من يخرج عدن الحبيبة من عنق الزجاجة؟

> حسين فروي

>
حسين فروي
حسين فروي
لقد بلغت أوضاع الناس في عدن درجة لا تطاق ولا تحتمل بل ويصعب على الناس بعد اليوم أن يعبروا عن نفاد صبرهم، وتفاقم معاناتهم، وأصبحت حياتهم جحيما، فوضعهم المعيشي اليوم كارثي، فالجوع والمرض والفقر غزا معظم البيوت في عدن، وكذا التدهور الكبير في الخدمات، وباتت تؤرق مضاجعهم، وهناك أيضا بطء غير مبرر في صرف المستحقات أكان للعسكريين أو للمدنيين لأشهر عدة، دون أن نعرف الأسباب الحقيقية لذلك التأخر، وكذا تدني سعر العملة المحلية وارتفاع الأسعار، وأصبحت الحالة لا تطاق ولا تحتمل، نحن في ظل انهيار أخلاقي أصاب مجتمعنا أفرادا وجماعات، وأصبح البعض يتربص بالآخر من بذاءة في الخطاب والطعن في الذمم واتهام كل من يخالفهم الرأي بالفساد والعمالة وكل جهة تدعي الطهارة وتلصق كل السلبيات بالآخرين، للأسف لم نتعظ مما حصل لنا في ذلك الزمن وغيره.
ألا تكفي التجارب التي مرت بنا في زمن الوحدة، ومرت بنا مراحل سيئة قبلها والتي كانت عدن هي التي تدفع الثمن كثيراً لما يحصل لها من ظلم وقهر واضطهاد، ألا يكفيكم ما نالته عدن من خراب ودمار بسبب صراعاتكم على السلطة والمصالح الشخصية، اتركوها تقرر ما يريده أبناؤها حتى يحيوا حياة كريمة ومستقرة بعيدا عن أي مذهبية وحزبية، ومن أوصلنا إلى هذا الحال في عدن، للأسف، المكونات السياسية التي جثمت على صدر عدن، وهي التي عملت على نخر سقف عدن لإسقاطه على رؤوس أبنائها، وهي التي أوصلتنا إلى مرحلة المجاعة والفقر والمرض الذي يعاني منه أبناؤها.
لذا يجب علينا أن نعترف أن مستقبل عدن في خطر، وأحد أسباب هذا الخطر هم المناطقيون أنفسهم عن طريق نزاعاتهم الساذجة غير المفيدة، لأن كل واحد منهم يريد أن يختزل عدن لجماعته وقبيلته، وهذه هي المصيبة المقيتة، لأنهم هم أنفسهم اليوم الذين اختزلوها، وهم أنفسهم الذين يتباكون عليها بهدف السعي لتكريس المزيد من السلب والنهب والفساد والابتزاز غير المشروع على حساب آلام وعذابات أهلها الطيبين، فليعلم المناطقيون الشرهون للسلطة بأنه لابد أن يفكروا جيداً أن عدن وأبناءها يريدون أن يلمسوا على أرض الواقع تحسنا في الحياة والأمن والاستقرار والبناء، وليس مزيداً من الصراعات التي تدمر عدن.
وفي الأخير أقولها بصدق ما أحوجنا إلى قيادات ورجال من أبنائها بعيدين عن المذهبية والإقصاء والتمسك بالسلطة، رجال يعملون على إيجاد حياة كريمة لأبنائها المقهورين بلا طائفية ولا مذهبية، ومحاربة الانحراف بكل أشكاله وأنواعه، حتى تتمكن عدن من تجاوز كارثة الجوع والفقر وكارثة الانحدار الأخلاقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى