هذه الهرطقة متى ينتهون منها ؟

> محمود المداوي

>
محمود المداوي
محمود المداوي
الواقعية السياسية اليوم غدت تفرض نفسها وبقوة المتغيرات في الجنوب حتى كادت أن تكون بمثابة نهج عملذ لكل القيادات السياسية الجنوبية وبلا استثناء ودون تردد.. بالتأكيد أنا أبالغ في أضغاث أحلامي، إلا أن تلك الحقيقة تبقى أمنية قابلة للتحقيق متى اشتغلت عليها كثيرا، وليس كما يحاول البعض منا في هذا الجنوب أن يفعل أو أن يوهم نفسه وأنصاره بأنه يمارس ذلك النهج ويريد منا أن نقتنع، وفي ظنه أنه هو الوحيد فقط من يسير على هدى وصراط الجنوبيين المستقيم، وأنه لا يمكن لأي قوة مهما كانت أن تجعله يتراجع أو يغير من نهجه الذي قطعه على نفسه ونشأ وتربى عليه.. وهذا لا يفسر إلا بأنه أحد أنواع الهرطقة التي نعيشها، وهو أمر لا علاقة له بمبدأ ونهج الواقعيةالسياسية التي أعنيها في هذه السطور، وهي الواقعية التي تعتمد على الفعل الثوري الجريء الذي يقارب بين ما هو ممكن وما هو غير ممكن وبذكاء سياسي لا يفقد صاحبه بوصلته أو التخلي عن مبدئه ولا عن هدفه الاستراتيجي مهما كانت الظروف، وغير هذا كما قلت فهو عبث وهرطقات سياسية محصلتها الاخيرة الانهزام والضياع!.
وهنا، ليسمح لي قارئي الكريم ان اكون صريحا معه وان يشاركني بتفاعله الايجابي و نفتح معا اخطر الملفات التي تواجهنا كجنوبيين واقصد ملف الهوية الجنوبية بعيدا عن أي تجيير سياسي وكما اشرت سلفا بواقعية سياسية نافذة الى عمق هذه القضية واقول له وبشفافية تامة ان بعضنا تراوده اضغاث احلام فيتصور أنها احلام واقع معاشة فنراه يعمل بما أوتي من جهد وقوة على فرضها علينا كأحلام.. لا بل كحقائق لابد ان
نسلم بها ونزكيها هكذا ودون ان نتعاطى معها بالنقاش والحوار الا ذلك الحوار الذي يريده هو وكأننا امامه مجرد اطفال قصر اوقطيع بهائم يسوقنا كيفما شاء.
هذه الهرطقة السياسية بدأت تظهر على السطح مع ما تشهده الساحة الجنوبية من تحولات منذ أنطلاق عاصفة العزم والحزم وما نتج عنها حتى الان و بالتأكيد فإن لذلك تأثيره على ما يحمله من توجهات وقناعات وهذا امر بقدر ما فيه تفاعل ايجابي وجميل من قبل البعض الا ان هذا البعض نراه يخلط خلطا غريبا ربما كان غير مقصود وتسبقه حسن النوايا لكن الأنكى والاخطر هنا ان يتم مثل هذا الخلط لغايات سياسية مبطنة يراد لها في حقيقتها وكهدف استراتيجي طويل المدى تبديد الحلم الجنوبي الكبير بأضغاث أحلام مشبوهة سابقة لاوانها والمذهل في هكذا هرطقات هو اصرار هذا النوع من الساسة انه يعرف وقبل غيره انها هرطقة ولا صلة علاقة لها باي مقاربات فكرية وسياسية.
ولنا في هذا من امثلة حية ما يدور من جدل ونقاش حول الهوية الجنوبية والهوية اليمنية وهو جدل وحوار لن اذهب فيه بعيدا حتى لا أكون واحدا من هؤلاء المهرطقين الذين يخوضون حوارا يبدو من ظاهره اعتياديا الا انه في سرائرهم مضمرا بل ومقصود به تعميم عدم الاحاطة به وتمييع جوهره وذلك من خلال كثير من التفاصيل التي لا يصعب على المتابع الحصيف ان يستبينها حول حقيقة هوية وجنوبية الجنوب هذا الوطن الذي يجمعنا، وأن المغالاة في هذا الاتجاه هو مبعث ومصدر مخاوف وقلق الشرفاء كون تلك المغالاة تصل الى حد الفوبيا والعقدة التي تسبق المنشار ان جاز لي هكذا توصيف اذ ان هذا الاتجاه وأن غالى بشعاراته الجنوبية يبقى هو أكثر دراية من غيره بأن هذا الجنوب الذي يزايد عليه هو من خرج شعبه ذات نهار عن بكرة ابيه يرفع علم دولته الجنوبية التي كانت قبل العام 1990م وان ذلك الخروج المقترن برفع علم الدولة الجنوبية المغدور بها لم يكن اعتباطا بل كان عن علم والمام باتجاهات البوصلة امميا.. أكان ذلك بعد حرب 1994م أو في العام 2007م و ما تلاه وحتى اللحظة فان القوى الجنوبية الحية وأولها المجلس الانتقالي الجنوبي وايضا المقاومة الجنوبية الشريفة ما برحت تشدد على استعادة الدولة الجنوبية وهي (ج ي د ش) اي الدولة التي دخلت في وحدة مع جارتها الشمالية اليمنية ايضا واشدد على كلمتي الجارة الجنوبية والجارة الشمالية لان فيهما كما يقال التعليل والتفسير لمن استزاد علما في الجغرافيا والقانون الدولي ومن ليس فيه ذلك فهو يحاول ان يلف ويدور في حلقة مفرغة ويحارب طراحين هواء وهو يمنية الجنوب أي ان هذا الجنوب بتلك التسمية قد فرضت لاسباب تنسب لزمانها وظروفها ولكنه يتناسى انه كان دولة حرة ومستقلة ذات سيادة و عضو في الامم المتحدة وان ذلك اليمن هو اليوم غير هذا اليمن 2015م و كذلك هو الجنوب الذي ينبغي له ان يبقى تحت هذه التسمية التي لا اذهب بعيدا اذا قلت انها ايضا تعني الجنوب ولكن ترى اي جنوب؟!!.
هذا مقام ومقال اخر... المهم في هذه اللحظة ان لا نخلط بين الحلم واضغاث الاحلام واني مع راي علم النفس ان هناك فرقا شاسعا بين الحلم الذي من حق المرء ان يحلم ويسعى لتحقيقه وجعله حقيقة واقعة على الارض وهذا امر صحي وايجابي واما اضغاث الاحلام فهي كوابيس ومخاوف وردات فعل للعقل الباطني، ومن خلط بين الاثنين فهو مصاب بعشى سياسي وايضا ثقافي وهذا ما ينبغي للنخبة الطليعية من ساسة ومفكرين وادباء ومبدعين وساسة كذلك ان يوصلوه للناس وبوعي وايجابية ودون التنازل عن حق شعب الجنوب في مواصلة الحلم حتى تحقيقة النهائي.
ولمن يلتبس عليه كلامي هنا وحتى لا يساء فهمي وتأويل كلامي وتصنيفي فاني اختم و اقول ما قاله الاباء والاجداد في موروثهم الشعبي: “لما يخلق با نسميه” واللبيب تكفيه هذه الايماءة..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى