصورة في كل ما يملكه من بعد فلسفي في هذه الأبيات:
HAD I KNOW WHERE MY END WOULDBE
I WOULD HAVE REJECTED THE
BEGINNING
ألم يقلها شاعر الحب (نزار قباني): لو كنت أدري خاتمتي ما كنت بدأت. ولنا لقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى