مخرج فيلم (كينونة).. المخرج السينمائي العدني عدنان الخضر لــ«الأيام»: سيعرض الفيلم بسينما (دياجونال) في مونبلييه بفرنسا وسيشارك بمهرجانات عالمية

> حاوره/ عبداللطيف سالمين

> بعد أن رسم الضحكة في قلوب أهالي مدينة عدن، بعبق أعماله المسرحية الكثيرة، كالضوء الهارب، والصدى، يذكي عبق المسرح في هذه البقعة أو تلك.
ورغم زحمة انشغالاته، انتشلنا المخرج الوثائقي عدنان الخضر، طمعا في انتزاع بعض نفحات من فنه من مدينة العطور باريس، ليحدثنا عن فيلمه الذي سيعرض، منتصف هذا الشهر، في سينما (دياجونال) بمدينة مونبلييه الفرنسية، ليصرح لنا ببعض رؤى الفن حاضرا ومستقبلا.
* لماذا تُخرج فيلماً في فرنسا وليس في عدن؟
- أنا حالياً مقيم في فرنسا.. قابلت شخصا يمنيا وضعه الإنساني مزرٍ، وحوله كثير من الأسئلة، توجهت له بطلب تصوير فيلم وثائقي عن وضعه، لنحاول نوصل صوته للمنظمات والجهات المعنية فوافق وكانت البداية.
* ما هو معنى اسم الفيلم (J'étais je suis je serais)؟
- هذا الاسم باللغة الفرنسية، وللأسف المعنى في الترجمة الحرفية انحرف تماما إلى موضوع سطحي، بـ(كنت وأكون وسوف أكون) أي كيف كان قبل الحرب، وكيف هو الآن، ومن سيكون غداً؟ ولكن دعنا نتفق مبدئيا أن المعنى هو (كينونة).
* حدثنا عن الفيلم.
- الفيلم يعرض قصة شاب يمني رفضت فرنسا إعطاءه حق اللجوء وطلبت منه الرحيل خلال 30 يوما، في الوقت الذي كان لا يملك الحق في العمل والسكن والإعانات الاجتماعية والضمان الصحي.. كان بدون أي وثيقة رسمية، الفيلم يعرض وجهة نظر القانون من هذا الإجراء والذي يتضح أن فرنسا ليس لديها الحق في إرسال أي شخص إلى بلد فيه الحرب مستمرة بناءً على اتفاقية جنيف والتي وقعت عليها فرنسا.. كما يعرض وجهة نظر أكبر المنظمات الحقوقية (سيماد) في هذا الشأن، والذين بدورهم تدخلوا وقاموا بعمل طعن على الحكم الصادر ضد (محمد).
* بما أن الفيلم يعرض قضية ووجهات نظر قانونية، ربما تم التجاوز عنها، أليس هنالك أي مخاوف من أن يتم عرقلة هذا العمل، أو أن يضعكم في مواجهة مباشرة مع الحكومة الفرنسية؟
- لن يضعنا في مواجهة مع الدولة، لأن القوانين الخاصة بالإعلام والفن هنا تسمح لنا بحق الاعتراض والتناول الحر لمثل هذه القضايا الإنسانية.
* هل لديك خطة تنوي القيام بها للدعاية لـ(كينونة) عالميا. أم إن الأمر يقتصر على القيام بالدور الإنساني الذي قدمه الفيلم؟
- كان هذا الهدف الأول وقد تم، والآن نعمل على عمل عرض افتتاح وبعدها المشاركة في مهرجانات للأفلام الوثائقية، وإن شاء الله يحالفنا الحظ.
* هل هناك سبب آخر دعاك للتوجه نحو إخراج الأفلام الوثائقية، أو أن قصة محمد هي التي أوجدت طريق الإخراج إليك، خصوصا هذا النوع من الصناعة السينمائية؟
- في العموم أنا أحب الأفلام الوثائقية، غير أنها أفلام سهلة الصناعة ولا تحتاج لميزانيات ضخمة لإنتاجها.. إضافة إلى ذلك إحساسي بأني لا أمتلك شيئا لأقدمه كمساعدة لهذا الشخص غير الفن.. فسارعت، والحمد لله، قبل العرض الرسمي، كان هناك عرضان للحقوقيين والصحافيين والذي عمل صدى جيدا، كانت آثاره إيجابية إلى حد كبير في أوراق محمد ووضعيته بعد أن تجاوب معنا رئيس البلدية هنا وأعطاه إقامة مؤقتة للبث في موضوعه.
* من خلال هذه التجربة التي خضتها، هل بإمكانك أن تصف لنا ما هي الصعوبات التي واجهها تصوير الفيلم؟
- في نوعيات كهذه يجب أن تكون مستعدا للتصوير في أي وقت، لا توجد خطة عمل تصوير.. فأنت رهن إشارة الحالة.. هو من يقرر بدء التصوير وما هي الأماكن ومن هم الأشخاص.. عدا ذلك كان كل شيء ممتعا بالنسبة لي، وإيجاد حالة وموضوع يستحق التصوير وموافقة الحالة هنا تكمن الصعوبة.
* في سياق ذكر المتعة، ليس هناك ما هو أكثر متعة من الأحلام. كانت السينما حتى الثلاتة العقود الأخيرة ترسم أحلامنا، اليوم أصبحنا نحن من نرسم أحلامنا فيها ونشكلها، برأيك عدنان، ما الجديد الذي طرأ على السينما في الآونة الأخيرة؟
- في الآونة الأخيرة كثير من الأشياء طرأت في السينما وعلى كل المستويات، تقنياً وتكنولوجياً، وحتى على مستوى المحتوى والأفكار وطريقة التناول.. تكاد تتشكل قواعد وقوانين جديدة للسينما الحديثة.. كل ما تعلمناه في أصول السينما وقواعدها يتم نسفه بشكل كلي.. وفِي ظهور كثير من مدارس السينما يصعب عليك أحيانا تحديد إلى أي منها تنتمي.
* في ظل التغيرات التي حدثت في الآونة الأخيرة، هل هذا الأمر يشكل صعوبات للهواة للخوض في صناعة السينما، بجنب الكم الهائل من محترفيها. وبسياق آخر ما هو منظورك لثنائية الهواية - الاحتراف؟
- المجال السينمائي بقدر ما يتسع حاليا إلا أنه من وجهة نظري فتح لكثير من الهواة باب الدخول بسهولة إليه، بفضل الثورة المعلوماتية الهائلة في مجال صناعة الصورة وبقدر ما هي متاحة حالياً وسهلة لتعلم استخدامها، ستجد الكثير يحاول ويخلق تجارب قد تثري تجربته بشكل خاص والتجربة السينمائية بشكل عام.
أما عن الهواية والاحترافية فالأولى تؤدي للثانية متى ما كنت شغوفا بأي مهنة.
* في نهاية حوارنا، أنت قدمت من مدينة عدن، ماذا تحب أن تقول لهواة الفن في مدينة عدن؟ أو ما هي نصيحتك لكل من أراد الوصول نحو الاحتراف وتقديم رسالة إنسانية؟
- ما يفعله الكثير من شباب مدينة عدن في هذا المجال هو عمل جبار حقيقة في ظل هكذا ظروف.. ولكن رسالتي ستقتصر على حثهم ربما عن البحث عما هو يمثل هويتهم وبصمتهم وإيجاد شيء مختلف، لا يشبه البقية.
حاوره/ عبداللطيف سالمين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى