عاش عفيفا ومات شريفا.. عثمان عبدربه مريبش في سطور

> مازن علي حنتوش

> "آهٍ إذا ما الفقدُ أرَّخ فوق ذاكرة الفناء.. لروحنا سفْرَ الرحيلْ..
وتبعثرت كلماتنا وتنهدت من لوعة الحرمان فوقَ أقبيةِ المَدَى..
وطوى الزمان ملامح الترحال جيلا بعد جيل.. هل بعدها تنسى الحروفُ العاشقين؟! أمْ أنَّ شيطان القصيدة حائر؟
ٌما بين من رحلوا و بين اللاحقين
كنا و كان على مشارف دهرنا
قدر يباغتنا ويطوي العمر َفي أسفارهِ
و تهدهدُ الدمعاتِ ذكرى الراحلين".
وها هو الفقيد والأستاذ وفنان المونولوجست، عثمان عبدربه عبدالله مريبش، قد رحل.
- من مواليد عام 1941 بمدينة (شقرة) الساحلية محافظة أبين.
- متزوج وله ثلاثة أولاد (بشير، أحمد، رأفت) وأربع بنات.
- تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة (شقرة) الابتدائية في منطقة شقرة.
- بدأ حياته الفنية والفعلية منذ 1958م بتأليف المسرحيات الفكاهية، وكتابة المونولوجات وعرضها في عيد الآباء، والذي كان يقام سنوياً نهاية كل عام دراسي في مدارس سلطنة يافع بني قاصد حيث عمل مدرساً في مدارسها منذ عام 1956م.
- أسس فرقة (شقرة) الكوميدية عام 1959م وحازت على رضا المبدعين في تلك الفترة.
- في عام 1966م عمل مدرساً في مدارس السلطنة الفضلية.
- بعد ذلك انتقل إلى إدارة الثقافة بمحافظة أبين، وعمل مشرفاً فيها منذ عام 1976م حتى أحيل للتقاعد عام 1988م.
- عثمان عبدربه مريبش، كاتب وشاعر وملحن ومؤدٍ للمونولوج، ومخرج مسرحي منذ عام 1962م.
- تحصل على دورة قصيرة لمدة عام في ألمانيا عام 1975م في الإخراج المسرحي والأفلام القصيرة.
- بعد عودته من ألمانيا كتب وأخرج أكثر من 8 مسرحيات كوميدية منها (فرّجها يا عم أحمد)، (تفلتهم تباخر)، (من جيز البل يا بعير)، (من جرى عليها سار)، (من حرد يجيب رأسه طير).
- شارك في المسرح الوطني في عدد من المسرحيات في عدن.
وأقام ندوات عديدة في فن المونولوج والمسرحية.
- له ديوان شعر بعنوان: (بالحراوة يا عيلة).
- عضو اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين فرع/ أبين.
- عضو في الجبهة القومية بجنوب اليمن آنذاك.
- عضو جمعية (شقرة) السمكية بأبين.
- قدم عثمان مريبش أشكالًا متنوعة من المونولوج، تجمع الكوميديا والإيقاع السريع، فهناك المونولوج الانتقادي، والسياسي، والاجتماعي.
والمونولوج اسم فقط، وليس وصفًا لما يحدث داخل هذا القالب، فيمكن أن تسمع مونولوجًا يقدمه شخصان، ويبقى اسمه مونولوجًا وليس ديالوجًا، المونولوج هو كل ما يقدَّم في شكل موسيقي ويتمتع بالكوميديا والسخرية والانتقاد اللاذع، ويقدمه شخص واحد، أو شخصان، أو أكثر، فكان الفقيد يدخل لمسات للموضوع وأصبح يقدَّم بعض أعماله بشكل اسكتش مسرحي كامل.
أتذكر ذات يوم عندما زارنا في مبنى إذاعة أبين لابرام عقد لتقديم أعماله وبثها عبر أثير إذاعة أبين FM، حيث دار حوار بشكل عام، وتحدث عن فن المونولوج، فقال: “هو خطاب احتجاجي عذب، يقوم على مسرحة الظواهر الحياتية، ولا يتصف بالتعقيد الصعب والحلول المركبة، وإنما تحريك الأفكار البسيطة لمعالجة قضايا راهنة تصيب المجتمعات، بفعل التحولات والتغيرات في المزاج الذوقي العام، يعتمد على مفردة ذات طابع وظيفي سهل، وإيحاء مؤثر وصياغة لفظية دارجة ومرنة ومنطوقة، بعيدا عن التكلف والإغراب”. وأضاف قائلا: “تلحين فن المونولوج صعب جدًا، لأنه كلام كله توجيه وانتقادات، لكن الغنوة تكون مقاطع مكررة بسيطة وغالبيتها تؤخذ من فلكلورات شعبية”، موضحًا أن “على الملحن مسؤولية كبيرة في تلحين المونولوج، ولكن الأهم من ذلك أن يجد مؤديا مونولوجيا جيدا”.
أتذكر دائما زيارته لنا في مبنى الإذاعة.
عثمان مريبش الآن في مقام الراحلين، نسأل الله له الرحمة والمغفرة والقبول، للإنسان والشاعر والكاتب والأب لكل التربويين.. شاعر المونولوج أبو بشير.. ولكل من رحل من رواد هذا الفن الجميل والرائع.
عاش عفيفا ومات شريفا..!.
مازن علي حنتوش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى