خصائص اللغة العربية الفصحى ومزاياها

> أمذيب صالح أحمد

> (6) العربية لغة كل العصور:
(أ) - من أبرز خصائص اللغة العربية إن أبناءها اليوم وبعد ألف وخمسمائة سنة يفهمون أسفار الجاهلية والمخضرمين كما يفهمون أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي أو كما يفهمون أشعار أبي العلاء والشريف الرضي ويفهمون أشعار فحول المتقدمين، يقول بلاشير: إن وحدة اللغة العربية هي وحدة أخلاقية ودينية قبل كل شيء. مؤسسة على وحدة تاريخ اللغة. وإننا كلما درسنا اللغة الفرنسية لاحظنا أنها تطورت عبر العصور بحيث نجد لها أطوارا، فإذا قارنا حالة اللغة الفرنسية في العصور الوسطى وجدنا أنها مغايرة كل المغايرة للغة المستعملة في القرن السابع عشر، وهذه أيضا مختلفة عن لغتنا اليوم، هذه الوحدة في اللغة الفرنسية لا تتضح إلا بالبحث والمقارنة في حين أن وحدة اللغة العربية تتضح للقارئ ولو كان أجنبيا لأول وهلة: نعم، لغة القرآن هي لغة اليوم وهذا ما تتميز به العربية عن اللغات الأخرى.
(ب) - للغة العربية طريقة عجيبة في التولد والاشتقاق، جعلت آخر هذه اللغة يتصل بأولها في نسيج ملتحق من غير أن تذهب معالمها أو ينبهم ما خلفه السلف من تراث على الأجيال بعدهم، فإذا أخذنا مثلا كلمة “كتب” واشتققنا منها كاتب وكتاب ومكتبة ومكتوب ومكتب وجدنا أن الحروف الأصلية موجودة في كل كلمة من هذه الكلمات المشتقة، وأن معنى الكتابة موجود كذلك، على عكس اللغات الأوروبية حيث لا توجد في كثير من الأحيان صلة مابين كلمات الأسرة الواحدة، فكتب في الإنجليزية (Wrote) والكتاب (Book) ومكتبة (Library) ولا علاقة بين حروف هذه الكلمات، وهذا ما جعل لغة مثل الإنجليزية تختلف من جيل إلى جيل ولا توجد تلك الصلة اللغوية بين ماضيها وحاضرها، فلغة شكسبير، وهو من أدباء القرن السابع عشر، لا تكاد تفهم عند جمهرة المثقفين اليوم، اللهم إلا للمتخصصين في الأدب الإنجليزي، وهذا يرجع إلى اختلاف النطق وتطوره من جيل إلى جيل وإلى نمو اللغة بطريقة غير طريقة الاشتقاق العربي وانقطاع الصلة بين كلمات الأسرة الواحدة في غالب الأحيان.
"من كتاب الفصحى لغة القرآن للأستاذ أنور الجندي"
"من كتاب أشتات مجتمعات في اللغة والأدب للأستاذ عباس محمود العقاد"
(7) العربية تقرأ كما تكتب وتكتب كما تقرأ
تتميز اللغة العربية التي تقرأ كما تكتب بأنها أقرب لغات الدنيا إلى قواعد المنطق بحيث أن عباراتها سليمة طيعة تهون على الناطق الصافي الفكر أن يعبر بها عما يريده من دون تصنع أو تكلف.
فالعربية تكتب كما تقرأ بحيث أن الذي يتعلم حروفها وحركاتها يهون عليه بدون مشقة أن يقرأ أي كلمة أو نص حيثما شاء، وليس فيها من شذوذ الخط إلا ما لا يحتفل به، وهذه الخلة لا تجدها في لغة أخرى فإن أكثر اللغات تحتاج ممن يتعلمها بعد أن يتعلم أوائل كتابتها يلزمه أن يتعلم أيضاً قراءتها كلمة كلمة، لأن الحرف الواحد في الكلمة الإنجليزية قد يلفظ لفظا مختلفا من كلمة إلى أخرى وأحيانا قد يلفظ لفظا مختلفا في نفس الكلمة الواحدة، ولذلك لايمكنك أن تعتمد على صوت واحد دائم للحرف اللاتيني، وإنما ينبغي الاعتماد على الكلمة كوحدة أساسية في اللغة الإنجليزية لقراءتها.
كما تلفظ بعض الحروف المختلفة لفظا واحدا أو متشابها في كثير من الكلمات بالإضافة إلى أن بعض الحروف لاتلفظ في كثير من الكلمات. بحيث لا يمكنك الاعتماد مطلقا على قراءة الكلمة حسب حروفها.
إن عدم ثبات أصوات الحروف في اللغة الإنجليزية قد جعل متعلمها لا يعتمد على الحرف وإنما على الكلمة، فهي تتغير دون اقتضاء من جهاز النطق وإنما حسب أعراف واصطلاحات متوارثة لا تأبه بأصوات الحروف المكونة للكلمة.
ولذلك وضع في قواميس اللغة الإنجليزية دليل أو قاموس للتهجي أمام كل الكلمات التي لاتلفظ حسب حروفها رتبت فيها حروف الهجاء حسب لفظها وقراءتها. وبسبب هذه الخصائص التي تتصف بها حروف اللغة الإنجليزية فإن تعليم قراءتها حسب الكلمات - الذي لايقتصر على المرحلة الابتدائية - يتفق مع منطق هذه اللغة التي لايمكن تعليمها بالاعتماد على حروفها مثل اللغة العربية.
أما اللغة العربية فإن أصوات الحروف العربية تلفظ لفظا واحدا في جميع الكلمات ولاتتأثر بمواقعها في الكلمات، وكل حرف له صوت مميز لايتشابه مع غيره أبدا، فالكلمة العربية تقرأ حسب تركيب حروفها دائما ولايطمس عند قراءتها أي حرف باستثناء اللام الشمسية التي تقتضيها سهولة مخارج بعض الحروف من الحلق.
إن الحرف العربي حرف حركي وهو ليس ساكنا إلا في بعض الحالات، فهو بالإضافة إلى سكونه يتحرك ست حركات أخرى حسب علامات التشكيل فضلا عن تحركه بالمد حسب أحرف العلة، ولذلك فإن الحرف العربي عند قراءته يتحرك سبع حركات حسب إعراب الكلمة، وهذه الميزة جعلت إمكانية وجود الكثير من الكلمات في اللغة العربية التي تخلو من أحرف العلة بينما لاتستطيع أن تجد كلمة إنجليزية واحدة بغير حرف علة الذي تعتمد عليه في تحريكها كما لاتوجد في معاجم اللغة العربية قواميس داخلية تعلمك كيف تلفظ الكلمات لأنها لغة تقرأ كما تكتب وتكتب كما تقرأ، وليست كالإنجليزية التي لاتقرأ كما تكتب ولاتكتب كما تقرأ.
(8) الحروف العربية أصلح الحروف لكتابة اللغات
إن الأمر في صلاح الحروف للكتابة لايعود إلى كثرة الأفراد الذين يكتبونها، بل إلى أنواع اللغات التي تؤدي ألفاظها وأصواتها.
وعلى هذا الاعتبار تكون الحروف العربية أصلح من الحروف اللاتينية أضعافا مضاعفة لكتابة الألفاظ والأصوات؛ لأنها تؤدى من أنواع الكتابة مالم يعهد من قبل في لغة من لغات الحضارة.
فالحروف اللاتينية تستخدم للكتابة في عائلة واحدة من العائلات اللغوية الكبرى؛ وهي العائلة “الهندية الجرمانية”.
وهذه العائلة الجرمانية هي العائلة التي يقوم فيها تصريف الكلمات على “النحت” أو على إضافة المقاطع إلى أول الكلمة أو آخرها، وتسمى من أجل ذلك باللغات “الغروية” من الغراء اللاصق في أدوات البناء والنجارة.
أما الحروف العربية فهي تقوم بأداء الكتابة بهذه اللغات وبكثير غيرها فهي تستخدم لكتابة الفارسية والأوردية، وهما من لغات النحت، أو من عائلة اللغات الغروية.
وتستخدم لكتابة التركية وهي من العائلة الطورانية ويرجعون في تصريف ألفاظها إلى النحت تارة وإلى الاشتقاق تارة أخرى، فهي وسط بين اللغة الفارسية واللغة العربية.
وتستخدم الحروف العربية بطبيعة الحال لكتابة لغة الضاد المميزة بمخارجها الواضحة، الدقيقة، بين جميع اللغات، وهي أعظم لغات الاشتقاق التي اشتهرت باسم العائلة السامية.
وتكتب بالحروف العربية لهجات ملاوية تتفرع على لغات المقاطع القصيرة والنبرات الصوتية المنغومة، ويختلفون في نسبتها إلى إحدى العائلات الثلاث حتى اليوم، لأنها مستقلة بكثير من الخصائص وقواعد التصريف، ولعلها عائلة مستقلة من العائلات اللغوية الكبرى تشعبت فروعها لتفرق الناطقين بها بين الجزر المنعزلة.
وقد استطاعت هذه الأمم جميعا أن تؤدي كتابتها بالحروف العربية دون أن تدخل عليها تعديلا في تركيبها ولا أشكالها المنفردة، ولم تتصرف فيها بغير زيادة العلامات والنقط على بعض الحروف، وهي زيادة موافقة لبنية الحروف العربية وليست بالغريبة عنها؛ لأن العرب أنفسهم أضافوا النقط والشكل عند الحاجة إليها، وليست زيادة شرطة على الكاف باغرب من زيادة النقط على الحروف، مفردة أو مثناة وفوق الحرف أو تحته، للتمييز بين الأشكال المتشابهة أو المتقاربة.
وعلى كثرة اللغات، والعائلات اللغوية، التي تؤديها حروف العربية لم يزل ضبطها للألفاظ أدق وأسهل من ضبط الحروف اللاتينية التي تستخدم لكتابة عائلة لغوية واحدة، وهي العائلة الهندية والجرمانية. فالاسباني يقرأ الإنجليزية على حسب قواعد لغته فيحرفها كثيرا ويبلغ من تحريفها مبلغا لانعهده في نطق الفارسي الذي يقرأ الأوردية أو التركية أو العربية، ولانعهده في نطق العربي الذي يقرأ الفارسية بحروفها ولو لم يكن على علم بمعانيها، ولكنه إذا عرف معناها لم يقع في خطأ من أخطاء اللفظ ولم يكن هناك خلاف بينه وبين أبناء الفارسية في كتابتها وقراءتها.
ومن المعلوم أن صعوبات النطق بين الألفاظ الإنجليزية والألفاظ الهولندية تتجسم في بعض الحروف كالجيم والياء كما تتجسم في حروف العلة عند مواضع الإمالة والإشمام على نحو يسهل تداركه فيما يكتب بالحروف العربية اللاتينية، حتى حركات الإمالة التي يبالغون فيها وهي عندنا أهون خطبا من نظائرها عند الأوربيين... فإن حرف الألف (A) وحرف الياء (I) يمالان على غير قاعدة مطردة بين الإنجليزية والفرنسية والهولندية، وقد استطاع حفاظ القرآن الكريم أن يضبطوا مواضع الإمالة والإشمام في القراءات المختلفة ضبطا لا يعسر تعميمه بعلاماته عند الحاجة إليه في سائر الموضوعات.
“من كتاب اشتات مجتمعات في اللغة والأدب للأستاذ عباس محمود العقاد”
(9) مزايا الإعراب في اللغة العربية
الإعراب سمة من سمات العربية ومزية من مزاياها، وله فوائد وأغراض حرمت منها اللغات المبنية. في حين لاتتطلب اللغات المبنية شيئا من ذلك بل تنطق الكلمة بحالة واحدة في جميع الأحوال.
وقد تقول: إن الإعراب مدعاة إلى التعقيد في تعلم اللغة واستعمالها وأن اللغة المبنية أيسر تعلما واستعمالا، فإن عليك في اللغة المعربة أن تتعلم ثلاثة استعمالات لكل كلمة معربة ترفعها مرة وتنصبها مرة وتجرها مرة أخرى، أسهل وأيسر تعلما واستعمالا. ونحن نقول إيضا إن البناء أسهل وأيسر تعلما واستعمالا، ولكن هل السهولة مزية دائما؟ لو كان عندك جهازان: غسالتان مثلا أو جهازا تسجيل تلفازي (فيديو) أو حاسبتان أو نحو ذلك، أحدهما أعقد من الآخر وأصعب فإن كان في هذا التعقيد والصعوبة مزايا وفوائد كبيرة لايؤديها الجهاز الآخر كان هذا التعقيد مزية له، وإن لم يكن في هذا التعقيد نفع أو فائدة توازي صعوبته كان هذا التعقيد عيبا لامزية، فليست السهولة هي مقياس وإنما مقياس الفائدة.
واللغة إنما وجدت للتعبير عن المعاني، فما كان أكثر دقة في التعبير عن المعاني وأكثر اتساعا وشمولا في الدلالة عليها كان أمثل وأحسن. ولاشك أن الإعراب في العربية يؤدي مالاتؤديه اللغات المبنية من دقة في المعاني واتساع فيها، فهو مزية لها على مافيه من بعض صعوبة.
إن اللغة العربية تبدو وكأنها جهاز متطور جدا وأن اللغات الأخرى بالنسبة إليها كأنها جهاز قديم متخلف، وأن فيها مزايا وخصائص لاترقى إليها، بل لاتقرب منها اللغات المبنية.
(أ) التعبير عن المعاني المختلفة
إن قسما من العبارات - كما ذكرنا- لاتفهم إلا بالإعراب، وأن أي تغيير فيه يلحقه تغيير في المعنى.
نحو قولك (هذا غلاماً أحسن منه رجلاً) يريدون بيانه في شخص واحد، أي هذا عندما كان غلاما أحسن منه عندما صار رجلا. فان قلت (هذا رجلٌ أحسن منه غلامٌ) كنت قصدت شخصين أي هذا رجل وهناك غلام أحسن منه.
ونحو (كيف أنت ومحمدٌ) و (كيف أنت ومحمداً) ففي العطف بالرفع يكون السؤال عن كل واحد منهما، أي كيف أنت وكيف محمد، وبالنصب يكون السؤال عن العلاقة بينهما. ونحو قولهم (سل أيُهم قام) و(سل أيَّهم قام) ففي رفع “أي” تكون “أي” استفهامية ويكون المعنى سل الناس أيهم قام. وفي النصب تكون “أي” اسما موصولا والمعنى سل القائم.
ومثله أعراب الفعل المضارع فإن الفعل المضارع قد تتوارد عليه المعاني المختلفة فلا يتبين المعنى المراد إلا بالإعراب، وذلك كالنفي والنهي نحو (لايضرب محمدُ خالداً) فإنك إذا رفعت (يضرب) كنت نافيا وإذا جزمت كنت ناهيا.
ونحو (أعطني فأمدحك) فان رفعت (أمدحك) كان المعنى أعطني فأنا أمدحك والفاء استئنافية أي أنا قائم بمدحك فأعطني، وإن قلتها بالنصب كان المعنى أعطني لأمدحك والفاء سببية والمعنى إن المدح غير حاصل.
(ب)السعة في التعبير
إن الإعراب يعطي المتكلم سعة في التعبير وحرية في الكلام فيقدم ويؤخر من دون لبس إذ يبقى الكلام مفهوما، وذلك لأن المفردة تحمل معها مايدل على وظيفتها اللغوية، وهذا ماحرمت منه اللغات المبنية، فهي تتبع طريقة حفظ المراتب، لأن أي تغيير في موقع الكلمة يلبس المعنى فلا يمكن في اللغة المبنية تقديم المفعول به وتأخير الفاعل مثلا، بل لابد للمتكلم أن يسير على طريقة واحدة في التعبير. وهذا يتضح في العربية فيما لايتبين فيه إعراب. وليست ثمة قرينة تدل على المعنى الذي تقصد فلا بد أن تسير على ترتيب معين لاتحيد عنه.
وإليك مثلا يوضح كيف يعطي الإعراب السعة في الكلام، ففي قولك مثلا (ظن خالد محمد مسافرا) نستطيع أن نجعلها بصور متعددة كلها واضحة المعنى. ونحو قولنا (أطعم محمد خالدا خبزا) فإننا نستطيع أن نجعلها بصور متعددة كلها واضحة المعنى، فقد أعطى الإعراب حرية في التعبير وسعة لاتمتلكها اللغات المبنية.
(ج) الدقة في المعنى
وللإعراب غرض آخر هو الدقة في المعنى مما لا تستطيع اللغات المبنية على التعبير بمثله، وذلك نحو (لا رجلَ حاضرٌ) و(لا رجلٌ حاضراً) فإن الأولى نص في نفي الجنس. والثانية تحتمل نفي الجنس والوحدة، هذا إضافة ألى أن الأولى اكد من الثانية.
ونعود إلى صور الجملة الواحدة ودلالاتها لنرى كيف تختلف كل صورة عن الأخرى مع أن المعنى العام فيها واحد، وهي قولنا (أطعم محمد خالدا خبزا) فإن كل صور هذه الجملة مختلفة تفيد أن محمدا أطعم خالدا خبزا، ولكن ثمة اختلاف جزئي بين معنى كل تعبير وآخر.
وإليك إيضاح ذلك بصورة موجزة:
1 - أطعمَ محمدٌ خالداً خبزا: هذا تعبير ابتدائي يقال والمخاطب خالي الذهن وكل جزيئاته مجهولة للمخاطب فكأنه جواب لمن قال: ماذا حدث؟
2 - محمدٌ أطعمَ خالداً خبزا: يقال هذا التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن شخصا ما أطعم خالدا خبزا ولكن لايعلمه أو كان يظن أنه غير محمد فيصحح له هذا الوهم، فكأنه جواب عن سؤال: من أطعم خالدا خبزا؟
3 - خالداً اطعمَ محمدٌ خبزا: يقال التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن محمدا أطعم شخصا ما خبزا ولكنه لايعلم هذا الشخص الذي أطعمه محمد، أو كان يظن أنه غير خالد فيقال له هذا التعبير. فكأنه جواب عن سؤال: من أطعم محمد خبزا؟ أو بتعبير آخر: من الذي أطعم محمد خبزا؟
4 - خبزاً أطعمَ محمدٌ خالداً - يقال هذا التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن محمدا أطعم خالدا شيئا ما ولكنه لايعلم هذا الشيء أو كان يظنه لحما مثلا فيصحح له هذا الوهم فكأنه جواب عن سؤال: ماذا أطعم محمد خالدا؟
5 - خالداً خبزاً أطعمَ محمدٌ: يقال هذا التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن محمدا أطعم شخصا ما شيئا ما ولكنه يجهل الشخص وما أطعمه فيقال له هذا التعبير لإيضاح مايجهله وكأن هذا التعبير جواب عن سؤال من أطعم محمد؟ وماذا أطعمه؟
أو بتعبير آخر: من الذي أطعمه محمد وماذا أطعمه؟
6 - محمدٌ خالداً أطعمَ خبزاً: يقال هذا التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن شخصا ما أطعم آخر خبزا ولكن لايعلم المطعم ولا المطعم فكأنه جواب عن سؤال: من أطعم خبزا ومن المطعم؟
7 - محمدٌ خبزاً أطعمَ خالدا: يقال هذا التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن شخصا أطعم خالدا شيئا ما ولكن لايعلم المطعم ولا ماذا أطعم، فكأنه جواب عن سؤال: من أطعم خالدا؟ وماذا أطعمه؟
8 - محمدٌ خالداً خبزاً أطعمَ: يقال هذا التعبير إذا كان المخاطب يعلم أن شخصا ما أطعم شخصا آخر شيئا ما ولكنه لايعلم المطعم ولا المطعم ولا ماذا أطعمه، فكأنه جواب عن سؤال: من المطعم ومن المطعم وماذا أطعمه؟
9 - أطعمَ خالداً خبزاً محمدٌ: هنا قدم المفعولان على الفاعل لأهميتهما، ذلك أن محمدا من شأنه أن يطعم فلا غرابة في الأخبار عن ذلك، ولكن الغريب أن يطعم خالد خبزا، فالغرابة في الشخص الذي أطعمه محمد وفي الشيء الذي أطعمه إياه. فإن محمدا لايطعم خالدا من جهة ولايطعم خبزا من جهة أخرى ولكن في هذه المرة أطعم خالدا وأطعمه خبزا فقدم هذين الشيئين لأهميتيهما.
10 - أطعمَ خبزاً محمدٌ خالدا: يقال هذا التعبير إذا كان من شأن محمد أن يطعم خالدا ولكن الاهتمام وقع على ذكر الخبز، لأن من شأن محمد ألا يطعم خالدا خبزا، فإن خالدا ليست به حاجة إلى الخبز ولكن هذه المرة أطعمه خبزا. وهكذا تترتب الأهمية في الأخبار بحسب التقديم التأخير.
فهذه العشر صور لجملة يقابلها تعبير واحد في الإنجليزية هو:Mohamed fed Khalid bread
“من كتاب الجملة العربية والمعنى للدكتور فاضل صالح السامرائي”
أمذيب صالح أحمد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى