قسم إنعاش الأطفال بمستشفى الصداقة بعدن يعاني الإهمال وخارج النطاق الصحي.. المبنى شبه متهالك وأبواب الممرات والغرف ونوافذها خارج الخدمة

> تقرير/ معين الصبيحي

> مستشفى الصداقة الكائن بمديرية الشيخ عثمان حي عمر المختار بالعاصمة عدن يعتبر صرحا طبيا عريقا، أسس في ثمانينات القرن الماضي على نفقة الاتحاد السوفيتي، هذا المستشفى من المؤسسات الطبية الرئيسية التابعة للحكومة يرتادها المرضى من مختلف المحافظات، لاسيما في أمراض حالات الأمومة والطفولة.حاليا يعاني المستشفى من عدة مشاكل نظرا لقلة الاهتمام من قبل جهات الاختصاص بوزارة الصحة، ويواجه إهمالا كبيرا في كل أقسامه الطبية، بل إنه صار باعثا للأمراض بسبب غياب النظافة، وهناك مشاكل في حماماته أدت إلى طفح المجاري داخل المستشفى وخارجه مع انبعاث الروائح الكريهة، هذا بدوره عكس الواقع الصحي والدور الاساسي الذي يقدمه المستشفى في معالجة الأمراض لأنه حاليا صار مصدر وباء وباعثا للأمراض جراء الإهمال الكبير الذي يعانيه المستشفى في كل النواحي.
والزائرلقسم إنعاش الأطفال بالمستشفى سيشاهد نموذجاً لحالة من التردي والإهمال التي تشهدها أقسام المستشفى المختلفة بشكل لايطاق.. «الأيام» زارت المستشفى ورصدت بعض من المشاهد المتردية في التقرير الآتي:
*مشاهد مفجعة
كنا نتوقع أن يكون قسم الأطفال قسما صحيا مؤهلا من حيث النظافة والمعدات والاجهزة الطبية، ولكننا فوجئنا بمشاهد مفجعة دخل هذا القسم.. وعند الدخول الى القسم كان كبناء مهجور تماما نتيجة الاهمال الواضح وعدم الصيانة والترميم، وكل ذلك بسبب التجاهل الحكومي.. المبنى شبه متهالك أبواب الممرات والغرف ونوافذه توحي بأنها خارج نطاق الخدمة.
غياب النظافة
غياب النظافة

ممرات مبنى قسم الأطفال أصبحت أسواقا عامة تجد هناك بسطات للبيع والشراء، وتشاهد وضعيات المرافقين والزوار وهم يفترشون الممرات للمقيل والنوم وكأنهم في لوكندات عامة وليسوا داخل مستشفى حكومي وصرح طبي، بينما الطوابق الأولى لقسم الأطفال صارت سوقا عاما بكل ما تعنيه الكلمة، هناك البوفيات وكابيانات الاتصالات التي ظهرت بصورة عشوائية ملفتة، ولا نعلم كيف تم خصخصة تلك الأماكن، وما نوع العقود المتخذة بهذا الوضع.
*غرفة المناوبة المتهالكة
غرفة المناوبة الطبية في قسم الإنعاش بدون اتصالات ولا أبواب، وهي مهترئة وخالية من أي أثاث ما عدا طاولة وحيدة محطمة ولا يوجد عليها أي ورقة للكتابة، والمشكلة أن ملفات حالات المرضى المتواجدة بالقسم تخزن في هذه الغرفة، بحيث يكون مصيرها الإهمال.
ومن حيث النظام والمعاملة فإنه بعد ساعات انتظار طويلة وطلوع ونزول من قبل المريض ومرافقيه يحضر الأطباء لمقابلة المرضى في هذه الغرفة، ويتم مناقشة الحالة المرضية على سرير لا يصلح أن يستخدم في منشأة صحية، وعليه فراش أكل عليه الدهر وشرب وهو قديم وبدون مخدات ولا توجد به أي مستلزمات أخرى، بعدها تكتظ الغرفة وتتحول إلى حالة من الفوضى والضجيج وكأننا داخل مطعم شعبي.
*الحمامات مصدر وباء
الحمامات هى الأخرى تعاني مشكلة الإهمال وتعلوها الأوساخ والقاذورات وغير صالحة للاستخدام الآدمي، ومرافقو المرضى والزوار يصابون بالغثيان عند دخولهم إليها نظرا للمشهد المقزز والذي يمثل غياب دور النظافة في المستشفى، حتى أن القسم أصبح مصدرا للأمراض المعدية وكثيرا من أهالي الأطفال المرضى لا يتركون أسرهم والمرافقين في هذا القسم خوفا من انتشار الأمراض.. وهناك معلومات تشير إلى وجود أطفال مرضى أصيبوا بأمراض أخرى داخل القسم جراء انعدام النظافة في القسم.
حمامات المشفى
حمامات المشفى

*غياب طبيب القسطرة
دوام العمل في قسم إنعاش الأطفال بمستشفى الصداقة يتوقف في أغلب الأحيان من الساعة السابعة مساء حتى العاشرة صباحاً، وهذا التوقف والإهمال الطبي لم نجد له أي تفسير، مما يجعل المرضى وذويهم يبحثون عن الأطباء في الأقسام الأخرى وأحيانا في خارج المستشفى.
شاهدنا هناك أحد المواطنين مع طفلته المعاقة التي تعاني من ظمور في الدماغ وتشوه خلقي ووالدها يحضرها إلى القسم بشكل دائم لأخذ حقنة لها، وظل الأب ذاهبا آيبا يبحث عن الطبيب المناوب من أجل تلك الحقنة ولم يجد أي طبيب في القسم، وحينها فكر بالاستعانة بطبيب من خارج المستشفى كون قسم الإنعاش يخلو من الأطباء المناوبين لفترات طويلة.
كما أن هناك حالة أخرى لطفلة لم يجد والدها اي طبيب لتركيب (فراشة) القسطرة لها وذهب إلى طبيب أوزبكي في مستشفى «درة عدن» الخاص، بعد 12 ساعة بحث وانتظار في قسم الأطفال بمستشفى الصداقة لتركيب فراشة القسطرة لطفلته في الصدر لعدم وجود أوردة بيد الطفلة البالغة من العمر 4 أعوام التي تعاني هي الأخرى من إعاقة خلقية منذ الولادة، واضطر والدها لدفع 14 ألف ريال يمني بسبب عدم وجود طبيب قسطرة بقسم الأطفال بمستشفى الصداقة منذ فترة طويلة بسبب وفاة الدكتور التابع للمستشفى الذي كان يقوم بعمل القسطرة بمبلغ 3000 ريال فقط.
تقرير/ معين الصبيحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى