السقوط الأخلاقي للإعلام وتأثيره على عدن والتحالف

> عفان عبدالله نعمان

> قيل الكثير عن دور الإعلام وقدرته للقيام بمهام لا تقل خطورة عن الرصاص الحي ان لم تكن أكثر فتكا منها. ورغم أن الإعلام الكاذب والفاسد يشكل خطرا على المجتمع لدوره في تلميع الفاسدين وتحريف الحقيقة وتخريب مؤسسات الدولة، إلا أن الاعلام التحريضي هو أكبر خطرا وأكثر تدميرا خصوصا عندما يبث الكراهية وتحريض فئة من المواطنين على فئة أخرى.
يحكي لنا التاريخ كثيراً عن دور الإعلام في المجتمعات ومدى قدرته على التأثير في صياغة حاضر ومستقبل البلدان، بل وحسم معارك على الأرض لا تزال رحاها قائمة، كما حدث مع الإعلان عن سقوط نظام صدام حسين في العراق قبل أن تسكت المدافع في العام 2003، حيث استخدمت تأثيرات هائلة بينها الكذب وتزوير الواقع لكي يصدق الجمهور أن ما يعلن هو الحقيقة المطلقة.
يخبرنا هذا التاريخ بأن جوزيف جوبلز وزير الإعلام النازي في عهد هتلر تمكن من تأسيس مدرسة «اكذب حتى يصدق الناس». فقد كان جوبلز الذي ولد في 29 أكتوبر 1897 وتوفى في 1 مايو 1945م ذكيا بما فيه الكفاية لإقناع ملايين الألمان بأن ادولف هتلر على حق في غزواته التي بدأت بالنمسا ولم تنته إلا ودول أوروبية برمتها تحت جزمات جنوده المغيبين والمغلوبين على أمره. وهو الذي قال “أعطني اعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي”.
وفي الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن جهد أعضاء وقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح للظهور إعلاميا لتشويه الوضع الحقيقي الذي مرت به مدينة عدن يوم الاحد 2018/1/28. والاعلام الرسمي والمواقع الإخبارية فضلا عن القنوات التلفزيونية بمختلف اتجاهاتها من تصريحات مضللة، تزيد الوضع تأزما في عدن، فخلال أيام الأحداث المؤسفة التي شهدتها عدن حاول أولئك الأشخاص وغيرهم التشويش على المواطنين ببث سيل من أكاذيب لا نهاية لها عن انتصارات وهمية لصالح طرف بعينه، في محاولة لتصعيد الموقف ومزيد من تأجيج الوضع.
ما ينبغي عمله اليوم هو التصدي لكل من يحاول تكدير السلم الأهلي بين الجنوبيين.
يجب علينا مواجهة الاعلام الرسمي والاخباري لجميع القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي بالحقائق وتكذيب تلك الأخبار والشائعات أولا بأول ضد من يريد إشعال نار القتال والتفرقة بين الجنوبيين، والعمل على نقل معاناة المواطن بصورة واضحة لا تدع مجالا للفاسدين لتزويرها وعلى التحالف العربي أن يلزم ويوقف هده القنوات والمواقع الاخبارية لاشعالها نار الفتنة والقتل.
الإعلام مهنة أخلاقية ووطنية سامية تسعى جاهدة إلى نقل الحقائق والأخبار بمهنية صادقة ووطنية بعيدة عن الكذب وخداع الناس لطرف سياسي وعدم تمزيق النسيج الاجتماعي وخلق صراع يفتك بمدينة لها شرف تحرير عدن من رجس الحوثيين، وعانت كثيرا من حروب وصراعات سياسية، فلا ينبغي أن يكون الإعلام رصاصة وفتيل نار ضد عدن واهلها وضد التحالف العربي بدلا أن يكون موجها للحوثيين وأعداء الوطن.
عفان عبدالله نعمان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى