بعد تحريرها من الحوثيين.. التعليم بالمديرية يتراجع.. نقص الكادر وانعدام الكتاب يعيق مسيرة التعليم في بيحان

> تقرير / سالم حيدرة صالح وأديب العبد

> في مديرية بيحان، التي تحررت من الحوثيين وحلفائهم أواخر العام الفائت، يعاني التعليم كثيرا هناك، وباتت الكثير من المقومات التي تضمن استمرار العملية التعليمية غائبة، وهو ما أدى إلى مشاكل جمة في مسار العملية التعليمية في المدينة التابعة لمحافظة شبوة النفطية.
وفي بيحان ينعدم الكتاب المدرسي والأثاث في الكثير من المدارس، هذا بالإضافة إلى نقص الكادر المؤهل، وهذا يعود إلى توقف التوظيف منذ سنوات، وقد سبب مشكلة، حيث باتت أعداد الطلاب تتزايد كل عام، في حين أن أعداد المرضى من المعلمين ارتفعت والبعض الآخر أحيل للتقاعد، الأمر الذي يتطلب إيجاد معلمين جدد.
بعيد تحرير المدينة من الحوثيين والقوات الموالية لهم، كانت الآمال في أن تتحسن أوضاع التعليم، لكن هذا لم يحدث حتى اللحظة، ومن بين أكثر من ستة آلاف طالب وطالبة تحتضنهم بيحان بات الكثير من هؤلاء يفترشون الأرض في وضع يبدو صعبا جدا، كما أن الفصول من (1 - 6) تعاني من نقص حاد في الكتاب المدرسي.
*الطالب هو الضحية
نائب مدير التربية والتعليم في بيحان علي علوي الصالحي قال: "هناك عوائق تعيق العمل التربوي وتؤثر سلبا على سير العملية التربوية والتعليمية، حيث أصبح الطالب هو الضحية ولا يستطيع مواكبة القصور مما أدى إلى فشله في إكمال تعليمه الجامعي".

وأضاف الصالحي: "إن هناك العديد من الصعوبات والإشكاليات نتيجة العجز الذي ظل متراكما لعديد سنوات في إعداد المعلمين والمعلمات لتغطية النقص الذي شكل عائقا"، مشيرا إلى أن "ثمة عديد مشاكل، كان من بينها قطع التوظيف منذ فترة طويلة، تحديدا للمعلمات، وانقطاع الدورات التدريبية التي من المفترض أن تنفذها الإدارات المدرسية، بالتوازي مع الانقطاع المستمر والانتداب لكوادر التربية في الإدارات الأخرى".
وتابع: "نقل بعض المعلمين إداريا خارج المديرية دون إيجاد البديل للمديرية، أدى إلى خلق تأثير سلبي على العملية التعليمية، كذلك انعدام الميزانية التشغيلية للمكتب وعدم اعتماد بناء مدارس جديدة لاستيعاب الكثافة الطلابية التي تتزايد يوما بعد يوم، ناهيك عن غياب دعم الكتاب والأثاث المدرسي، والأثاث المكتبي طيلة ما يقارب الخمسة عشر عاما، كما أن بعض المباني المدرسية تهالكت، يضاف إلى هذا عدم توفر المختبرات في المدارس".
وطالب نائب مدير التربية والتعليم ببناء 17 مختبرا، حيث قال: "إن تزايد أعداد النازحين إلى المديرية من المناطق المجاورة أدى إلى ارتفاع الكثافة الطلابية، ونتج عن ذلك اكتظاظ الفصول الدراسية في المدارس"، مضيفا: "الحلول تكمن في توظيف معلمين جدد لسد النقص في هذا الجانب، ونتمنى أن يتم تفعيل دور مجالس الآباء، وإعادة اعتماد التغذية المدرسية، وعدم نقل أي معلم خارج المديرية إلا بعد إرسال البديل، وبناء مدارس للبنات منفصلة عن البنين، وعدم تسيير أي دورات إلا في الإجازة الصيفية، ونؤكد على ضرورة إرسال الكتاب المدرسي بشكل منتظم وكافٍ".
محمد أبوبكر علي، وهو رئيس قسم المخازن والتجهيزات في مكتب التربية والتعليم، قال: "نعاني صعوبات كثيرة من بينها النقص الحاد في الكتاب المدرسي الذي لا يفي بالحاجة".
مخزن الكتاب المدرسي بإحدى مدارس بيحان
مخزن الكتاب المدرسي بإحدى مدارس بيحان

وتابع: “قدمت اليونيسيف ثلاث حقائب رياضية وحقيبتين (وسائل)، وكانت من نصيب أربع مدارس في التعليم الأساسي من إجمالي 42 مدرسة و6 من المدارس الثانوية، كنا نأمل أن يتم تزويد كافة المدارس بهذه الحقائب للاستفادة منها".
*محاسبة الفاسدين
وقال أبوبكر: "إنهم يعانون من انعدام دليل المعلم لأغلب المواد الدراسية، كون الدليل قد وصل إلى المكتب قبل عشرة أعوام"، موكدا أنهم "على علم بما تعانيه إدارة التربية والتعليم في بيحان من شحة الإمكانيات"، مضيفا أنهم يأملون، في رسالة وجهها عبر «الأيام»، بأن تلتفت جهات الاختصاص إلى المعاناة وأن توفر احتياجات المديرية".
وقال محمد أحمد شيخ الفاطمي، رئيس قسم التعليم في إدارة التربية والتعليم ببيحان: "قسم التعليم هو جزء لا يتجزأ من أقسام المكتب والعمل تكاملي، كما أننا نخضع لإدارة مكتب التربية والتعليم في شبوة، لكن هناك صعوبات تواجهنا من بينها عدم وجود أي دورات تأهيلية للمعلمين، هذا يأتي بالتوازي مع انتشار المعلمين والمعلمات بالتعاقد بدلا عن المدرس الأساسي".
إلى جانب كل هذا يقول الفاطمي: "إن قانون الخدمة المدنية والعمل لا يطبق على المنقطعين والمتقاعدين، وغياب المحاسبة إلى جانب تعاقب المدراء الشاغلين لإدارة التربية"، مضيفا: "إن عدد المدراء خلال ثمانية أشهر وصل إلى أربعة مدراء، فيما العجز قائم في المعلمين، وخاصة التخصصات العلمية، وضعف النشاط اللاصفي في المدارس"، مؤكدا أنه "لابد من محاسبة الفاسدين".
*المخصصات غائبة
إلى ذلك قال مرزوق علي حسن الزعبة، رئيس قسم التوجيه والامتحانات بإدارة التربية والتعليم في بيحان: "إن ثمة صعوبات، من بينها الروتين في عملية نقل الطلاب النازحين".
صوره للطلاب والطالبات بمدارس بيحان
صوره للطلاب والطالبات بمدارس بيحان

وقد قدم مقاربة حول هذا الوضع حيث قال: “إنه في حالة إذا أراد طلاب مدرسة في مديرية نعمان الواقعة في محافظة البيضاء النقل لمدرسة في وادي خر ببيحان فيضطر إلى السفر وقطع مسافات طويلة لاستكمال معاملته، وبالتالي فهو يذهب إلى مركز مديرية نعمان، ثم إلى مكتب التربية في شبوة، وبعدها العودة إلى بيحان”، مضيفا “أنهم يعانون كثيرا من الطلاب الذين يأتون من خارج المحافظة”.
أما أحمد محسن مطهر، رئيس قسم الأنشطة المدرسية فقال: “نواجه عديد صعوبات، ومنها عدم توفير مخصصات للمدارس وقسم الأنشطة، وهذ يعتبر من أبرز العوائق التي تواجهنا، بالإضافة إلى عدم توفر المستلزمات الرياضية لإقامة المسابقات الرياضية للمدارس في المديرية، أما بالنسبة للأنشطة الرياضية في مدارس البنات فالعادات والتقاليد تقف عائقا أمام تنفيذها”.
رئيس قسم الرقابة محمد عبدالله كرنون أوضح: “أنهم يعانون من عدم استيعاب بعض المدارس”، مضيفا “الدور الرقابي يحتدم على دور قسم الرقابة الذي يمثل عاملا مساعدا لتسيير العمل، وهو يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويساعد الجميع من خلال الحفاظ على تنفيذ الأنظمة والقوانين، وعدم تجاوز اللوائح والأنظمة المدرسية التي تنظم العمل”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى