إلى متى يا عدن ؟

> جهاد عوض

>
جهاد عوض
جهاد عوض
إلى متى تبقى عدن من دون محافظ أو ربّان يقودها إلى بر الأمان؟!.. إلى متى والناس على أمل وانتظار أن يعيّن الرجل المناسب لها؟! الذي يتعامل ويتفاعل بإيجابية معها، وينسق ويرتب أمورها، ويحفظ مكانتها وكرامتها.
تمر الأيام والشهور وحالها من سيئ إلى أسوأ، تترقب المصير المجهول الذي يساق إليها!!. عدن المدينة العريقة بتاريخها وتراثها، بعاداتها وتقاليدها، بثقافتها وناسها الطيبين. عدن حاضنة اليمنيين وحاضرتهم، بكل فئاتهم ومناطقهم، بمذاهبهم وألوانهم.
عدن مدينة الأمان والسلام، فالكل يجمع على حبها والشوق لها، على الإخلاص والوفاء لها، من أبنائها والوافدين لها على حد سواء. عدن التي يتغنون بها، ويذرفون الدموع عليها في أحايين كثيرة، وهم في الحقيقة هدامون لها، مدمرون كل جميل فيها. جعلوها ميداناً وساحةً لصراعاتهم ونزواتهم المريضة، لحقدهم الأسود المدفون في صدورهم.
بالأمس واليوم، وهم يصفون حسابتهم فيها، الصغيرة والكبيرة منها، وينفذون أوامر ومخططات أسيادهم على أرضها، متناسيين ومتغافلين أنهم ولدوا وترعرعوا فيها، وأنها احتضنتهم وآوتهم ذات يوم، فبعد أن لفضتهم وشردتهم قراهم ومدنهم، احتوتهم عدن وشملتهم بحنانها وعطفها، بعفوها وتسامحها. يردُون لها الجزاء والإحسان بأسوأ منه، يحاولون أن تكون مدينة من غير محافظ يرتب بيتها، وحاكم يضبط وينظم إيقاعها.. مدينة من دون ملامح أو هوية أو مستقبل أو تطوير، أبناؤها يتصارعون ويتخاصمون كالأقزام على من يمثلها، وأنه الأحق والأجدر من سواه بها.. يختزلها ويطوي سجلها وتاريخها الحضاري والإنساني في شخصه وتياره الذي يميل وينتمي إليه.
عدن - يا قوم - أكبر وأغلى من أشخاصكم وأحزابكم.. عدن يا قوم لا تستحق عبثكم ونزقاتكم.. فأنتم زائلون وهاربون ذات يوم منها، كما من سبقكم من خان وتخلى في أشد الظروف عنها. عدن عصية على من يشوهها ويزعزعها، وهي باقية وشامخة كشموخ جبل شمسان فيها.. فاختاروا وقرروا بأن تكونوا منها وإليها، أو اتركوها وارحلوا بعيداً عنها!!.
فعدن ستبقى حاضرة بكبريائها ومبادئها، وملهمة على مر الزمان والمكان لأبنائها وساكنيها.. لأنّ ببساطة قلوبهم تنبض بحبها، وأرواحهم ترفرف في شوق دائم لها وللقياها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى