قوى خفية تعد العدة لتفجير الموقف بأوامر دولية

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
الموقف على المستوى القطري أو القومي بات أكثر وضوحا من ذي قبل، فالموقف ساخن في عدن وغامض في مأرب وعفن في صنعاء.. هناك الشرعية في عدن، وهناك الشر - حوثية في مأرب، وهناك الحوثية في صنعاء، ثلاثة خيوط تتحرك مع بعض والأصابع التي تحركها واحدة.
الساحل الغربي دخلته قوات أمريكية وحالت دون وصول أي قوة، وهناك استقالة ولد الشيخ، وترشيح مارتن غريفتش، والمنظمة الدولية تصر على المرشح الأوربي ولا مكان لمرشح عربي، وهناك موقف غريب أن عدن تورد إلى صنعاء مستحقات ضريبية وجمركية ومستحقات أخرى.. أصبح الحوثي متسيداً على ساحة صنعاء بضوء أخضرأمريكي مفاده: لا حل سياسيا في اليمن دون مشاركة الحوثيين، ونعيد إلى الأذهان ما نشر في 22 يناير 2015 وأعادت نشره صحيفة (الشارع) في 26 يناير 2015 وما ورد على لسان مايكل فيكرز وكيل البنتاجون لشؤون الاستخبارات، بأن الولايات المتحدة لها علاقات استخباراتية مع جماعة الحوثي، وتلك صحيفة (معاريف) الإسرائيلية تنشر مقالة لمارك هوبلز جاء فيه “إن الدين الشيعي وضمنه الحوثية الجارودية يعمل لصالحنا، وهو من أدواتنا في الشرق الأوسط، ولولا الدين الشيعي لما استطعنا تقسيم الوطن العربي”.
سوريا الآن تسكنها الأشباح وقوات أمريكية وروسية وتركية ومن جماعات نصر الله، والعراق هو الآخر مدنه تسكنها الأشباح أيضا، ونزوح مكثف لا نظير له في الماضي، وأصبح من مستعمرات إيران.
الخارطة الحالية للجنوب مغايرة تماماً للخارطة السابقة على أحداث مارس 2015 والتي أفرزتها ثورة 11 فبراير 2011 الأمريكية الصنع، وكان هدفها أن الشمال أيضا من خلال ساحة الثورة في صنعاء لا ترغب في صالح، وجاء سيناريو مخطط (حدود الدم) في الجنوب بعد هروب الرئيس هادي في 25 مارس 2015، وبروز المقاومة التي جاءت لتنهي الحراك الجنوبي، وأصبحت الساحة في عدن بموجب ذلك المخطط خليطاً من الشرعية والمجلس الانتقالي والمقاومة، ومن داخل الشرعية هناك علي محسن الأحمر (حصان طروادة الإصلاح)، وهناك سلفيون وهناك الميري المنتشر في كل أنحاء عدن، وهناك مسلحون منتشرون في كل مديريات عدن وخاصة الشيخ عثمان ودارسعد والمنصورة، وهناك شكل آخر من أشكال الفوضى الخلاقة وهي الدراجات النارية المنتشرة في كل مديريات محافظة عدن وتعدادها بالآلاف، وانتشرت بفعل فاعل خارجي، وأصبحت تقلق السكينة والاستقرار الاجتماعي، وانتشار نقاط متعددة تمارس الجباية حتى داخل الأسواق، فيما ينتشر بلاطجة آخرون فوق دراجات نارية تخطف حقائب النساء أو الجوالات من أيدي الصغار والشباب وتشمل أعمال البلطجة سرقة حقائب اليد.
لا أمن ولا مقاومة ولا شرعية ولا مجلس انتقالي يسهم في ضبط الأمن وضرب البلاطجة والحد من خطورة الدراجات النارية.. هناك انفلات متعمد وكل ما نراه من جانب الشرعية والمقاومة يندرج في دائرة “تعليمات المخرج” والمتعارف عليها بـ“المخرج عايز كده”.
هناك شكل آخر من أشكال الفوضى الخلاقة تتمثل في البنك المركزي الذي أسهم إلى حد كبير في استنزاف العملات الصعبة وخاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي وفتحت عشرات وعشرات من محلات الصرافة في مديريات عدن وتتوافر عشرات الشوالات من الريال اليمني لشراء الدولار الأمريكي والريال السعودي ليعاد تصديرها إلى القاهرة لشراء عقارات هناك.
عدن الآن تشهد ازدحاماً بالسكان وارتفاع معدلات الاغتيالات والتفخيخات، فقوائم الشهداء والجرحى يصعب حصرها حالياً وستتسع تلك القوائم بتفجير حرب أهلية مدمرة في عدن.
خارطة جديدة لعموم المنطقة سنراها قريباً وسيعلن انتصار مخطط (حدود الدم)، واعلم أيها الجنوبي أنك أمام هذه المقولة: “يسألونك عن مجريات الأمور يا حبيب، فقل علمها في واشنطن وتل أبيب”، ألا قاتل الله مرتزقة الجنوب!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى