> منذ قرن ونيف من الزمن ، كانت الرياضة العدنية على موعد تاريخي ومفصلي وبالغ الأهمية وهو موعد تدشين غزو اللعبة الرشيقة (التنس الأرضي) لساحات العطاء الرياضي العدني حيث شكل بروز وإشهار كيان رياضي عدني جديد وفي مرحلة مبكرة من الريادة الرياضية في عدن والمتمثل بظهور (نادي التنس العدني) مع استهلالة مبكرة للقرن العشرين ، وبالتحديد في العام 1902م ، والذي مثل الحاضن الأمين ، لرياضة الأناقة والرشاقة ، ومداعبة المضرب الأنيق والكرة الصفراء.
منذ لحظة التدشين المبكرة ، لممارسة رياضة التنس الأرضي ، على الأرض العدنية ، وحتى اللحظة الراهنة ، أي طوال امتداد 116 عاماً ، حيث استطاع عشاق الرياضة الرشيقة ، توارث كل مظاهر العشق والحب والمثابرة والإصرارعلى تواصل عناق البطولات والانجازات ، وكذا صبغ كل الجهود المبدعة في ساحات التنافس الرياضي الشريف بألوان الذهب وظل التفوق هدفاً سامياً ، لا يمكن التنازل عنه مطلقاً.. وهكذا وتحت شعار (التفوق) ، تواصلت إيقاعات مسيرة أهل التنس العدني ، ومنذ فترة مبكرة، حرص رواد ونجوم هذه الرياضة ، على تواصل تقديم الابداعات وارتقاء منصات التتويج دوماً.
ولم يقتصر دور هذا الكيان الرياضي العريق على ممارسة رياضة التنس فقط ، بل سعى رواد ونجوم هذا النادي ، إلى تحويله إلى مزار ثقافي وفني واجتماعي عبر تنظيم الأنشطة والفعاليات الفنية لعمالقة الطرب العدني واللحجي.
لم تكن مسيرة التنس العدني ، مفروشة بالورود ، بل عانت هذه الرياضة الجميلة ، وخاصة في عهد الرفاق ، من مزاجية التعامل معها حيث سعى الرفاق إلى تهميش هذه الرياضة ، باعتبارها رياضة برجوازية بالغة التكاليف ، إضافة إلى حساسية الرفاق المفرطة من كلمة ( العدني) ومن مفارقات الرفاق الغريبة ، أنهم سعوا إلى طمس وتهميش هذه الرياضة ، ليمارسها الرفاق.
ولكن بفضل عناد وجهود عشاق رياضة التنس العدني تمكنوا باقتدار ونجاح كبير ، من الحفاظ على أصول الرياضة وممارستها على نطاق واسع وشامل ، لتشمل قطاعات متعددة من البراعم والناشئين والشباب والكبار والرواد الذين ظلوا يتنافسون على ملاعب التنس العدني لتقديم أجمل وأروع اللوحات الفنية الرائعة والجميلة ، لتحظى رياضة التنس العدني بالإقبال والتشجيع ، من قبل ، من حرص وأدمن ، على متابعة منافسات ومباريات التنس ، ليقضوا معها ، أفضل وأمتع الأوقات الجميلة ، والفضل يعود هنا بالدرجة الأولى ، إلى خبير التنس العدني القدير الرياضي الشامل (الكابتن وديع ثابت) ، وعاشق التنس الأصيل والمتألق (الكابتن زهير حامد الموشجي) وخلفهما يقف اتحاد عدن للتنس.
وهنا لا يسعني.. إلا أن أبعث ، لكل عاشقي رياضة التنس العدني ، تحية حب وإعجاب وتقدير واحترام .. وليكن التوفيق والنجاح حليف مسيرة التنس العدني دائماً.