شعر حريري ووشاح بثمن بخس

> رعد الريمي

> الشارع الذي اعتدت الجلوس في أحد مقاهيه لم يكن خاليا، بل كانت ضوضاء نعل المارة تربكني.
والفتاة التي ترى في نهديها بعض زهوٍ باتت تتعمد ترك الهواء يعبث برداء كان يستر نحرها، فيما الأخرى تستسلم للرياح التي تلصق عباءتها الفضفاضة بعظم خصرها النحيل.
وعيناي بين نهدٍ وتموجات جسد تتنقل بتروٍ ومع كل انتقاله تطرد رئتاي دخان البالمال.
وعلى التواء الشارع الذي احتجز ركنه بائع الجرائد الجعظري بدا لي حشد أثار فضولي.
نهضتُ ورزحتْ الأرض من تحت قدماي والتهمت الطريق ببضع خطوات وبراحتاي دفعاً اجتزت السياج البشري الفضولي.
والمرأة البالغة من العمر خمسين ونيف لم توقف يدها القمحية عن لطم خد فتاتها الوردي.
الكل يطالع توسلات بريئة لبالغة مليحة.
صفحة وجنتها الوردية لم تعد وردية بل حمراء وتوسلاتها بصوت متلعثم لم تشفع لها أمام أمها.
زمجرة أمها بعبارة أنَّ لنا أن نجد دراهم لنؤوب إلى منزلنا، مبرراً لاستمرارها باللطم.
فقد أهدرتِ جل ما بجعبتك بسبيل النظر للبائع الوسيم!
أخرجت إحدى المحتشدات بعض دراهم لفض لطم الخمسينية عن خد الفتاة التي يتماوج نهديها مع كل لطمة يتجشمها خدها.
رفضت الخمسينية أخذ الدراهم تحاشيا للمنّ.
وأمام كبرياءالخمسينية انتزعتُ وشاحا كان يغطي شعر الفتاة الحريري ورقبتها التي ترى فيه بياض الشمس.
وهمستُ بإذن الخمسينية خذي هذه الدراهم فقد راقني هذا الوشاح.
تناولت الدراهم، وهي تنظرُ شزرا إليَّ
وانصرفتُ، وانصرفت الأم وهي تفارق أصابع يمينها علي رأس المليحة حاجبة ما استطاعت من أشعة الشمس اللافحة شعر ورقبة فتاها، وبيسراها تحكم القبض على الدراهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى