أبوبكر سالم بلفقيه (بندر عدن).. والتكريم الذي يستحقه الفنان العظيم

> أديب سعيد مقطري

> بعد أيام قلائل من رحيل الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه، رحمة الله عليه، المتوفى في 10 ديسمبر 2017، نشرت لي صحيفة «الأيام» الغراء، وفي هذه الصفحة بتاريخ 1 يناير 2018، مقالا بعنوان (أبوبكر سالم بلفقيه.. النهر المتدفق والنغم الخالد)، شرحت فيه حزني الكبير لرحيل فنان عظيم، ربطتني به علاقة وجدانية، من خلال أغانيه الخالدة، وكان صوته ملاذي، كلما ضغطت عليّ الهموم والمشاكل، وكلما اضطربت حالتي النفسية. وتناولت جزءاً من المشوار الفني للبلفقيه، وبدايته في عدن التي عشقها كل العشق.
وموضوع المقال كان انطباعياً، مثل غيره من المقالات الفنية التي تنشر في الصحف غير المتخصصة في الفن، عن هذا الفنان او ذاك، الأحياء منهم والأموات، مزيج من مشاعر الحب والتقدير، ومختصر للمشوار الفني للفنان، وسرد سريع لبعض الذكريات المشتركة، بين الكاتب والفنان، وهذا رائع، وهذه كتابات لها قيمتها، دالة على حجم الفنان وقيمته الفنية الكبيرة.
وقراء الصحف متنوعو المستويات الثقافية والعلمية، وقلة منهم تحتفظ بالصحيفة، ولا تبقى الصحيفة الا في ارشيف الصحيفة، وكثير من المقالات في الشبكة العنكبوتية، ومعظم الجمهور بعيد عن النت، وبالتالي تضيع هدرا كل تلك المقالات التي نسجها الكتاب، وتذهب جهودهم هباء.
ومن هنا تأتي اهمية جمع العدد الاكبر من المقالات في كتاب، من قبل جهة رسمية او غير رسمية، بمناسبة اربعينية الفنان، وكم اتمنى اصدار كتاب عن كل فنان راحل حتى بعد رحيله بأعوام، يكون مصدرا للمعلومات الفنية الصحيحة عن الفنان الراحل وعن مشواره الفني وعطاءاته الفنية، بالاستعانة بالفنان نفسه قبل رحيله، او بالكتاب من ذوي الاهتمام وحفظ التاريخ، فقد لاحظت في بعض هذه الكتب او الكتيبات، تناقضا في بعض المعلومات الفنية، وكثيرا في البعض الآخر، ووزارة الثقافة معنية بذلك، من خلال مكاتبها في عواصم المحافظات، فكان اولى بمكتب الثقافة بعدن اصدار كتاب عن الفنان العظيم الراحل ابوبكر سالم بلفقيه، باعتباره فنانا عدنيا، الى جانب كونه فنانا حضرميا وعربيا، وكان عاشقا لعدن وعاش فيها نحو 10اعوام، ازداد خلالها معرفة بأهمية التجديد، في الموسيقى والغناء، وكان لعدن اسهام كبير في تكوينه الفني والأدبي، من خلال ارتباطه الوثيق بفنانيها وادبائها الكبار، ومن عدن انطلق مشواره الفني الحقيقي ملحنا ومطربا.
وتستعد جامعة عدن لإصدار كتاب عن الفنان العظيم الراحل ابوبكر سالم بلفقيه، بمناسبة مرور اربعين يوما على رحيلة، والاحتفاء بهذه المناسبة، بحضور بعض المسؤولين وصفوة المثقفين، كما فعلت مع بعض فنانينا الكبار، ولها الشكر والتقدير.
وسوف يكون الكتاب تجميعا للمقالات التي نشرتها الصحف منذ وفاة الفنان العظيم ابوبكر سالم بلفقيه، وهي مقالات تستحق التجميع، لتوثيقها لمشاعر الحب والتقدير لعدد من الكتاب للفقيد العظيم. لكنها، وفي معظمها، وكما ذكرت سابقا، مقالات انطباعية، عن مشاعر الحزن، وجزء من التوثيق للمشوار الفني للبلفقيه، وحديث ذكريات.
والملايين في اليمن من عشاق البلفقية، بحاجة لمعرفة التفاصيل، فمثلا .. نحن لا نعرف تفاصيل السنوات التي عاشها في عدن، فكان من الاولى جمعها من كبار السن من البسطاء من مجايليه، بالاضافة الى دراسات تحليلية لألحانه، ولم يفت الوقت بعد. ومع ذلك تستحق جامعة كل الشكر والتقدير.
الا ان الكتاب سيتم توزيعه على الحضور في الحفل، ولذا وجب ان نفكر بأسلوب آخر نحو تكريم يحفظ اسم ابو بكر سالم بلفقيه على ألسنة مئات الآلاف من عشاقه في عدن.
وكنت قد قرأت مقالا للاستاذ مختار مقطري بعنوان (ابوبكر سالم بلفقيه.. الرحيل الذي يستدعي الوفاء)، اشار في نهايته الى ضرورة اطلاق اسم ابوبكر سالم بلفقيه على احد الأحياء او الشوارع في عدن، كأبسط اوجه التكريم لهذا الفنان العظيم، وانا اضيف ما يمكن ان يكون قد فات الاستاذ المقطرى، ان يكون الحي احد الأحياء الراقية في عدن، وان يكون الشارع واحدا من شوارعها المهمة المختلجة بالحياة بحيوية وتدفق نشاط وانشطة البسطاء من مئات الآلاف من عشاق ابوبكر سالم بلفقيه، كما اضيف تأسيس معهد لتعليم الموسيقى للمبتدئين، يتبع وزارة التربية والتعليم، ينتقل الناجحون فيه الى معهد (جميل غانم) للموسيقى والفنون.
وكم اتمنى، وبما لا يخالف القانون، ان يصدر قرار بأن يكون لمدينة عدن، او مدينة (كريتر) وحدها، تسمية جديدة هي(بندر عدن) اشارة الى اغنية البلفقيه الخالدة (يا طائرة طيري على بندر عدن)، وهي تسمية قديمة لمدينة عدن، على كل حال.
الله.. ما اعظم فنانينا الكبار، بما ارتقوا به بمشاعرنا من فن عظيم وخالد، ومنهم وفي مقدمتهم الفنان العظيم الراحل ابوبكر سالم بلفقيه، رحمة الله عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى