حضرموت.. مدينة زاخرة بالثروات غير النفطية.. فأين هي؟

> تقرير/ علوي بن سميط

> تتميز محافظة حضرموت، التي تقع شرق البلاد، وتحتل 36 % من مساحته، وتتكون من ثلاثين مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وأكبر مدنها، تتميز بالعديد من الثروات غير المستثمرة استثمارًا حقيقيًا، بعيدًا عن ثروة حقول النفط المعروف لدى الجميع.
ويتواجد في باطن الأرض الحضرمية معادن أخرى، والمعروف أن الأرض الحضرمية حُبلى بالمعادن، والمتمثل بـ«الذهب».. حيث يتساءل كثيرون عن: أين هو؟ وهل استُثمر؟ وإن كان اُستثمر.. أين نتائج استثماره؟
*حضرموت مليئة بالذهب
يتواجد الذهب في عدد من المناطق الحضرمية، إلا أن المعروف أنه يتواجد في «وادي مدن نتيشة» شمالي غربي المكلا بنحو 50 كيلو.
واكتشفت شركة «هتيج» البريطانية في عام 1976 أن الموقع يحتوي على كميات من الذهب الخام، وفي ثمانينيات القرن الماضي - وتحديدًا عام 1988 ـ قام فريق روسي بعمل دراسة استكشافية متكاملة عن الذهب، وفي التسعينيات وقعت شركة «مريديان» البريطانية اتفاقا أوليا للاستثمار، لكن ذلك لم يتم، إثر اندلاع حرب صيف 94م.

وفي عام 1998 قامت الشركة الكندية «ميتورا» بعمل دراسات للجدوى الاقتصادية من خلال حفر خنادق سطحية بإجمالي 300 متر، وأعماق منجمية سطحية بإجمالي 4400 متر، وأجرت الشركة تحليلات «جيو كيميائية وصناعية» بمختلف الطرق العلمية لـ55650 عينة سطحية، وتحت السطحية، حيث قُدرت التقديرات الأولية أن الاحتياط العام للذهب بالمنطقة يصل إلى 678000 ألف طن بدرجة تركيز 14 إلى 15 جرام ذهب للطن، و11 جرام فضة للطن.
ولا يُعرف حتى اللحظة إن كانت الدراسات أو الاستثمارات تواصلت بذلك الشأن، إلا أن المؤكد أن عام 2008 جاءت شركة قطرية لمواصلة البحث واستغلال استخراج الذهب، حسب ما جاء في الكتيب السنوي لوزارة النفط والمعادن لعام 2011م، في مقالات الكاتب عن المعادن بموقع «المكلا اليوم» للباحث سالم باصريح، الأكاديمي بجامعة حضرموت.
لكن السؤال الذي يبقى.. هل واصلت الشركة عملها؟ أم أوكلت المهمة لطرف آخر؟.. حيث إن الوضع الحالي غير واضح ودقيق.
*الحجر الجيري والدولوميت ووجودهما
بعد الحديث عن أحد ثروات حضرموت والمتمثل بـ «الذهب»، فإن الأرض الحضرمية تختزن بباطنها وما عليها من جبال ووديان وسهول وبحر ثروات متعددة، حيث يتواجد الحجري الجيري والدولوميت - وهو من المعادن اللافلزية - في مناطق ساحل ووادي حضرموت.
حجر جير
حجر جير

وسبق لهيئة الاستكشافات المعدنية وبواسطة شركات أجنبية متخصصة أن أجرت دراسات خلصت إلى تقديرات احتياطية أولية لهذين المعدنين بلغت 14 مليار متر مكعب.
ويدخل الحجر الجيري والدولوميت في استخدامات صناعية كثيرة، أهمهما «صناعة الأسمنت، والزجاج، والسيراميك».
ويُستثمر حاليًا الحجر الجيري والدولوميت في صناعة «الأسمنت» لمجموعة مستثمرين يمنيين وعرب في مقطع باتجاه مدينة المكلا المتواجد بعد عقبة عبدالله غريب.
ويدر الاستثمار في هاتين الثروتين أرباحًا طائلة.
*الثروة السمكية في حضرموت
تنعم حضرموت بالثروات الطبيعية التي لا تنضب إلا بفعل الإنسان وتخريبه وعبثه بالنعمة، ومنها الثروة السمكية، حيث تشرف حضرموت على 1500 كيلو، يطل على خليج عدن وبحر العرب، وتتوافر أنواع الأسماك المتميزة والمفضلة في بحر العرب.
وتقدر مساحة إنتاج الأسماك بـ33000 كيلو متر مربع على عمق 200 متر، حيث تتميز حضرموت بسواحل اصطياد واسعة تبدأ من منطقة «بير علي» غربًا وحتى الشريط الساحلي شرقي المدينة الساحلية.
ويُقدر كمية الأسماك المصطادة أو الإنتاج الفعلي سنويًا بـ315000 طن، وتتميز سواحل الاصطياد - لوقوعها في منطقة التيارات البحرية الجنوبية الدافئة - بتكاثر الأسماك.
سوق السمك بحضرموت
سوق السمك بحضرموت

ويتواجد عدد كبير من أنواع الأسماك التي تتميز بها حضرموت، بما فيها الأحياء البحرية الأخرى الغذائية مثل «الديرك، التونة، الزينوب، السخلة، الشروي، القرش، الشروخ، الحبار».
وبالنسبة للاستفادة من الثروة السمكية في حضرموت، فإن الوضع الحالي غير مبشر؛ وذلك جراء قيام شركات اصطياد غير مرخص لها منها العربية والأجنبية برفع أعداد الصيادين التقليدين، الأمر الذي سبب استفحال الاصطياد العشوائي الذي أدى إلى نقص في بعض أنواع الأسماك الجيدة.
ويصل إنتاج حضرموت من سمك «التونة» المعروف محليًا بالثمد إلى أكثر من 86 % من الإنتاج على مستوى اليمن ككل.
واضحت المدينة الساحلية أكثر المدن من حيث شراء المواطن لأنواع الأسماك بسبب الإنتاج الوفير لها، لكن أسعار الأسماك خلال العامين المنصرمين ارتفعت بشكل كبير بعد أن كان غذاء معظم السكان؛ وذلك يعود للنهب الكبير من قبل شركات اصطياد بعد دخولها المدينة، وما زالت عملية النهب مستمرة حتى وقتنا الراهن.
تقرير/ علوي بن سميط

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى