رحيل الفنان حسن المهنا.. غصة وألم

> أمل عياش

> تحمل الفنان حسن المهنا، يرحمه الله، معاناة وصراعا مريرا مع المرض، رغم الألم والمعاناة لسنوات خلت، ولم يتحمل صراع القادة ليوم واحد، رحل بصمت اعتاد عليه طيلة حياته، مازلت أتذكر الابتسامة على محياك وأنت تتنقل معي بين أحضان الطبيعة في مديرية بئر أحمد، لنقل هموم وتاريخ بئر أحمد. عرفتك رجلا طيبا خلوقا هادئا، كنت سعيدا بي يومها وأنا سعدت كثيرا بتواجدك وبفرحتك. رحلت وتركت بي غصة وألما ودموعا بفراقك يا صاحب الصوت الشجي، وداعا روحا باقية في قلوبنا.
الفنان لا يموت بعد أن يرحل عن دنيانا، وكيف له أن يموت وهو حي بيننا. فناننا غيبه عن الساحة الروتين والبيروقراطية وأبعده عن الأضواء.
الفنان المهنا سكنه المكان وبات أصيلا فيه، يتضح ذلك من خلال كثير من المفردات منذ بداياته حتى آخر يوم في حياته:
برود البحر جنة
هواها ينعش الإنسان
إلى الليل بانسري
فقم أو قد لنا عمران
حيث الهواء يسري يلاعب غصين البان
في المرس باتنتظر وقت الغروب ألوان
هواها نقي صافي يسلي على الكربان.
بدأ المهنا الغناء وهو في سن صغيرة مقلدا الفنان فيصل علوي والفنان فضل محمد اللحجي، من مواليد 1954م. قدمت أسرته من لواء الحديدة إلى منطقة بئر أحمد في عام 1963م نشأ وترعرع فيها، لديه من الأولاد عشرة: ستة أولاد وأربع بنات، يعمل في وزارة الداخلية في الجانب الفني منذ العام 1980م، رصيده من الأغاني حوالي أربعين أغنية وهي من ألحانه، تميزت أغانيه بالرومنسية الحساسة ومعظمها تحكي عن الاغتراب الذي كان واقعه في مشواره الفني. تجد في غنائياته مناطق قريبة من بئر فضل مثل “عمران” و“المراس”، حتى في مناجاته الوجدانية تجد القرية بكل تجلياتها حاضرة مثل “الغروب” والهواء النقي.. إنه الفنان حسن المهنا الذي لايبتذل الغناء، لهذا صمت حتى تبنى الجسور بين الجهات ذات العلاقة بإشاعة الفن ومعرفة قدر الفنان.
في زمن أصبح حال الفنان مثل الحصان الميري الذي ينتظر رصاصة الرحمة، وهو يرقد على سرير المرض منتظرا لفتة من الجهات الرسمية والمحافظة وذات العلاقة بين الفن والثقافة ومبدعيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى