لا بديل عن الحوار الهادف الموضوعي

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
بغض النظر عن كل ما حدث في الاونة الاخيرة على الساحة المحلية، فإنه لا مناص من وضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات، ولابد من خطوات جريئة شجاعة لإعادة بناء جسور الثقة والتعاون بين مختلف الاطراف المتنازعة وتجاوز كل السلبيات، فالاستمرار في تعداد الاخطاء والمناكفات والتوترات وتكرار التحفظات لن يفيد احدا، بل بالعكس سيؤدي إلى تعميق الخلاف بدلاً من محاولة احتوائه او ازالته.
والطريق الوحيد لتفادي اي مضاعفات هو الدخول في حوار هادئ وهادف ليس للعتاب وتحديد مسؤولية ما حدث من مصادمات وتوترات بين ابناء الوطن الواحد وانما بهدف التوصل إلى الصيغة المثلى للتعاون بين مختلف الاطراف وبخاصة بين الحكومة والمعارضة وتحديد اسلوب العمل لمواجهة كل ما يتعرض له الوطن من تحديات واخطار بموقف موحد وسياسة ثابتة.
فتبادل الاتهامات واساليب التشكيك والتخوين.. الخ سياسة ممجوجة، ولا تظهر الا ضعف من يلجأ اليها وعجزه عن مقارعة الحجة بالحجة، وقد اثبت هذا الاسلوب السلبي فشله في جميع الظروف وعلى مختلف المستويات.. فبدلاً من محاولة القاء تبعية ما حدث على عاتق الحكومة او المعارضة او ما بات يعرف بالطرف الثالث، يفترض ان يكون هناك توجه منها للدخول في حوار جاد صريح تتوفر له النوايا الحسنة والمصداقية والطرق التي تتخذ المبادرة في هذا الاتجاه وتحظى بتقدير واحترام الجميع وتضع الطرف الاخر في موقف لا يمكن معه الا التجاوب والتعاون، ومهما احتد الخلاف او النقاش وتباينت الاراء والافكار فإن المحصلة الطبيعية لاي حوار هي اما الاقناع او الامتناع وهو المطلوب بالنسبة لاوضاعنا، نحن في الجنوب، حيث نعرف جميعاً ان هناك هجمة شرسة على بلدنا لاسباب غير موضوعية، ونعرف ان بلادنا معرضة لاكثر من مؤامرة داخلية وخارجية، وبالتالي نتحمل جميعاً مسؤولية احباطها وافشالها، لإن اي ضرر يلحق بالوطن يصيب الحكومة والمعارضة والاغلبية الصامتة.
اذن لا مبرر للتصلب او الاستمرار في محاولة لي الذراع وفرض السيطرة، فالمرحلة دقيقة للغاية وحافلة بالاخطار التي تحدث ليس ببلادنا وحدها بل بدول الجوار الشقيقة بأسرها.
ونختم موضوعنا بهذا الشعر:
ما رأيكم لو نتفق يا اصحابنا
ونداوي العظم الذي فينا انكسر
ننسى المواجع والجراحات كلنا
ونعيد مضمون التلاحم بالبصر
حل الخلافات كلها من عندنا
لا شي نوايا صادقة واحنا بشر
نحن الذي نقدر نعالج جرحنا
ونزيل ما هدد بلدنا من خطر
ماحد يداوي اي علة غيرنا
هذا اذا نحن ناس او نفهم خبر
والكل يتنازل ونصلح امرنا
من اجل نأمن في البوادي والحضر
لابد ماننظر مصالح شعبنا
نحقن دمانا لا نصدقش الغجر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى