القصيدة التي تسببت بمقتل المتنبي

> محمد حسين الدباء

> كان ضبة بن يزيد العتبي غداراً بكل من نزل به وكان بذيء اللسان، خرج مع عائلته يوماً فاعترضه قوم من بني كلاب فقتلوا أباه وسبوا أمه وفسقوا بها، وكان أبو الطيب المتنبي قد مر بضبة مع جماعة من أهل الكوفة فأقبل ضبة يجاهر بشتمهم وسبهم، فأراد رفاق المتنبي الرد عليه بمثل ألفاظه القبيحة فطلبوا من أبي الطيب ذلك فقال قصيدته:
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه
وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ
وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه
وَإِنَّما قُلتُ ما قُل
تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه
وَحيلَةً لَكَ حَتّى
عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَت
لِ إِنَّما هِيَ ضَربَه
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد
رِ إِنَّما هُوَ سُبَّه
وَما عَلَيكَ مِنَ العا
رِ إِنَّ أُمَّكَ قَحبَه
وَما يَشُقّ عَلى الكَل
بِ أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه
ضَرَّها مَن أَتاها
وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ
وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى
وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئاً
أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً
وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلاً
في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه
وَأَرخَصَ الناسِ أُمّاً
تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه
وقد احتوت القصيدة من أبشع الألفاظ والعبارات ما جعل المتنبي ينكر إنشادها كما قال الواحدي أحد شرّاح ديوان المتنبي.
علم فاتك بن أبي الجهل الأسدي (خال ضبة) بالقصيدة فغضب عند سماعها وأراد الانتقام لأخته وابنها ضبة فاعترض لأبي الطيب وهو في طريقه إلى بغداد فالكوفة وواجهه بنحو 30 من رجاله وقيل 60 فقاتله المتنبي حتى قتل هو وابنه محسّد وعدد ممن كانوا معه.
وقد قيل إن أبا الطيب لما رأى كثرة رجال فاتك وأحس بالغلبة لهم أراد الفرار فقال له غلام له: لا يتحدث الناس عنك بالفرار وأنت القائل:
فالخيلُ والليلُ والبيـداءُ تعرفني
والسيف والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
فكر راجعاً وقاتل حتى قتل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى