ابن سي كلاس في البريقة ينتظر ملفات أهل عدن

> نجيب محمد يابلي

> تشهد أوراق القضية الغريبة الأطوار إعادة ترتيب، ذلك أن الفرع عاد إلى الأصل لأن أوضاع عدن انحدرت إلى الدرك الأسفل من الحضيض، ومن يصدق أن عدن ستصل إلى ذلك الوضع وهي سيدة موانئ دول مجلس التعاون الخليجي وما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، حتى ولو أخذنا وضع عدن في ميزان المفاضلة مع الجنوب لوجدنا عدن الجغرافيا والتاريخ والثقافة والصحافة والتجارة والصناعة، وأنها صاحبة نصيب الأسد من ذلك وكان قرارها بيدها حتى 30 نوفمبر 1967م.
تطورات غريبة برزت على السطح، فاسمعوا سلطان العرادة محافظ مأرب يقول كلاما غريبا: “تمكنا من دفع الحرب بعيدا عن مأرب”.
مواجهات عدن يومي 28 و 29 يناير 2018م منحت مأرب سلطة تقرير مصيرها، واسمعوا فارع المسلمي، الخبير اليمني في معهد تشاتام هاوس البريطاني: “لقد استفادت مأرب من الفوضى المحيطة بها وحققت ازدهارا بسبب النزاع نفسه”.
اسمعوا د. أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء، يقول كلاماً جديداً: "هناك توجهات حكومية لاستيعاب المجلس الانتقالي وقواته المسلحة”، واسمعوا كلاما جديداً عن "القدس العربي” بأن “القائمة بأعمال السفير الأمريكي بحثت وضع الجنوب وتجاهلت الشمال..".
اسمعوا وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وهو يقول: "إن قضية اليمن باتت معقدة”، وقال الجبير كلاماً سعى من خلاله إلى جبر الخواطر عندما قال: "إن الحوثيين المدعومين من إيران انقضوا على الجميع في اليمن وتسببوا بالمجاعة وزرعوا الألغام في كل مكان ومنعوا وصول الغذاء والماء إلى المدن والقرى الواقعة تحت سيطرتهم...”.
اسمعوا هذا الكلام الغريب بأن روسيا رفضت قرارا أمميا يدين انتهاك إيران حظر الأسلحة على اليمن، وباتت كل المضايق والصحاري والجبال والسهول مرتعا للحرس الثوري الإيراني، ورأينا بأم أعيننا الحرس الثوري الإيراني في عدن خلال الفترة من 26 مارس حتى 17 يوليو 2015.
اسمعوا هذا الكلام بأن السفير البريطاني الجديد لدى البلاد مايكل ايرون سبق له أن زار «الأيام» في أوج حصارها من الأمن المركزي بعدن في يناير 2010م.
اسمعوا هذا الكلام العجيب بأن مارتن جريفيث، المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، من مواليد سي كلاس C-Class في البريقة عام 1951م، وها هو يعود إليها (وما أحلى الرجوع إليه) في العام 2018م (في منتصف مارس القادم).
اسمعوا هذا الكلام العجيب للسفير البريطاني الجديد مايكل ايرون الذي قال: لبريطانيا دور قيادي في الجهود الدولية لحل الأزمة سياسيا ويتناسق هذا الكلام مع المقولة العدنية الجميلة “رد المردود وخضر العود”، لأن عدن عزلت عن الإدلاء بدلوها والمشاركة في اتخاذ القرار لأن القادمين إلى كرسي السلطة جاؤوا من مرابع القبيلة، والقبيلة كائن كونفدرالي لا يقبل الاندماج.. القبيلة تتعاقد.. تتعاهد.. تتضامن للفوز بنصيبها من الثروة بعد النصر (الفيد).
الملف تم تسليمه لبريطانيا العظمى Great Britain بعد سنوات عجاف ذاق أهلها (أي عدن) المرارة والعلقم خلال الفترة 1967 / 1990 والفترة 1990 / 1994، والفترة 1994 / 2011 والفترة 2012 / 2018، والآن حان موعد قدوم مارتن جريفيث ابن مدينة البريقة إلى بيوت C-Class ليستعيد أنفاسه ويبدأ في تلقي ملفات أزمة عدن أو قولوا “فترة الصداع المزمن” Chronic Headache للنظر في الجنوب الفيدرالي الجديد، وتستعيد عدن موقعها كإحدى ولاياته بمجلسيها “التشريعي” الراقي و"البلدي" الفاعل.
مرحبا مستر مارتن جريفيث وحللت أهلاً في البريقة ونزلت سهلاً في السي كلاس وعدن قاطبة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى