لقد عملوا بالأحزن وليس بالأحسن..! منظمة لجان الدفاع الشعبي.. هل تتذكرونها؟

> علي راوح

> في منتصف العام 1973 تأسست في عدن وفي بقية محافظات الجنوب، التي كانت تسمى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، منظمة لجان الدفاع الشعبي، وقسمت محافظة عدن إلى أحياء ووحدات سكنية تضم نشاط هذه المنظمة الشعبية الجماهيرية، كانت المنظمة من الشعب، وفي خدمة الشعب، ووجدت لها مقرات رسمية، وحددت لها حدود جغرافية، وبدأت لجان الأحياء ولجان الوحدات السكنية بتنظيم أعمالها، حيث كان لكل حي لجنة ورئيس ويضم الحي عددا من لجان الوحدات السكنية، ولتلك الأحياء قيادة تسمى القيادة الوطنية لمنظمة لجان الدفاع الشعبي.
بدأت لجان الوحدات السكنية في حصر وتوثيق السكان في كل وحدة، ووضعت لكل أسرة ملفاً خاصاً يضم أسماء الأسرة، وعمل كل فرد، وقامت ببحوث عائلية للأسر تحوي كافة المعلومات المتعلقة بكل فرد من المواطنين، وشرعت منظمات الوحدات والأحياء في تقديم الخدمات للمواطنين في مختلف الجوانب الاجتماعية والأمنية والاقتصادية وغيرها من الأمور الحياتية اليومية، فشكلت فرقا للحراسة الليلية، وفرقا تُعنى بحل المشاكل وحل القضايا لأي نزاع، أو خصومات، وإعطاء التعريف لأي مواطن أراد العمل أو السفر أو غير ذلك من قضايا الناس اليومية.
وكانت لجان الأحياء والوحدات تنظم إقامة الاحتفالات والمهرجانات والندوات وغير ذلك من النشاطات الجماهيرية.. طبعاً أعضاء اللجان يعملون بشكل طوعي ودون أي مقابل.
كنت أنا العبد لله من أوائل المؤسسين المنخرطين للعمل الجماهيري بهذه اللجان، فكنت عضواً في لجنة الشهيد بن هامل، حي 2 مارس، في منطقة الطويلة بكريتر حيث أسكن.. كنت وزملائي الشباب الأعضاء في وحدة بن هامل نعمل بكل نشاط وبجد ومثابرة، ولا نألو جهداً في خدمة سكان وحدتنا السكنية، فكنا نقوم بالحراسات الليلية، وفي حل أي إشكاليات أو خصومات أو مشاجرات وغيرها من قضايا سكان الوحدة.. وأتذكر في ذلك العام (1973م) أن لجنة الحي (حي 2 مارس) برئاسة الفقيد سعيد راشد الشيباني أقدمت على خطوة جيدة في إطار جهودها في خدمة السكان، حيث نظمت دورة في الإسعافات الأولية، وعينت عدداً من الشباب الأعضاء، وأرسلتهم إلى المعهد الصحي بخورمكسر للدراسة في دورة قصيرة، فكنت أنا أحد أولئك الشباب المنضوين في تلك الدورة.. وهناك تعلمنا مبادئ وأسس الإسعافات الأولية لكل حالة ونوع من الإصابات.. وجزى الله خيرا أولئك المدرسين الذين لم يبخلوا علينا بأي معلومات تفيدنا في تقديم الإسعافات الأولية لأي إنسان يتعرض لأي حادث.
وأتذكر من أولئك المدرسين الذين اجتهدوا معنا الأستاذ أبوبكر (رحمه الله) والأستاذ جميل ثابت (حفظه الله) وغيرهما.. فواصلنا الدورة، وكنا نتحمل مصاريف المواصلات من جيوبنا، فمنظمة الحي ليست لها ميزانية وليس لها أي دخل مالي.. المهم أكملنا الدراسة وعدنا لخدمة المواطنين في إطار لجنة الحي، ولجنة الوحدة السكنية، ثم عملت بعد ذلك في دائرة الاعلام في القيادة الوطنية لمنظمة لجان الدفاع الشعبي وخاصة عندما عين زميلي وصديق عمري الصحفي الاستاذ محمد سعيد سالم مديراً لتلك الدائرة وواصلنا المشوار حتى لفظت منظمة لجان الدفاع الشعبي انفاسها يوم 22 مايو 1990م وكنا نسمع حينها ان وثيقة الوحدة تقتضي العمل بما هو احسن من المؤسسات والمنظمات وغيرها في الشطرين، ولكن ما تم تطبيقه على الواقع عكس ذلك، فقد عملوا بالاحزن وليس بالاحسن فتم الغاء منظمة لجان الدفاع الشعبي وعمموا تجربتهم الشمالية (عقال الحارات) واليوم ونحن في صدد إرساء مداميك الدولة الجنوبية، والتي لاريب اتية اتية، ما احوجنا لاعادة تأسيس منظمة لجان الدفاع الشعبي، هذه المنظمة المدنية الجماهيرية الشعبية، التي عملت ما يقرب من (17) عاماً في خدمة المواطنين بنجاح متواصل، من خلال عملها الدقيق والطوعي، الذي لا يزال يتذكره الكثيرون، ممن عاصروا تلك الفترة.
إن اعادة نشاط هذه المنظمة سيخدم المواطنين في العديد من القضايا وفي مقدمتها القضية الامنية، التي باتت مزعزعة، ثم ان عمل هذه المنظمة، هو خير معين للسلطات المختلفة في تقديم اي معلومات مفيدة تتعلق بالسكان في مختلف الاحياء والوحدات السكنية.
اقدم مقترحي هذا لقيادة المجلس الانتقالي، ممثلة بالاخ المناضل عيدروس الزبيدي، لدراسة هذه المسألة والاستعانة ببعض اولئك المؤسسين الاوائل لمنظمة لجان الدفاع الشعبي.
ختاماً اوضح ان هذه المنظمة (منظمة لجان الدفاع الشعبي) هي منظمة مدنية جماهيرية شعبية من الشعب وفي خدمة الشعب، فقد يتصور البعض ممن لم يعاصروا هذه المنظمة انها كانت منظمة امنية او عسكرية، كلا. والله من وراء القصد!.
علي راوح

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى