عدن.. من القاتل ؟

> وهيب الحاجب

>
وهيب الحاجب
وهيب الحاجب
الاغتيالاتُ والتصفيات الجسدية، أياً كانت سياسية أو مناطقية أو مخابراتية، شبحٌ يقوّض الأمن في العاصمة عدن ويعيدُ للأذهان تلك الأيام السوداء التي سيطرتْ فيها مليشيا الغزو الحوثية على المدينة، ومثلها تلك الأيام المخيفة التي تلت تحرير عدن، عندما سعت كثيرٌ من قوى الاحتلال الحوثي وفلوله إلى تشويه النصر الجنوبي، وحاولت تعطيل العمل في مؤسسات الدولة بتصدير الإرهاب وتحريك خلاياها النائمة للحيولة دون استقامة الوضع في عدن أو استقراره بأي شكل من الأشكال، التي تثبتُ أحقيةَ الجنوبيين بأنهم رجال دولة وقادرون على فرض هيبة النظام وتطبيع الأمن والحياة بُعيد حرب ضروس مع قوى الاحتلال وفي وقت قياسي جدا، يبدو أنه أثار - ومايزال - حنق المتربصين من في الأحزاب الشمالية المعادية للجنوب، والتي تعتمدُ على مثل هذه الفوضى للوصول إلى أهدافها السياسية وتحقيق مكاسب بعيدة المدى، وفي مقدمتها حزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض القوى اليمنية المتحالفة معه ضد الجنوب.
اليوم وبعد أن فرضتْ المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي واقعاً جديداً على الأرض الجنوبية كقوة سياسية وعسكرية ذات أحقية وقدرة على إقامة دولة.. عاد ذلك البُعبع الذي يُصدّر إلى الجنوب مع أي شوط أو خطوة تقطعها الإرادة الجنوبية نحو تطلعات الشعب للأمن الاستقرار وتطبيع الحياة وتدفق استمرار الخدمات.. عاد ذلك الشبح بصورة اغتيالات وتصفيات في صورة مصغرة للعمليات الإرهابية والانتحارية التي استطاع أمن عدن أن يقض مضاجعها ويشل قدراتها.. عاد بشكل استهداف أشخاص في مقدمتهم رجال الدين والأمن والمخابرات، ليقول مصدرو ذلك البعبع إن عدن لازالت غير آمنة، وليقول أيضا إن الانتقالي والمقاومة وما حققاه نهاية يناير الفائت نكسة للجنوب وانتكاسة للأمن، بعد أن استشعر (المصدرون) أن الانتقالي قوة سياسية لايمكن تجاوزها والقفز عليها بأي حال من الأحوال، وأن المقاومة الجنوبية هي صاحبة اليد الطولى في الجنوب وأمنه.
خلاصة القول.. إن أمام المجلس الانتقالي والمقاومة والتحالف وأمن عدن - تحديدا - مهمة جد عظيمة لاستئصال هذه الآفة في البحث والتحري وتعزيز العمل الاستخباراتي لكشف المتربصين وضرب أحلام الواهمين بالعودة إلى عدن من بوابة ترويع الناس وقتل الأبرياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى