كفى.. ارفعوا اللائمة عنها

> همام عبدالرحمن باعباد

>
همام باعباد
همام باعباد
تلقى اللائمة على ثورة الحادي عشر من فبراير، وكأن من قام بها استلم الحكم وسيطر على مفاصل الدولة ويتحكم في مصير البلاد والعباد، بينما يغض الطرف عند المتسبب الحقيقي في كل ما وصل إليه البلد من تدهور اقتصادي وسياسي واجتماعي...إلخ.
فالثورة كانت عبارة عن "انتفاضة جياع" تزامنت مع موجة "الربيع العربي"، وهدفت إلى التخلص من نظام فاسد فاشل دمر البلاد والعباد وصير الدولة إلى مراكز نفوذ بيد أقطابه، ومضى به غروره وسارت به شطحاته إلى حيث يلقى حتفه وهو يعلم، بل أطلق على نفسه رصاصة الإعدام في مجزرة جمعة الكرامة.. وعندما كان يترنح من إصابته المؤلمة وجراحه تنزف بغزارة أتت يد المداوي لتكون طوق نجاة له، لكنه عاند لتأتيه ضربة أكبر عمقت جراحه أكثر في جمعة الوفاء لتعز الصمود، والتي حصل فيها تفجير جامع النهدين.
من كل ما سبق يظهر - بجلاء ووضوح تامّين - أن هناك كان من يتعمد إرجاع الروح إلى نظام عفاش المنتهي الصلاحية، ليس لعيون أبناء الشعب الذين ذاقوا ويلاته بل لمصالح خاصة، وهذه الحقيقة تستحق أن تكبر وتبرز وتوضع عليها الدوائر وتضع تحتها الخطوط بألوان مميزة، وهو ما كانت نتائجه وخيمة وعواقبه أدهى وأمر، فوقعت البلاد في مستنقع حرب استنزاف شاملة منذ ما يقارب ثلاث سنين وهي نتيجة حتمية لإعادة إنتاج الفشل، ولا أعتقد أن هناك من يفسر بإنصاف بغير هذا السبب الذي أوصل البلد لما هو فيه من انهيار على مختلف الأصعدة.
فطغت مصالح دول خارجية على مصلحة البلد الذي مزقت قادته الأهواء وانزلقت البلاد في مستنقع الفوضى وظهرت المشاريع "الفقاعية" وكثرت "الزوبعات"، وكلا يدعي وصلا بالبلد، والبلد لا يقر لهم بذلك، لأن طرق سيرهم في تنفيذ المشاريع غير سليمة إن كانوا يمشون في طرق صحيحة أصلا.. وكانت الخلاصة أن وصل البلد إلى ما وصل إليه، وبعد سنين تلت اندلاع الثورة يأتي من يدعي الفهم ويحمل شباب التغيير مسئولية ما آل إليه البلد وكأنهم متمسكون بالحكم بقبضة حديدية ويتجاهل ويتغابى عما يسمى "الثورات المضادة" و “سلطات الانقلاب” و “سرقة الثورات”، وهي ما لا يستطيع أي قارئ ومتابع للثورات العربية وثورات بلادنا على الأخص قديما وحديثا تجاهله بحال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى