ثقافة الاصطفاف الجنوبي بمنهجية التصالح والتسامح

> عهد الخريسان

> إن من أبرز التحديات التي تواجه المجلس الانتقالي - لاسيما بعد أحداث يناير المنصرم في عدن - هو تحويل منهجية التسامح والتصالح إلى اصطفاف جنوبي عريض يغلق باب إرث الخلاف القديم أمام المتربصين بالقضية الجنوبية، من خلال تفعيل آليات الحوار الداخلي مع كل المكونات الجنوبية بلا استثناء، حيث إن الأزمة التي مرت أظهرت أهمية تحويل منهج التصالح والتسامح إلى فكر وسياج متين لحماية المكتسبات التي حققها الشعب الجنوبي، وذلك لمواجهة الاصطفافين الرئيسيين ضد القضية الجنوبية.
هناك اصطفاف زيدي كما شاهدناه في مأرب، واصطفاف المناطق الوسطى في الرياض وقطر وتركيا، والذي يعد الأخطر على القضية الجنوبية.. حيث إن الاصطفاف الزيدي قد كُسرت أغلب أدواته المتمثلة في الجماعات الإرهابية والمليشيات العسكرية التي كانت تحت عباءة الشرعية، بينما الاصطفاف المناطق الوسطى يكمن خطره في السيطرة على مجريات القرار السياسي والسيطرة على المشهد الدبلوماسي بمئات القرارات التي أصدرها لهم بن دغر، إضافة إلى سيطرتهم على فضاء منظمات المجتمع المدني، والتي كانت في كل محفل تبحث عن التجريم للجنوبيين وقضيتهم، تلك الخطورة إذا لم نتداركها نكون قد جنينا على القضية الجنوبية التي بذلت لأجلها التضحيات الجسام.
إن مطلب الاصطفاف الجنوبي الممنهج هو اليوم أشد إلحاحا، لاسيما بعد إهماله من قبل الدوائر السياسية سواء من المجلس الانتقالي أو من المكونات الجنوبية الأخرى، وانشغالها بالمشاريع الصغيرة التي في مجملها تضر ولا تنفع!!.
وفي الأخير نؤكد بأن الاصطفاف الجنوبي العريض لو كان حاضرا، لما وصلت مجريات الأمور إلى مربع فرض الأمر الواقع، بل كان سيتعامل معنا المجتمع الإقليمي والدولي كسلطة أمر واقع بإرادة الجنوبيين وتضحياتهم، فهناك فرق بين التعامل مع فرض الأمر الواقع وبين سلطة الأمر الواقع، يكمن في حقيقة السيطرة وفاعليتها ومدى الرهان لتحويل السيطرة الفعلية إلى سلطة حقيقية، تعزز التحالفات الإقليمية والدولية وتعزز مصالحها.
فهل نذهب في هذا الطريق، أم تقودنا ردود الفعل الارتجالية إلى مزيد من التشظي والانقسام؟!.
عهد الخريسان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى