وسيفُ عينيكِ في الحالين بتّارُ

> محمد حسين الدباء

> إدريس جميع شاعر سوداني فقد عقله في آخر أيامه ودخل مستشفى المجانين، وأراد أهله أن يعالجوه بالخارج وفي المـطار رأى امرأة جميلة برفقة زوجها، فأطال النظر إليها والزوج يحاول أن يمنعه فأنشد يقـول:
أعَلى الجمال تغارُ مِنّا
ماذا علينا إذْ نظرنا
هيَ نظرةٌ تُنسِي الوَقارَ
وتُسعِد الرّوحَ المُعنَّى
دنياي أنتِ وفرحتي
ومُنَى الفؤادِ إذا تَمنَّى
أنتِ السماءُ بَدَت لنا
واستعصمت بالبُعدِ عنَّا
وعندما سمعها الأديب عباس محمود العقاد - رحمه الله - سأل عن قائلها فقالوا له: إنه الشاعر السوداني (إدريس جمَّاع) وهو الآن في مستشفى المجانين.. قال: هذا مكانه، لأن هذا الكلام لا يستطيعه ذوو الفكر!!.
وعندما ذهبوا بإدريس جمّاع إلى لندن للعلاج أُعجب بعيون ممرضته وأطال النظر في عينيها، فأخبرت مدير المستشفى بذلك فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت، وعندما جاءته نظر إليها جماَّع وأنشد:
و السيف في الغمدِ لا تُخشَى مضاربُه
و سيفُ عينيكِ في الحالين بتّارُ
وعندما تـُرجم البيت للممرضة بكت..
وصُنف هذا البيت أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث!!
وهذا الشاعر إدريس جمَّاع هو صاحب الأبيات الشهيرة التي يقول فيها:
إن حظي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى