التعليم.. الواقع والخيارات

> د. ياسمين باغريب

> لقد حث الإسلام على طلب العلم وبين القرآن فضل المتعلم وجاءت الأحاديث ببيان أهمية ذلك وكيف أنه طريق إلى الجنة.
فالتعليم يعد الركيزة الأساسية في بناء وتطوير ملكات الإنسان العقلية والوجدانية والنفسية.
ولا يستطيع أي مجتمع تحقيق أهداف التنمية إلا بالتعليم، ومما لا شك فيه أن التعليم لا يمكن تجاهله من قبل أي دولة في عالم اليوم، كونه الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية واللحاق بركب الشعوب وبناء مجتمع ناجح ومتعايش.
والناظر لحال التعليم في بلدنا يرى وبكل وضوح تردي مستوى التعليم في المدارس وانتشار سوق الدروس الخصوصية (المعلامة) بصورة كبيرة، حيث أصبحت ضرورة ليس لمجرد إجراء لعلاج أوجه القصور فقط، بل طريق رئيس تسلكه الأسر لتعليم أبنائها.
فنظام التعليم في محافظاتنا ومحافظة عدن على وجه الخصوص يعاني وعلى كل المستويات من تدهور كبير لم يشهد له مثيل.
فالمعلم الذي يعتبر أساس التعليم أصبح الكثير لا يجعل له قيمة ومكانة مما سبب قيام بعض المعلمين بالاستهتار واللامبالاة في التدريس وحتى في طريقة التعامل مع التلاميذ في المدرسة، وتناسى الكثير أنه برقي المعلم يرتقي التلاميذ، وبقدر عجزه وضعف مستواه وعدم اهتمامه ينتج جيلا ضعيفا علميا، وهذا ما نعاني منه في منظومتنا التعليمية، فضلا عن بروز العديد من المشكلات المدرسية والصراعات غير الأخلاقية، وتدخل البلاطجة والعصابات في سير العملية التعليمية والامتحانات.
إن المشكلات والصراعات المستمرة في المدارس وكذلك الكثافة الطلابية في الصفوف جعلت العديد من أولياء الأمور يبحثون عن بيئة صحية تربوية مناسبة لتعليم أبنائهم، رغم سوء الوضع الاقتصادي، وذلك بتسجيلهم بالمدارس الخاصة.
أما اتجاه أولياء الأمور نحو المدارس الخاصة فقد سبب بدوره مشكلة أخرى وهي الدفع بهذه المدارس إلى رفع الرسوم وإن كانت بعض تلك المدارس هي الأخرى لا تخلو من المشاكل التعليمية مثل زيادة عدد التلاميذ وانحدار مستواهم التعليمي، أضف إلى ذلك انعدام الرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم على تلك المدارس واقتصار دورها على الإشراف الفني.
أما السؤال الأهم فهو: هل عجزت وزارة التربية والتعليم عن تقديم نموذج تعليمي حكومي على مستوى عالٍ بحيث لا يضطر ولي أمر إلى تسجيل أولاده في مدارس خاصة البعض منها لا يختلف عن المدارس الحكومية؟
وهل توجد أي خطط علمية حتى على مستوى المديريات لتحسين مستوى التعليم من خلال جهد حكومي ومجتمعي مشترك.
نحن الآن أمام خيار العمل لتحسين التعليم أو السقوط في مستنقع الجهل الذي يصعب بعدها انتشال أجيال المستقبل منه وتهيئتهم لمستقبل أفضل.
وإلى مقال آخر وتفاصيل لعلها تفتح القلوب وتهيئ الجميع لتحمل المسؤولية نحو أبنائنا وبناتنا ومستقبلنا جميعا.
* أستاذ مساعد بكلية التربية / جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى