خدمة الصرف الصحي تؤرق سكان المديرية.. غياب السلطات ونقص الوعي المجتمعي يفاقمان مشكلة المجاري في الحبيلين

> تقرير / رائد محمد الغزالي

> تعد مشكلة المجاري في مدينة الحبيلين- إحدى رباعيات مديريات ردفان- عامل قلق لسكان المدينة، خاصة الأحياء القريبة من ممرات الصرف الصحي المكشوفة، التي طفحت إلى الشوارع، وتسببت في انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض.
وتحتاج المدينة ذات الكثافة السكانية الكبيرة للتخلص من مشكلة الصرف الصحي إلى وجود مكان مناسب يحفظ مياه الصرف الصحي بشكل كامل، بدلاً من الانتشار الكبير لبيارات الصرف الصحي داخل الأحياء المزدحمة بشكل عشوائي دون وجود ضوابط.. ويقول الأهالي إنه لابد من وضع حلول ولو جزئية لمشكلة المجاري التي قالوا إنها تتزايد يوما عن آخر نتيجة تزايد السكان.
وتحدث عدد منهم لـ«الأيام» التي استطلعت آراءهم حول وضع المدينة وعن معاناتهم نتيجة مشكلة المجاري.
*ميزانية تم ترحيلها
في السابق كانت قد وضعت حلول لمشكلة الصرف الصحي في مديرية الحبيلين حينما تم تخصيص ميزانية مالية قدرت بأكثر من خمسمائة مليون ريال لتنفيذ مشروع مجاري المدينة، ولكن وبحسب ما تقول السلطات فإن سكان المناطق المحيطة كانوا يرفضون أن تكون المجاري بالقرب من مناطقهم لكونها قد تشكل خطرا عليهم وتزامنت المشكلة مع ظهور إشكاليات مماثلة ما أدى إلى ترحيل الميزانية.
وتحتاج المدينة حالياً إلى تدخل الجهات الداعمة وإيجاد مكان مناسب في محيط المدينة.. ويؤكد الكثير من السكان المحليين أن الأماكن موجودة بشرط أن يكون هناك تنظيم للمكان الذي يتم فيه تصريف مياه المجاري.
*العشوائية أحد الأسباب
ويقول الأهالي إن من بين أبرز الأسباب التي أدت إلى تزايد طفح المجاري من مواقع الصرف الصحي، إلى جانب غياب الاهتمام من قبل الجهات الحكومية كما يقول أحد السكان ويدعى هيثم قاسم، هو نقص الوعي بمدى انعكاس المشكلة على السكان القاطنين.
ويردف هيثم، قائلا: “من يقوم ببناء منزل جديد يقوم بإيصال ماسورة الصرف الصحي إلى الشارع، ومن هنا تبدأ المشكلة فتتجمع المجاري وتطفح المياه، وهذا يؤدي إلى كارثة بيئية تتسبب في انتشار الأمراض".

ويضيف: "إن مياه الشرب قد تتلوث مع وجود آبار في الأراضي الزراعية والمجاري تمر بقربها”، ويؤكد أن هذا يقابله سكوت وتهاون من ملاك الأراضي الزراعية والسكان.
ويمضي في حديثه مبينا أنه إذا وجد الوعي لدى السكان لما كانت المجاري بهذا الشكل السيئ، وقال: “كانت هناك فرصة لإقامة مشروع في العام 2015 كان قد تم التنسيق بشأنه بين بعض الشخصيات لكنه لم يكتمل”.
وفي ختام حديثه لـ«الأيام» قال هيثم: “نناشد المسؤولين في المديرية أخذ هذا الموضوع بعين الاهتمام والسعي لإيجاد حلول للحد من تفاقم مياه الصرف الصحي، ونناشد المنظمات تقديم الدعم للمدينة في تنظيم شبكة المجاري، هذا إن أرادت أن تؤدي واجبها الإنساني، حيث إننا نتعرض لمشكلة تهدد صحة عائلاتنا والأطفال منهم بصفة خاصة”.
*خطر مهدد للحياة
المواطن صالح مانع شائف، تحدث بسخط وكان يشير بإصبعه صوب منزله الواقع شرقي المدينة، قائلا “إن المجاري تتكدس خلف مسكنه، وقال إنه ومجموعة من الجيران تضرروا كثيرا وأنهم أصيبوا ببعض الأمراض، مؤكدا أن هذا يمثل خطرا على حياة الأطفال.
وقال شائف: “بذلنا جهودا في إحداث بعض الإصلاحات بالتنسيق مع بعض الجيران للحد من الضرر، كوننا نتحمل تبعات الضرر وكنا ناشدنا الجهات المسئولة عديد مرات وذهبنا للقاء بعض المسؤولين ولكنهم لم يفعلوا شيئا تجاه معاناتنا”. وأردف: “الجهة المسئولة المتمثلة بالصرف الصحي هي الأخرى لم تفعل لنا شيئا وطرحنا مقترحات على الجهات المسئولة لكي تقدم الحلول وطلبنا منهم إلزام الذين لا يساهمون معنا وبقي الأمر دون تحقيق نتائج حتى أن هناك مشاكل حدثت بسبب الأضرار الناتجة من طفح المجاري بحق منازلنا ووصلت إلى الشرطة حاليا بين بعض الساكنين”.
ويختم حديثه بالقول: “لقد سئمنا ويكفي ما تحملنا ولا يمكن أن نتحمل ما لا طاقة لنا به، ونجدد مناشدتنا عبر صحيفتكم للجميع دون استثناء بالتحرك ووضع حد لمشكلة المجاري التي باتت خطرا قاتلا يهدد حياتنا ما لم فإن لنا الحق في التصرف بما يحمي أنفسنا وأطفالنا وعائلاتنا من هذا الخطر خاصة أننا قد طرقنا الأبواب لدى الجهات المسئولة بالعمل على وضع حلول وقلنا أكثر من مرة إننا مستعدون للتعاون والمساهمة في الحل”.
صورة لمشروع تعثر في الجهة الشرقية من أعلى المدينة
صورة لمشروع تعثر في الجهة الشرقية من أعلى المدينة

*مشكلة مستفحلة
وقال المواطن شريف علي نصر إن مشكلة المجاري مستفحلة، فيما المواطنون يعانون من طفح المجاري خاصة في الأحياء الشرقية لمدينة الحبيلين والحي الممتد من مسجد النور إلى الطين الذي أسكن فيه.. وأضاف “لقد تمت محاولات من قبل شخصيات اجتماعية في 2014م وأبدت السلطة بالمديرية تعاونها، وقد بدأت عملية الحفر على أساس أن يقوم تاجر بالعمل ولكن توقف العمل مع بداية الحرب، ومنذ ذلك الوقت لاتزال الحفريات كما هي، ونناشد المعنيين التحرك لإيجاد حل لمشكلة المجاري، وندعو المواطنين للتحرك فالوضع لايقبل أي مماطلة وقد تتفاقم المعاناة”.
*الحاجة للدعم
من جانب آخر قال عضو المكتب التنفيذي بردفان سعد ناجي أحمد: “مشروع الصرف الصحي لمدينة الحبيلين يمثل أهمية كبيرة لكون عدد الساكنين والمنازل في تزايد، وهذا المشروع سبق ترحيله لعدة سنوات بسبب عدم وجود الموقع المناسب”.
وتابع: "سعت السلطة المحلية بالمديرية حاليا لمتابعة السلطة المحلية بالمحافظة بشأن الموضوع ،وطالبت بضرورة تفعيل عمل مشروع الصرف الصحي ومعالجة موضوع مخصصاته المالية المعتمدة والمرحلة منذ سنوات".
ويردف: "وضع المكتب التنفيذي بالمديرية هذا المشروع ضمن مصفوفة المشاريع الطارئة التي تحتاجها المديرية، علما أن هناك جهودا لبعض الأهالي الساكنين لوضع بعض المعالجات لكنها ليست كافية”.
وقال إن "ما نحتاجه هنا هو توفير الدعم إن كان من جهة السلطة أو المنظمات أو بعض المؤسسات الخيرية لكي يتفاعل الجميع مع هذا الموضوع بإيجاد الحل والموقع المناسب، كون هذا المشروع مرتبطا بمجاري المدينة ويقتضي وجود حل عاجل لأن بقاء المدينة بدون مجاري قد يتسبب بانهياره خلال السنوات القادمة وهذا ما يخشونه”. حد وصفه.
تقرير / رائد محمد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى