الملاكمة العدنية بين ( شمسان ) و ( يقظان )

> عوض بامدهف

>
عوض بامدهف
عوض بامدهف
* لأني مسالم بطبعي ، ولا أحب مشاهد العنف ، ولو غلفت بغلاف مخملي وتسمية وردية براقة (الفن النبيل) .. ولكن ما شدني إلى عوالم (الفن النبيل) ما كان يعرضه تلفزيون عدن في سالف العصر والآوان ، من جرعات دسمة من رياضة الملاكمة ، فتواصلت متابعتي لهذا النوع ، من الرياضة ، والتي جاءت على طريقة (يا من في البعد أهواها وتهواني).
* وقد ترسخت هذه العلاقة ولو من طرف واحد ، ببروز أسطورة الفن النبيل البطل الأسطوري المسلم (محمد علي كلاي) ، والذي كان ملء السمع والبصر ، وقدم مزيجاً من التألق ، والتفوق والإبداع ، حيث شكل إجمالي أدائه الجميل والمثير نقلة نوعية في عالم رياضة الملاكمة العالمية وانتهى به المطاف ليصبح أسيراً لمرض الشلل الرعاش حتى وافاه الأجل.
* وعودة إلى واقع ملاكمتنا العدنية ، والتي تراوحت ممارستها ، بين اللمعان والتألق والانحسار والاخفاق ، لتتحول في أغلب الأحيان ، إلى رياضة موسمية ، تطل برأسها على استحياء ، في بعض المناسبات.
* وفي ظل هذه الوضعية المتأرجحة التي عانت منها رياضة الفن النبيل العدنية ، والتي ازدادت تأرجحاً وصعوبة مع حلول الوحدة ، إلا أن أحداً ، لا يمكنه إنكار وتجاهل تللك الجهود الخرافية المبذولة من عاشقي رياضة الملاكمة ، في عدن والوطن ، وهما من أبطال رياضة الملاكمة المتوجين وعاشقيها المتيمين ، الرياضي القدير الراحل البطل الكابتن محمود جميع ، والرياضي الكبير البطل الكابتن رائد نعمان متعه الله بالصحة والعمر المديد ، وإلى جانبهما يأتي الكثير من الأبطال الذين ينتمون أيضاً إلى أسرة عشاق لعبة الملا كمة العدنية ، والذين أسهموا جميعاً ، في تحقيق إنجازات باهرة ، من رحم المعاناة والتجاهل والدعم الشحيح.
* وبينما أهل الملاكمة العدنية غارقون في البحث عن مخارج عملية لانتشال رياضة الفن النبيل من أوضاعها المتعثرة والإنطلاق نحو الآفاق الرحبة التي تلامس حدود الطموح المنشود ، بزغ نجم برتقالي اللون شديد الوهج واللمعان والتألق في سماء رياضة الفن النبيل العدنية ، وقد رسم بزوغ هذا النجم ملامح جديدة ومتطورة ، في عالم الملاكمة العدنية ، وبعد توفر أغلب مقومات النجاح من خلال توفر إجمالي الأجواء المناسبة والدعم الكبير لهذه الإنطلاقة الشمسانية الموفقة لملاكمي الجبل ، وبرعاية شاملة وكريمة من قبل زارع البرتقال القدير الرياضي الكبير الكابتن خالد عبدالله بيزع ، وبقية طاقم الإدارة الشمسانية ، وكذا المدربين ذوي الكفاءآت العالية والإلمام الجيد بمفاصل تدريب فن الملاكمة ، وبهذه التشكيلة المتميزة ، إستحوذ أبطال نادي شمسان على إجمالي بطولات الملاكمة العدنية ، وكذا الارتقاء الموفق إلى منصات التتويج وحصد الميداليات الملونة في ساحات منافسات بطولات الملاكمة العربية.
* كما شكل إسناد قيادة أمور الملاكمة العدنية إلى الرياضي الشمساني الكبير الكابتن (يقظان ثابت) وهو رياضي ترك بصماته الواضحة على إجمالي حصاد الفرق العمرية الشمسانية ، وقد أضافت قيادة الكابتن (يقظان ثابت) أشكالاً وأنماطاً جديدة ومتطورة وممتعة إلى عوالم بطولات الملاكمة العدنية ، أسهمت في نفض غبار الاهمال والتجاهل والموسمية ، والدليل رفد الملاكمة العدنية منتخبات الوطن بالكثير من أبطال رياضة الفن النبيل ، والتي أسهمت بالمقابل في تحقيق إنجازات باهرة على المستوى العربي والقاري ، والقادم ولا شك سيكون أفضل لرياضة الفن النبيل العدنية ، وليكن التوفيق والنجاح والسداد إن شاء الله لكل عشاق الفن النبيل العدني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى