قواعد اللعبة إلى أين ؟!

> محمود المداوي

>
 محمود المداوي
محمود المداوي
نعرف وفقا لما تعلمناه مبكرا ان ثمة ساعة بيولوجية في داخل كل واحد منا منضبطة ودقيقة وتكون مسئولة عن ضبط وتنظيم الجسم بل وكل عضو فيه لتجعل منه مثاليا تستقيم به اموره وكل صحته النفسية والبدنية على حد سواء.
كلام علمي دقيق جدا ومنطقي مسلم به الا ان اناسا من بيننا للاسف الشديد تعاني الساعة البيولوجية بداخلهم من اختلالات نجدها تنعكس على تصرفاتهم وتعاملاتهم في المحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه وربما ايضا لأن البعض منا يخطئ تقييم هكذا ساعة عجيبة غريبة ندخل او بالاصح نجد أنفسنا في طرقات تؤدي بنا في نهايتها الى الصدام والمواجهة ونقطة الافتراق واللاعودة وفي لحظات نكون فيها أحوج لبعضنا البعض كهذه اللحظات التاريخية المصيرية التي يمر بها جنوبنا الحبيب.
وبنظرة بانورامية في واقع الجنوب خلال الفترة الماضية التي اعقبت خروج الرئيس هادي من صنعاء وما نتج عن هذا الخروج من تداعيات ودون تجاهل ما سبق ذلك الخروج من ممارسات احتلالية على الجنوب، أحتلالية، نعم أقولها وأعنيها بكل ما في كلمة “أحتلال” من وقائع ونتائج ما انفك شعب الجنوب يعاني منها الى يومنا هذا.
اقول، زادت اختلالات هذه الساعة البيولوجية بل وتعطلت تماما لدى البعض ممن يحاول العودة بنا الى الوراء، وذلك من خلال تغيير قواعد اللعبة على كافة الأصعدة، واقرب مثال على هكذا حال الحملات الاعلامية الموجهة تحديدا لضرب الوحدة الجنوبية والمراهنة الوقحة على احداث التنافر بين الجنوبيين يكشف لنا عن هوية من يريد هذا وايضا من يقف وراءه.
ليس هذا فحسب، بل ثمة غاية استراتيجية هي وليدة تطورات هذا الواقع الجنوبي الجديد وهو دق الأسافين بين القوى الجنوبية الحية ودول التحالف وتحديدا دولة الامارات العربية المتحدة، وهذا أمر كشفته ليس فقط كتابات من اختلت ساعتهم البيولوجية على وسائل الاعلام الموتورة بل فضحته سلوكيات قيادات عسكرية من أبطال "التبات" اياها والتي وصلت حد مطالبتهم المجندين الجنوبيين بالعودة الى محافظاتهم وتحديدا الى عدن وما جاورها، وتهديدهم بعدم صرف رواتبهم الا بعد اعلان تمردهم على المجلس الانتقالي ورفضهم للمشروع الانفصالي، بحسب اجندتهم، وايضا اعلان رفضهم للاحتلال الاماراتي، وذلك بحسب ما أفصح به مجموعة من المجندين لأهاليهم بعد عودتهم بدون رواتب، لأنهم رفضوا الانصياع لتلك الاوامر بل وتحدوها وغادروا تلك التباب بدون رواتب.
يحدث كل ذلك لأن الساعة البيولوجية عند امثال اولئك القادة مضطربة جدا، ليس بسبب تغيير قواعد اللعبة عالميا في ما يتعلق بالجنوب واستعادة دولته، ولكن لأن الساعة البيولوجية عند اعداء الجنوب قد أعطبت تماما بل ووصلت الى حد العمى الذي لا شفاء منه!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى