فاجعتنا بأنفسنا أدهى وأمر!

> محمود المداوي

>
محمود المداوي
محمود المداوي
ومن قرآننا الكريم استهل سطوري بآي منه، قال الله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى".
حقيقة يلف ويدور حولها كل من تعنيه قضية هذا الوطن.. ذوات متضخمة وذوات متفحمة من دواخلها، مشبعة برماد الحرب وسنوات الإقصاء و التهميش.. حالات جنوبية تبدو استثنائية ولكن الحالة هذه كما يبدو قد عمت الجميع إلا من رحم ربي، توصيف ضار في شراسة ما نعايشه من تجاذبات في واقعنا الجنوبي اليوم، وهي محاولة لاستنطاق ضميرنا الجنوبي الجمعي المفترى عليه حتى الآن.. نقول ما نقول وكأننا لا نصدق ما نقول، وإلا لماذا هذا الواقع ما برح يتغير رغم محاولات تجميل المائدة بما لذ وطاب من الكلمات وجميل القول والألوان المعهودة والمبتكرة، وغيرها من المشهيات والمقبلات، ونحن مازلنا محلك سر.
هنا ربما تحمس البعض وهتف في وجهي وقال لي بلغة الواثق مما يقول: يا رجل.. إن أموركم معطلة لأن قراركم ليس بيدكم!.. وهذا توصيف فيه كثير من الصحة وفيه أيضا الكثير من المراوغة والاستخفاف متى تبين لنا جيدا أن من يركب على هذا القول هو أول من ينخر في نسيجنا الجنوبي رغم جنوبيته للأسف الشديد، وبإيعاز وتوجيه مدفوع الأجر من جهات مشبوهة، وليس بالضرورة هنا أن تكون خارجية.
لنلقي نظرة على واقع أحوالنا في كل محافظة من محافظات الجنوب، وستخبركم الدلائل والشواهد بما أنتم فيه من حال سيّئ ورديء.. فهذه المحافظات بدءاً من الحارة والحي والمركز والمديرية أليس من يتصدر المشهد العام فيها هم من أبناء هذه المحافظة أو تلك، وتتواجد على رأس القوائم فيها شخصيات، وكما قيل لنا عنها أنها ثورية وتتبع المجلس الانتقالي الجنوبي؟!.
ترى ما هي مهمة تلك المجالس وغيرها من ألوان الطيف المؤمن بقضية استعادة الدولة الجنوبية؟ ولربما وجدت فيهم من يتكلم كثيرا وينتقد بحق وبغير حق، بل وفي سفه واضح ومفضوح، وسلوكه على الأرض يغاير ما يقول، فهو سلبي المبادرة، وفاقد الإرادة ولا يفكر إلا في المحصلة المادية التي سخر نفسه لها، وهذه عينة ليس إلا.. والحقيقة الخالدة الباقية في الشرعية الثورية الزائفة لدى تلك النماذج أن لسان حالها يقول “أنا ومن بعدي الطوفان”، في حكاية مستمرة ملخصها هو أن الجنوب بلا قرار وبلا إرادة إلا إرادة الهدم والتآمر ومتوالية التخوين واللا ثقة، وبعد ذلك ننشد ونغني ونعلي الصوت ونقول: انتصرنا!.
أعود وأسأل نفسي وأقول: هل انتصرنا حقا؟ هل انتصرنا لنبقى في ذات المعاناة وذات الشعارات، ومع ذات النزيف الذي عانى منه شعبنا، نزيف من عمره وعمر هذا الجيل الذي يراد له أن يبقى مخدوعا وللأبد، ودون أن توجه التهمة لأحد؟!.. ولكن إلى متى؟!!.
وكما بدأت بالقرآن الكريم أختم أيضا به، قال الله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى