لغة السلاح بشعة بكل المعايير

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
يقال إن معظم النار من مستصغر الشرر، ثم ان لغة السلاح عبر التاريخ لا تؤسس الا لما هو اسوأ وانكى، فالتمادي في عدم التعاطي المسؤول مع قضايانا الحياتية يضعنا امام منعطفات حادة وخطيرة لها تبعات مؤسفة على صعيد النسيج الاجتماعي، ومن اللافت ان حال غياب الرؤية والحكمة لدى كافة الاطراف يصعب تجاوزه على المدى القريب، ذلك ما ينذر بما هو اسوأ، وان مارسنا درجة عالية من مغالطة الذات فوضعنا لا يشير إلى حالة عقلانية وتوافق وتغليب الحكمة، سواء الحكمة عبر شقها القبلي، لما للقبيلة على مر التاريخ من دور اجتماعي فاعل في درء الكثير من التباينات الاجتماعية، خصوصاً حين يكون الحال السياسي ضبابي الرؤية، ويعيش انقسامات حادة او هو على درجة من التفكك وغياب الرؤية وهذا ما نعيشه للاسف منذ عقود.
حال لا نمتلك معه الا تكرار مآسينا على نحو مروع ومخيف، حتى ان المواطن البسيط دائماً ما يتوقع ما هو اسوأ من منظور ما يحيط به.
الاحداث المؤلمة الاخيرة تشير معطياتها إلى حالة خلل عميق في جسم مجتمعنا الجنوبي تحديداً الذي لم يتعاف بعد من تراكمات المآسي والاحداث التي انهكت سكانه، وجعلتهم في وضع حياتي لا يمكن وصفه الا بالعدمية على مجمل جوانب الحياة.
ان تبلغ الامور درجة الاحتكام للسلاح فذلك هو تحصيل حاصل لغياب الروح الوطنية والمسؤولية تجاه مجتمعنا وبلوغ حالة من عدم الشعور بالمسؤولية على تبعات هذا التعاطي مع بعضنا بصورة هي تكرار مؤسف وموجع للماضي بكل تفاصيله.
يحدث هذا قبل ان نبلغ درجة الامان على صعيد تحقيق الانتصار لقضيتنا الاساسية التي تكتنفها تعقيدات جمة ابرزها اننا نحن في الاصل سبب المشكلة ومحور التعقيد في المشهد الراهن.
فالبقدر الذي لا زلنا فيه بعيدين عن ذلك ولم نبلغ درجة دنيا من التوافق الذي يضمن تحقيق الانتصار لهذا الحق نجد انفسنا امام مستجدات غير سارة اطلاقاً بل مرعبة ومحبطة للغاية تذكي صراع الماضي بصورة فيها الكثير من الاستخفاف بحق هذا الشعب الذي بات تحت وطأة المعاناة والبؤس والتمزق وربما الفوضى وحالة استمرار سفك الدماء غير المبررة اطلاقاً، فعلى اثر ما حدث في 28 يناير من عامنا هذا لا يمكن ان نشير بأي حال إلى صواب اي طرف في الصورة لاستخدام العنف على نحو ما جرى، لأن ذلك يعني ان الجميع على خطأ فادح، وهو السلوك الفج ربما القبيح الذي لا يمكن تبريره بأي حال.. الاطراف وان لم تكن متساوية في تحمل وزر ما حدث هي في نهاية المطاف على خطأ دون شك.
وهنا يبرز السؤال المنطقي: على اثر ما حدث هل تتوقعون ان ذلك يمثل اجابة واقعية ومنطقية، تشيرون من خلالها لتأمين مسيرة شعبنا ونضالاته في الوصول إلى غايات تبعث الطمأنينة؟. بالطبع خلاصة ما حدث لا تعبر الا عن حالة اخفاق عالية على المستوى السياسي وعلى المستوى القبلي، لأن الكل على بعد تام من المنطق بل على ضلالة تامة طالما أجزنا لأنفسنا سفك دماء بعضنا، ما يجعل حديثنا غير ذي شأن عن مسيرة التصالح والتسامح.
ولا تذهب بعيداً انظروا إلى حجم العداء تجاه بعضنا في وسائل الاعلام، ومنطق الكثير من الشخصيات السياسية الذي لا يوحي الا اننا ازاء فصول واسعة للمأساة، اذا لم يلزم الجميع ذاته للعمل باتجاه عقل هذا السلوك العدائي تجاه بعضنا.
والمثير للالم ان لا مرجعيات يمكن الاشارة اليها في هذه الاوقات الدقيقة ما يجعل الحبل على الجرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى