رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- الحاج عبادي حسن الهاشمي.. دخل التاريخ من باب الكتاب والنشر 2- محمد عبدالله مخشف.. إعلامي عصامي جمع بين يومي ولادته وزواجه

> نجيب محمد يابلي

> 1- الحاج عبادي حسن الهاشمي
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

*الميلاد والنشأة
الحاج عبادي حسن الهاشمي من مواليد عدن في الربع الاول من القرن التاسع عشر وتعود جذور اسرة الهاشمي إلى تريم بحضرموت الذي ذاعت شهرتة في تأسيس المكتبة العريقة في السوق الطويل بكريتر واخوة السيد حمود طه الهاشمي مؤسس اول دار سينما في عدن وعلى مستوى الجزيرة العربية.
اتجه الحاج عبادي حسن إلى التجارة الا انه لم يوفق فاتجه إلى تاسيس مكتبة عام 1884م في الشارع الا ان صاحبه احتاج له، وانتقلت المكتبة إلى الموقع الحالي، وكان مالك المبنى يهوديا، واشتراه ولده من بعده الحاج عبدالحميد عبادي من وكيل اليهودي عام 1948م (راجع الحوار الذي اجرته الزميلة أمل عياش مع جمال عبداللطيف عبادي، ونشرته «الأيام» يوم 29 اغسطس 2007م).
*عام 1886 ومعالم عدن الثلاثة
رصد التاريخ (3) معالم في عدن عام 1886م وهي:
1 - تاسيس غرفة عدن التجارية في 26 اغسطس 1886.
2 - قيام اول مشروع استثماري لصناعة بدون مداخن، وهي صناعة الملح، وامتدت احواض الملح بين خورمكسر والشيخ عثمان على مساحة قدرها (9) ملايين متر مربع نفذه ايطالي.
3 - صدور كتاب (النهر الفائض في علم الفرائض) للعلامة عبدالقادر مكاوي عام 1886م وناشره الحاج عبادي حسن الكتبي، وطبع الكتاب في القاهرة ويعالج كل قضايا الاحوال المدنية، وتجلى العلامة المكاوي بعلمه وعلو قدراته في اللغتين العربية والانجليزية، واحمد الله انني اشتريت نسختي من مكتبة الحاج عبادي.
*الحاج عبادي وريادة في المولد الكهربائي
حقق الحاج عبادي حسن الريادة عندما ادخل اول مولد كهربائي، حيث كانت بيوت عدن تنار بلمبات الجاز وفي العام 1928م انتقل الحاج عبادي حسن الكتبي إلى جوار ربه، وآلت امور المكتبة إلى ولده عبدالحميد حاج عبادي.
*عبدالحميد حاج عبادي خير خلف لخير سلف
عبدالحميد عبادي حسن الهاشمي من مواليد 1868م في عدن ونشأ في بيئة علم فأمسك بناصية العلم والكتابة والثقافة وهو في يفاعته وواصل رسالة والده في المكتبة التي حملت اسماً مشهوراً في عالم المكتبات "دار الكتب العربية" ولكنها اشتهرت باسم "مكتبة الحاج عبادي".
انتفع الحاج عبادي من المناخ الجاذب للثقافة وكان يصدر ويسوق كتب مكتبته إلى ارض الحجاز وعمان وظفار والامارات المتصالحة Trucial Emirates (ابوظبي/ دبي/ رأس الخيمة/ الشارقة/ عجمان والفجيرة) بالاضافة إلى شرق افريقيا، وحقيقة لم اجد مكتبة عامرة بالكتب ومعنية بالطباعة والنشر كما وجدتها في "دار الكتب العربية" وظهرت مكتبة الجيل الجديد لصاحبها سالم علي الزغير إلى جانب دار الكتب العربية في الخمسينات من القرن الماضي.
*عبدالحميد عبادي في سجل الخالدين
رحل عبدالحميد عبادي حسن الهاشمي عن دنيانا ملبيا نداء ربه عام 1959م وانتقلت رسالة المكتبة والطباعة والنشر إلى نجله العطر الذكر عبداللطيف عبدالحميد عبادي الذي ادار المكتبة بوظائفها المتعددة بكفاءة واقتدار، وكان رحمه الله معينا لكل رواد المكتبة في الرد على استفساراتهم المتعلقة بالمراجع او الكتب وكان رجلاً وجيهاً وقوراً. وانتقل إلى جوار ربه عام 1983م..
*جمال عبداللطيف يحمل الراية بعد والده عبداللطيف عبادي
انتقلت راية "دار الكتب العربية" إلى جمال عبداللطيف بعد وفاة والده عبداللطيف عبادي عام 1983م ويقول جمال بان مكتبتهم توقفت عن طباعة الكتب لان الطباعة انيطت بمؤسسة 14 اكتوبر للطباعة والنشر والصحافة، اعتباراً من العام 1971 واستمر الحال إلى عام 1986م ويقول جمال: بعد هذا التاريخ كان هناك نوع من الانفتاح الثقافي، حيث تقدمت إلى وزير الثقافة انذاك الدكتور محمد احمد جرهوم ووافق على طلبنا باستيراد الكتب ولم تصادر الوزارة علينا غير كتابين.
*مكتبة عبادي ورواد من العيار الثقيل
افاد جمال عبداللطيف عبادي في حواره مع «الأيام» والذي اجرته الزميلة امل عياش (مرجع سابق) بان من اوائل رواد المكتبة: ال لقمان ابتداء من محمد علي لقمان المحامي، والشيخ محمد سالم البيحاني والشيخ علي محمد باحميش والشاعر الكبير لطفي جعفر امان والشاعر محمد عبده غانم وولداه قيس ونزار والشاعر محمد سعيد جرادة وابو الاحرار محمد محمود الزبيري واحمد محمد نعمان وسعيد عوض باوزير ومحمد عوض باوزير وعبدالقوي المكاوي وغيرهم من المثقفين.
ذكريات جمال عبادي بين الحلاوة والمرارة
*ورد في ذكريات جمال عبادي («الأيام» - مرجع سابق):
"واتذكر وانا صغير كانت تعقد في المكتبة ندوات اسبوعية واحيانا تتغير الوجوه وهؤلاء كان جزء منهم يتناقشون في جميع الاصدارات وكانت الصفوة تتردد على المكتبة التي تولت طباعة كتبهم وتسويقها".
2 - محمد عبدالله مخشف
*الميلاد والنشأة
محمد عبدالله مخشف من مواليد الشيخ عثمان يوم 2 مارس 1947م وتلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة في الشيخ عثمان ومن زملاء دراسته: عبدالمجيد عراسي واحمد علي سعيد الحصيني وفريد مخاوش ومحمد علي محب وانور سحولي وعبدالله عبدالسلام وفاروق حكيمي وافضل محمد خان وفيصل محمد هزاع عراسي وجواد عقارة وعبدالله احمد غانم وسمير سعيد سيف والطيب احمد علي ومحمد احمد سيف مقطري وابوبكر عبدالله عاطف وعبدالله حيدرة وخالد احمد ناصر سلامي وصالح باسليم وعفيف عبدالله محمد عولقي ومنير عمر قاسم ومحمد علي سلام ومحمود صالح حضرمي وخالد سيدو (شقيق فائقة السيد) وجميل يوسف وعبده حميد الحاج ومحمد علي مقوري وعبدالعزيز جميع ومحمود عوض حسين واخرون.
درس محمد عبدالله مخشف الثانوية في كلية بلقيس وامضى فيها عامين حتى عام 1962م، ومن زملاء دراسته محمد عوض المسلمي.
*مخشف وأول المشوار في فتاة الجزيرة
التحق محمد عبدالله مخشف بصحيفة (فتاة الجزيرة) عام 1962 بوظيفة "محرر تحت التدريب" براتب اسبوعي قدرة (36 شلناً) ثم انتقل إلى صحيفة «الأيام» عام 1965 محرراً في مدرسة العميد محمد علي باشراحيل، وكان مخشف يتمتع بقدرة حركية ملحوظة، ذلك انه يغادر المدرسة بعد انتهاء الدوام المدرسي مع زميله وصديقه عبدالمجيد عراسي وزملاء اخرين إلى بيت العراسي، وكانت جدة عبدالمجيد (زوجة علي ثابت عراسي) تنتظرهم وتحملهم اطباق غداء السائقين ومساعديهم العاملين في شاحنات او لوريات علي ثابت عراسي التي تنقل القطن من زنجبار إلى عدن لتصديره بحراً إلى الخارج (غالبا إلى بريطانيا بجودة قطن ابين المعروف طويل التيلة) ثم ينتظر مخشف وزملاؤه ومعهم عبدالمجيد اطباق الغداء الخاصة بهم والمقدمة لهم من جدة عبدالمجيد عراسي.
*سبيت ومخشف من رواد حافة العراسي
روى الراحل الكبير عبدالله هادي سبيت في احاديث ذكرياته انه ارتبط كثيراً بمدينة الشيخ عثمان وانه عندما كان يتردد على عدن مع الامير علي عبدالكريم فضل (السلطان لاحقاً) ويقضي معه بعض الوقت في قصر الشكر، كان يتحرق شوقاً إلى حافة العراسي ليلتقي اصدقاءه عبدالله عراسي وسعد قعطبي (خال محمود وعبدالمجيد واحمد وفهمي عراسي) وعبدالعزيز باوزير ومحمد مرشد ناجي والامر طبيعي لانه كان مجايلا لهم لكن الاستثناء في ذلك ان محمد عبدالله مخشف كان دائما ما يظهر مع كبار ويغطي الفجوة الناشئة عن ذلك بلبس الفوطة والمشدة والكوفية، وكنا نرى المخشف وهو يمشي مع العميد محمد علي باشراحيل سيرا على الأقدام في طريق الكمسري والعودة لتناول العشاء في مطعم علي احمد المشهور في الشيخ عثمان، وفي اعتقادي ان الجسارة في مرافقة الكبار ساعدت المخشف في رسالته الصحفية.
*المخشف مع محمد ناصر محمد في ANA
ساعد محمد عبدالله مخشف القامة الصحفية الاستاذ محمد ناصر محمد (والد الزميل ايمن) في تاسيس اول وكالة اخبارية في الجزيرة والخليج: وكالة انباء عدن Aden News Agency (ANA) عام 1970م وبعد ثلاث سنوات عمل مخشف في صحيفة 14 اكتوبر (1973) وكانت خبرة المخشف قد تقدمت من خلال عملة كمساهم مع الراحل الكبير علي محمد لقمان بالقيام بلقاءات مع شخصيات عامة او كتابة مقالات.
*المخشف مع وكالة توم ليثل (رويترز)
كان الصحفي البريطاني الكبير توم ليثل قد قام بزيارة إلى عدن لافتتاح مكتب لوكالة الاخبار البريطانية الشهيرة (رويترز)، وتقدم عدد من الشخصيات الصحفية البارزة لشغل وظيفة مراسل الوكالة، واختار توم ليثل القامة الصحفية الكبيرة محمد احمد بركات لتلك الوظيفة وهو والد الشخصيتين المعروفتين زكي بركات وفريد بركات، في نهاية الخمسينات والستينات.
وفي بداية السبعينات بدأ مخشف العمل مراسلا لرويترز (بالباطن) بدلا عن مراسل الوكالة محمد ناصر، الذي انشغل حينها بوكالة الأنباء الوطنية (عدن) حتى استشهاده في حادثة طائرة البلوماسيين المعروفة، فانتقل مخشف عقب ذلك للعمل مراسلا رسميا لوكالة أنباء رويترز منذ العام 1973م.
وعمل محمد عبدالله مخشف مع وكالة رويترز بكل كفاءة واقتدار مراسلاً، حتى اليوم، واستحق لقب "عميد المراسلين اليمنيين" بعد عقود طويلة عمل خلالها مع الوكالة العريقة "رويترز".
*مخشف يعقد قرانه على ابنة المرشدي يوم 2 مارس
مثلما كان يوم مولد محمد عبدالله مخشف في 2 مارس 1947 فإن عقد قرانه كان ايضا يوم 2 مارس 1974 بابنة الفنان الكبير والشخصية الاجتماعية والبرلمانية المعروفة محمد مرشد ناجي، وانجبت منه: ريام وذويزن وازال، وابنة واحدة: مسار.
صحيفة محمد علي باشراحيل تهنئ مخشف بعيد ميلاده الـ 71
نشرت الزميلة «الأيام» تهنئة خبرية مرفق بها صورة خصت بها الزميل محمد عبدالله مخشف، احد تلاميذ مدرسة «الأيام» لصاحبها محمد علي باشراحيل في عددها الصادر يوم 3 مارس 2018م (الصفحة الاخيرة) بمناسبة بلوغة 71 عاماً.
مخشف وصلة الرحم
يشاهد ابناء الشيخ عثمان عامة وابناء قسم (ِA) وقسم (B) خاصة تردد الزميل محمد عبدالله مخشف على بيت والده، وتفقده لأرحامه والقيام بالواجب معهن، ويحسب ذلك للزميل مخشف تجاه والديه المتوفيين واخواته الباقيات على قيد الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى