سبق السيف العذل

> محمد حسين الدباء

> صاحب مثلنا هو (ضُبَّة بن أَدِّ بن طابخة بن إلياس بن مضر)، وكان ضُبَّة يملك قطيعًا من الإبل يرعاها وكان له ابنان، سعد وسعيد، وفي ذات ليلة، لاحظ ضُبِّة أن الإبل تتفرق في جميع الاتجاهات، فطلب من ابنيه سعدٌ وسعيد أن يُسرعا لتجميع الإبل وإرجاعها مرةً أخرى.
فخرج كلٌ منهما مُسرعًا وافترقا عن بعضهما البعض خلال البحث، وبعد ساعاتٍ طويلة، عاد سعدٌ بالإبل لكن لم يعد سعيد مُطلقًا.
وبعد انقضاء مدة طويلة من البحث، خرج ضُبَّة إلى سوق عكاظ لشراء بعض حاجياته وقضاء أخرى، وخلال تواجده بالسوق، إذا به يرى رجلًا يضع على كتفيه بُردين عرفهما ضُبَّة، فهما البُردان اللذان كانا على ابنه سعيد في تلك الليلة التي خرج بها لجمع الإبل ولم يعد.
فتقدَّم ضُبَّة للرجل وهو (الحارث بن كعب)، فسأله عن البُردين قائلا: هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك؟
قال: لقيت غلاما وهما عليه فسألته: إياهما فأبى عليّ فقتلته وأخذتهما.
فقال ضبة: بسيفك هذا؟
قال: نعم
قال: أرنيه فإني أظنه صارما
فأعطاه الحارث سيفه فلما أخذه هزه وقال: الحديث ذو شجون، ثم ضربه به فقتله.
فقيل له يا ضبة: أفي الشهر الحرام؟
قال: سبق السيف العذل.
فاجتمع الناس على الحارث المقتول ولاموا ضُبَّة في قتله والاستعجال في ذلك، فقال المقولة الشهيرة: (سبق السيف العذل).
والعذل هو العتاب، فأصبح المثل قولًا شهيرًا منذ ذلك الحين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى