رسالة اليوم.. الكتب زاد فكري وروحي لا غنى للإنسان عنه

> علاء حنش

> يعلم الجميع مدى أهمية القراءة في حياة المجتمعات، وكيف أن القراءة المتعمقة ذات النظرة المستقبلية ساعدت في تطور المجتمعات بسرعة هائلة، فترى أن التكنولوجيا سيطرت على أغلب حياة البشر، وهذا ما يختلف معه الروس، فهم يرون أن القراءة لا بد منها مهما كنت متعلما ومدركا لتكنولوجيا العصر، حيث يؤكد الروس أن الإنسان لن يكتمل إلا إذا تزود بالثقافة، والمتمثلة بالقراءة والمطالعة المستمرة في شتى نواحي الحياة.
واليوم ارتاينا أن نقتبس مقدمة مقال الكاتب "جودت هوشيار" المنشور في موقع "شبكة بناء المعلوماتية"، والذي يتحدث فيها عن أهمية القراءة ضاربا مثلا بالشعب الروسي، ولطول المقال أخذنا المقدمة التي أعتقد أنها كفيلة بإيصال المعنى.
يقول هوشيار في بداية مقالة المعنون بـ "مأساة الكتّاب الروس": "خلال دراستي في موسكو في الستينيات، لفتت نظري ظاهرة، نادراً ما نجدها في بلد آخر، على هذا النحو الصارخ، وهي أن الروس رجالاً ونساءً، شيباً وشباناً، يقرأون الكتب والصحف بنهم لا نظير له".
ويضيف قائلا "وهم لا يقرأون في المكتبات العامة والبيوت، والمدارس والجامعات، أو المكاتب فحسب، بل في كل مكان: في وسائط النقل، وفي طوابير الانتظار في المتاجر. وفي المنتجعات".
ويشير إلى أن "الروس كانوا يتفاخرون عن جدارة بأنهم الشعب الأكثر قراءة في العالم.. حيث لا تهدف القراءة عندهم الى تمضية الوقت أو التسلية، بل إن المثقفين منهم يعتبرون الكتب زاداً فكرياً وروحياً لا غنى عنه للإنسان".
ويقول هوشيار خلال وجوده في روسي "لا زلت أذكر العبارة المنقوشة فوق بوابة "قصر الثقافة" التابعة للجامعة التي درست فيها: "تذكر أيها الطالب أن عليك التزود بالثقافة، لأنك لن تصبح إنساناً متكاملاً بالعلم والتكنولوجيا فقط"، كما أن المناهج الدراسية في شتى مراحل التعليم تتضمن قراءة وتحليل أهم ما أنتجه الفكر الإنساني من آداب وفنون".
وأضاف "الروس مغرمون بتشبيه معارفهم وأصدقائهم بأبطال القصص والروايات من حيث طبائعهم وملامحهم، وهم يتخذون الكتّاب والشعراء مثلاً في حياتهم الروحية، ويتابعون كل ما يتعلق بنتاجاتهم ويومياتهم ورسائلهم وعلاقاتهم الأدبية والشخصية، سواء الأحياء منهم أم الأموات، ويزورون المتاحف التي كانت يوما ما مساكن لهم، والتي تضم أعمالهم الأدبية المنشورة والمخطوطة ومسودات نتاجاتهم، ومراسلاتهم، وصورهم في مختلف مراحل العمر، وكل ما يتعلق بهم".
ويؤكد أن "الروس يصغون باهتمام بالغ إلى آراء الكتاب والشعراء، ويوجهون إليهم الأسئلة حول نتاجاتهم خلال اللقاءات، التي تجري معهم سواء في قاعات الاحتفالات أو في وسائل الإعلام".
ويختم مقدمة مقالة بقوله إن "رحيل أي كاتب أو شاعر معروف على المستوى القومي يعد خسارة عظمى عند الروس، لأنهم يعتبرون الكاتب أو الشاعر معلماً للشعب، لذا فإن السلطة السياسية كانت وما تزال تتوجس من الكتاب كثيراً وتراقب أعمالهم".
وهنا تبرز أهمية القراءة لدى المجتمع الروسي، الذي يعطوي أهمية بالغة لها، وهو ما تمخض عنه اليوم بالتطور الهائل الذي تشهده روسيا.
رسالة اليوم.. على مجتمعنا أن يدرك أن الاهتمام بالقراءة هي السبيل إلى النجاة الفكرية، فمن خلالها سيتطور التعليم، والذي من خلاله سيصل المجتمع إلى وعي عالي يجعله يواجه صعوبات الحياة بكل اقتدار.
علاء عادل حنش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى