قراءة في نص القاص الأردني عمار قدح (إخماد)

> إبراهيم الحكيمي

> النص:
(إخماد: أَعلَنَ دجاج القرية عدم وضع البيض، قرر الديك تحويل الدجاج للمسلخ، بَّاضَ قطيع الأغنام!!!)
قراءة مختصرة:
معنى إخماد:
أَخْمَدَ : (معجم الغني)
(فعل: رباعي لازم متعد).
أَخْمَدْتُ، أُخْمِدُ، أُخْمِدُ، مصدر إِخْمَادٌ.
1 -أُخْمِدُ، لَهِيبَ النَّارِ : سَكَّنَ لَهِيبَها- سَارَعَ رِجَالُ الْمَطَافِئ إلَى مَكانِ الحَريقِ لِيُخْمِدُوا النَّارَ.
2 -أُخْمِدُ، أَنْفَاسَهُ: أَمَاتَهُ.
3 -أُخْمِدُ، الجَيْشُ الفِتْنَةَ: أوْقَفَها، أَطْفَأَهَا.
4 -أَخْمَدْتُ، أنْفاسُ الرَّجُلِ: سَكَنَتْ.
بين أحرف العنوان ومنذ الوهلة الأولى لمع شرر الديكتاتورية والسطوة والقوّة، فيأتي متن القصّة (أَعلَنَ دجاج القرية عدم وضع البيض) وهي جملة أوحت بالتمرد والاحتجاج على شيء ما، لم فعل الدجاج ذلك؟ الأمر ليس طبيعيًا.. إذن يتساءل القارئ بشغف لا بدّ أن يكون هناك سبب أو مطلبٌ ما لكي يستأنف الدجاج البيض. وضح الكاتب القصّة بإيجاز كبير حين أكمل بـ(قرر الديك تحويل الدجاج للمسلخ) فهنا عرفنا أن الديك هو من كان السبب بإعلان الدجاج، اغتصب حقهنّ أو ربما بالغ في جبروته وإذلالهنّ أو ربما أشياء أفدَح من هذه، فالكلمة الأخيرة “للمسلخ” أوضحت بشكل كبير مدى تجبّر الديك واستهانته بحياة الآخرين، فأمر بسلخهنّ إن كان لن ينال ثمرات مجهوداتهن بكل برود وقسوة، دون معرفة مطالبهنّ أو ما يعترضْنَ عليه. وتأتي الخاتمة المدهشة، التي كسَرَت كل توقع، لتعمّق بشكل رائع الرؤية العامة للقصة.. (بَّاضَ قطيع الأغنام!!!) فقطيع الأغنام الذي كان حاضرًا في ذات المكان، يراقب ما يجري ينذهل من الظّلم ويرتعب، ويتخيّل نفسه هو التالي، فيُسلّم نفسه كليًا للديك الذي يرمز هنا للسلطان أو الملك، فالقطيع لن يبيض حقيقة، ولكن هذا التصوير البديع أوصل ما يمكن لعشرات الجمل إيصاله، من إمكانية تنفيذ أشياء غير طبيعية بالنسبة للقطيع ليجنّب نفسه الوقوع في ورطة الدجاج المفزعة والقاتلة.
لا يسَعني إلا أن أُهنّئ الكاتب على هذا الأسلوب القصصي البديع، المختزل، والمحتوي بذات اللحظة على العديد من الصور والمعاني التي جعلتنا ونحن نقرأ في حضرة قصة كاملة ومدهشة.
إبراهيم الحكيمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى