اليمن والجنوب ومرض السلطة والثورة !

> علي بن شنظور

>
علي بن شنظور
علي بن شنظور
باختصار، أي باحث وقارئ غير متعصب للتاريخ.. سيجد ان من أهم مسببات الصراعات التي عصفت باليمن (الشمال) والجنوب الذي كان يسمى المحميات الغربية والشرقية للجنوب العربي ثم جنوب اليمن.. سيجد ان سباق الزعامات والصراع داخل السلطة أوالثورة، مثلّ أهم إشكالياتنا الداخلية، قبل وبعد وحدة 22 مايو 1990م.. التي زادت الطين بلة,وأضافت إلى صراع السلطة صراع الوحدة المفقودة.. والاتحاد الموعود على الورق..!!.
والحقيقة أن ذلك الهوس وحب التسابق على الزعامات والمواقع، قد تملّك الكثير من القيادات قبل الاستقلال للجنوب العربي 1967م، أو سقوط مملكة الإمام احمد بن يحيى حميد الدين في الشمال 1962م وبعد تلك الثورات.. حتى صار كل طرف ينسج المؤامرات ضد الآخر من أجل السلطة في الثورة أو الدولة..! وان تعددت الشعارات، وأدى ذلك إلى تناحر رفاق النضال وقتل بعضهم بعضا من أجل الانتصار للسلطة أو بدوافع حماية نهج الثورة!!.
وبالتالي للأسف لازلنا نعاني من هذه الثقافة حتى اليوم... ليتبادر إلى مخيلتك احيانا وانت تتابع في وسائل التواصل او تستمع لنشرات الأخبار الفضائية اليمنية من كل الأطراف وهي تعدد مناقب ومناصب البعض ونضالاتهم.. ليذهب بك فكرك وعقلك انك ربما تعيش لحظات مع أحد الذين فتحوا بلاد الأندلس أو بيت المقدس وليس في زمن يقتل المسلم شقيقه المسلم..!!.
إن ذلك الهوس بحب السلطة والصراع من اجلها أفشل الكثير من الأوطان والثورات...لأن الصراع خارج السلطة يبعث برسائل سلبية للعالم..!! أهمها، كيف سيكون حال البعض ممن يتصارعون وهم خارج السلطة.. اذا اصبحوا يوما ما في سدة القرار الأول الرسمي وامتلكوا السلطة والقوة في ظل ثقافة الهوس بالسلطة..؟!.
وهذا ما اتضح في كثير من المراحل من استمرار الصراع على السلطة بعد انتصار الثورة..!!.
ان ثقافة العظمة وحب السلطة هي التي جعلت العرب يتخلفون عن الأمم الأخرى...رغم ان الله قد أعطانا من الخيرات في باطن الأرض وفوقها وفي الجزر والبحار.. ربما ما لم يعط غيرنا من شعوب العالم.. ولكن الفارق بيننا وبينهم.. اننا اُبتلينا بثقافة العظمة وحب البنادق والرصاص التي تتقارح في وجوه بعضنا البعض نحن العرب خاصة أكثر من تقارحها في وجوه اعداء الأمة...!!.
ولذلك سخّر الكثير من الحكّام أو من يعتلون سلم القرار في كل المراحل الماضية بل وحتى اليوم.. الجزء الكبير من تلك الخيرات وجهدهم ووقتهم خارج ما يفترض ان تسخّر له تلك الطاقات والإمكانيات!.
وهي في الأساس مرض العظمة المكروه عند الله وصراع سلطة زائلة، إذا أستثنينا صراع المشاريع الهادفة للاستقلال.
وحينما عرف الغرب ان السلطة زائلة تركوا الصراع عليها رغم عدم اسلامهم لكنهم خير منا..!!.
ويمكن لقارئ التاريخ وصراعاته أن يكتشف أن المحصلة النهائية لتلك الصرعات... كانت الحسرة على أعمار ضاعت في تلك الصراعات واسألوا من هم على قيد الحياة ممن اكتووا بنار تلك الصراعات..؟! بل وضياع الآخرة التي لا يوجد فيها صراع.. غير الراحة والحياة البرزخية والحساب العادل وسؤال من أين لك هذا وماذا صنعت به..؟ وسوف يسألنا ربنا عن الدماء التي تراق كل يوم بداعي الثورة والسلطة...؟! ففي الآخرة عرض لنتائج عملك للبر والتقوى والعمل الصالح النافع للأمة والبشرية.. وبالتأكيد وطنك أساس لها فمن لم يكن فيه خيرالأهله ثم وطنه لايمكن ان يكون فيه خير لأمته ووطنه الكبير وللبشرية...!!.
فدعونا نراجع الحسابات ونعود للتواضع والحياة الكريمة مع بعضنا..وندعو من اعطاهم الله السلطة والقرار والقوة.. لمراجعة حساباتهم قبل ان يحين أجلهم وهم في سباتهم..!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى