نداء لشركة مصافي عدن.. نايف عوض.. قلبٌ أبيض.. سلامة قلبك الأبيض يا بن عوض

> مختار مقطري

> ماذا أكتب عن نايف عوض؟ والرجل كتلة من المشاعر البيضاء، تلون قلبه بالحب الأبيض لكل الناس، وتغسل أغانيه الجميلة بنغمات بيضاء، ترفّ من خارج اللحن والإيقاع، فتدهشك دهشة لونها ابيض، ثم تطمئن وأنت تدرك وقد هدأ المغني واستراحت الأوتار، أنها نبعت من قلب نايف عوض، ومن وجدانه ومن مشاعره، وكلها بيضاء، قلبه ووجدانه ومشاعره، وضميره الهادئ المستريح.
هذا هو نايف عوض، الذي لا نعرفه جيدا، غير كونه فنانا شعبيا عذب الصوت، يحسن اختيار كلمات أغانيه وألحانها الشعبية التي لا تخفي لوعة، سببها حرمان واشتياق، يدعوك لترقص، بصوت تطريبي، كان أولى بصاحبه منذ البداية، أن يجنح للأغنية الطربية، لكنه خشي عدم الإضافة، فآثر الأغنية الشعبية الأبينية، وهو من أبناء عدن، فمزج فيها بين شعبيتها وتلقائيتها وبساطتها، وبين عنفوان الغناء التطريبي لكبار فناني عدن، فهو ربيب مدارسها المتنوعة، أحمد قاسم والمرشدي وبن سعد وبامدهف وغيرهم، ولذلك نجح نجاحا كبيرا في المزج بين المدرستين، فلا عجب أن يكون نايف عوض هو القنبلة الفنية التي تفجرت في عدن في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، واستطاع بموهبة فنية كبيرة، أن ينقل الأغنية الشعبية الأبينية من جعار وزنجبار والحصن ويرامس ولودر ومودية وشقرة.. إلخ، إلى عدن، بعد أن كانت الأغنية اللحجية هي سيدة الأغنية الشعبية في عدن، القادمة من الريف المحيط بعدن، حتى انها دفعت ببعض فنانيها الكبار لغنائها وتقليدها.
لكن نايف عوض أراد أن يقول لنا إنه سينقل لنا الأغنية الشعبية الأبينية، كما هي في بيئتها البدوية، بكل ما فيها من بساطة التركيب ورقة المشاعر البدوية ووضوحها، بعيدا عن الحرفنة وموضة الحداثة، وقد نجح، ففتح الباب للأغنية الأبينية لتصبح أحد الأشكال الغنائية الرئيسية في عدن، واحتضنها الناس لأنه قدمها بأسلوبه الفني الخاص الذي يجعلك تحب المغني قبل حبك للأغنية، وهو ما يعرف بالحضور الفني المتألق، والتألق الفني عند نايف عوض لونه أبيض، لأنه جزء من قلبه ووجدانه ومشاعره، وإلى اليوم لا يزال شخص نايف عوض يشع بياضا، فتحبه إذا غنى وتحبه إذا توقف عن الغناء.
ولعل من جميل فعل هذا الفنان الأبيض الذي نجهل عنه أمورا كثيرة، أنه لم يهاجر ليستقر في دولة خليجية، لأن عشقه لعدن كان كبيرا، وجمهور عدن أحب إليه من كل جمهور في كل مكان، وارتضي بالقليل، ونادرا ما يرضى الفنان بالقليل، بسبب متطلبات شخصية الفنان وحياته الخاصة، ولو أنه هاجر، لاستطاع أن ينقل الأغنية الأبينية إلى بيئة مختلف وجمهور أوسع، ولأصبح في غنى عن طرق هذا الباب أو ذاك، ومتى؟ في وقت لا ينبغي ولا يجوز فيه أن يطرق فنان بحجم نايف عوض أي باب، ليواصل علاج قلبه المريض بسبب أزمة قلبية داهمته قبل نحو عامين، وتركت صماما مسدودا، لابد من توسيعه في الهند، ومرض القلب وصماماته الغبية لها مفاجآت، ونحن نخشى على نايف عوض وعلى قلبه الأبيض من هذه المفاجآت الخطيرة، لأننا سنندم إذا تأخرنا، الله يسلم قلبه ويحفظه لنا.
وعادة تكون الإرهاقات الفنية سببا في إرهاق قلب الفنان، ونايف عوض غنى لنا وأسعدنا بكل ما لديه من طاقة، أحرق شبابه وأعصابه وقلبه كي نطرب، وهو ابن شركة المصافي، والشركة لن تتأخر ولن تدخر جهدا في اجتماع لمجلس الإدارة أو شؤون الموظفين، وإذا كانت (اليمنية) قد أوقفت صرف تذاكر السفر لشركة المصافي، كما علمنا، إلا أن صحة فناننا الغالي، فوق كل الخلافات المالية، وهو ما سوف تفعله شركة المصافي، كما عودتنا، فقلب نايف عوض قلب أبيض، والقلب الأبيض سريع التأثر، وهو قلب فنان، وقلب الفنان أشد رقة من أي قلب، نأمل أن يتمكن نايف عوض من السفر إلى الهند، ونأمل أيضا أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن، ونحن واثقون من أن شركة المصافي لن تتأخر. الله يحفظ قلبك يا نايف عوض فهو قلبنا نحن، ولأنك تغني بقلبك فنحن في أشد الحاجة لقلبك الأبيض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى