عمل وطني جماعي موحد من أجل عدن

> عفان عبدالله نعمان

>
عفان عبدالله نعمان
عفان عبدالله نعمان
كل التيارات والأحزاب الموجودة الآن لم تقدم عملاً وطنياً جماعياً موحداً للجنوب وشعبه، بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة التي يسعى كل فصيل أو حزب من خلالها للوصول إلى السلطة، حيث إن وحدة الصف الجنوبي الآن - بمختلف أطيافه ومكوناته وأحزابه - هو الطريق الوحيد للخروج من دائرة سيطرة القوة المتنفدة التي تتحكم بصنع القرار والخروج من حلقتها وأجندتها الموجودة معنا، والتي تتحكم بالجنوب وحريته واستقلاله، أكان بإقليم أو بعودة الدولة. وهو السبيل الوحيد للتعجيل بأهداف هذا الشعب ونضاله وتضحياته الذي ضحى من أجل الحرية والكرامة التي سلبته هذه القوة حقه للعيش الكريم والتحكم بثرواته وأرضه.
لم يستفد الكل بعد الحرب وتحرير عدن من صنع تحول وطني يخدم الشعب، ويكونون مع الشعب بعيدا عن أي مكاسب سلطوية أو حزبية تخدم مصالحهم المستقبلية فقط. بل ذهب البعض منهم للتضحية بالشعب من أجل الفرد.
ما يؤلم الوطن ليس الرصاص، ما يؤلمه حقاً أن من أطلق الرصاص هم أبناؤه، فلا حب للوطن ما لم نحب بعضنا بعضا، ونتقبل بعضنا بعضا، ونترفع عن التخوين والمكائد، لأننا في خندق واحد، ونوحد كلمتنا الآن بكلمة واحدة وهي عودة عدن لمكانتها الطبيعية ومفتاح لكل الحلول، فشدوا الهمم من أجل عدن وأهلها، بعيدا عن مصالح تلك القوى التي نخرت اليمن شمالا وجنوباً ولا تريد غير ثرواته فقط.
وفي كلمة عميد «الأيام» - المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ محمد علي باشراحيل رحمة الله عليه - في «الأيام» العدد 26 في 22 أبريل 1964م قال: “إن الشعب لم يعد يهتم بالمهاترات والتراشق بالكلمات النابية.. كل ما يهمه هو أن يرى عملاً وطنياً جماعياً موحداً بعيداً عن حب الاستئثار والسباق الحزبي إيماناً منه بأن هذا السبيل هو سبيل الخلاص الوحيد من السيطرة الاستعمارية وتحقيق وحدة الشعب في الجنوب وحريته.
هكذا آمن شعب الجزائر.. وهكذا آمنت الأحزاب الجزائرية رغم ما كانت عليه من تباعد وتمزيق.. وكان هذا الإيمان هو سر النجاح.
إن مفاهيم الحرية هي هي، لم تتغير في جميع أقطار العالم.. ولكن مفاهيم الإدراك قد تتغير وقد تختلف، والظروف وحدها هي التي تضع نهاية للتغيير والاختلاف”.
بهذه الكلمات التي تحدث بها عميد «الأيام» الأستاذ محمد علي باشراحيل، رحمه الله، وكأنه عايش معنا الآن ويتكلم عن وضع عدن والجنوب ككل، وما مر به الجنوب في تلك الفترة قبل الاستقلال هي مشابهة لأحداث اليوم بعد انتهاء الحرب على الحوثيين ومصير الجنوب.
فمفهوم الحرية هو هو، لم يتغير في العالم. ولكن مفاهيم إدراكنا عن الحرية قد تتغير وقد تختلف لأسباب غير ملموسة ومحسوسة، والظروف وحدها هي التي تصنع وتتحكم وتضع نهاية للتغيير والاختلاف. فهل الظرف الآن في الجنوب هو من سيضع حداً ونهاية بتوحيد كل الفصائل والأحزاب بهدف واحد للخلاص من سيطرة القوة المتنفدة على الجنوب ويخلق وضعا خاصة لقضيته وحريته.
(لا يجب التسرع بما تخفي لنا الأيام القادمة من مفاجآت).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى