خدم الدولة 28 عاما براتب 28 ألفا.. المتقاعد محمد السامعي: ما أقسى مرارة هذا العدل!

> رصد/ وئــام نجيب

> محمد ناجي السامعي من أبناء منطقة الهاشمي بمديرية الشيخ عثمان في العاصمة عدن، أحد متقاعدي السلك العسكري برتبة مساعد أول.
السامعي يقول في حديثه لـ«الأيام»: "أنا أحد متقاعدي اللواء 25 مشاة والواقع بمنطقة خرز بمديرية المضاربة ورأس العارة بلحج، أحلت للتقاعد بعد خدمة 28 عاما وبمعاش 28 ألف ريال، وهو مبلغ لا يوفر أبسط مقومات الحياة لأفراد عائلتي الكبيرة.
ويضيف: "كان تخصصي عند التحاقي بالسلك العسكري عام 1990م (حامل أربيجي)، ومن ثم تم نقلنا إلى محافظة صعدة للمشاركة في المعارك في عام 2004م للقتال ضد الحوثيين، وأصبت على إثرها، وجرى نقلي إلى صنعاء للمجارحة والعلاج، وبعد أن شُفيت عدت للعمل لفترة بسيطة؛ ولكن نتيجة لحالتي الصحية تم إحالتي إلى المعاش الطبي، ومن ثم إلى التقاعد قبل ثمان سنوات، ولم أتحصل على كامل حقوقي حتى اللحظة، حيث تم حرماني من حساب الرُتب لكوني خرجت بمعاش طبي، ويفترض أن أكون الآن من حاملي رتبة عقيد، ومن المحزن أيضاً أن يتم صرف الراتب بالريال بالسعودي للعسكريين الحاليين، ونحن من خدم الوطن لفترة كبيرة، وضحينا في سبيله بالكثير".
*أُعيل أسرة كبيرة
ويتحمّل محمد السامعي (42 عاما) مسئولية إعالة أسرة كبيرة مكونة من ثلاثة إخوة ذكور، وأربع إناث، وأبيه وأمه المسنين.
يقول السامعي: "والدي من متقاعدي البلدية، براتب لايتعدى 27 ألف ريال مقابل خدمة 40 عاما، وما يتحصل عليه لا يكفي لشراء المتطلبات اليومية، أما راتبي فأسدد به جزءا من قيمة المواد الأساسية التي استدينها من صاحب البقالة طيلة الشهر، بل إن ما نأخذه بحدود راتبي لا يفي بالغرض، ولكننا نعيش على الباري".
*وعود كاذبة
ويوضح السامعي في سياق حديثه لـ«الأيام» عن وعود كثيرة تلقاها من الجهات المعنية بزيادة معاشه، كان آخرها في هذا الشهر، لكن جميعها يذهب أدراج الرياح.
وبات كغيره من المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين يكتوون بنيران غلاء الأسعار المتصاعدة يوماً بعد يوم.
وتمنى السامعي من الدولة صرف حقوقه المستحقة، وفي مقدمتها الاستراتيجية والمقدرة بنحو مليوني ريال يمني، والتي سبق أن تحصل عليها بعض زملائه.
وأضاف: "توقفت عملية الصرف لهذه الاستراتيجية تمامًا بعد الحرب الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثي وأنصار صالح، وإلى الآن لم نتحصل عليها، ولم نتمكن من المتابعة، نتيجة الفقر المدقع الذي نعاني منه".
*ارتفاع جنوني للأسعار
يقول السامعي في سرد معاناته عن مرارة الحياة وشظف العيش المتصاعد: "قبل الحرب الأخيرة كان هناك اعتدال في الأسعار وانتظام في عملية صرف المعاشات، بعكس الوضع الحالي المتفاقم في كافة المجالات، فقبل الحرب كنا نتحصل على المعاش بتاريخ 25 من كل شهر، وعلى الرغم من أن الراتب كان أيضاً 28 ألف ريال، لكنه كان يكفينا؛ لاعتدال قيمة أسعار المواد الغذائية والمعيشية، وأما إذا عدنا إلى الماضي، وتحديدا عام 90، فإن راتبي كان 700 شلن، ويكفي لآخر الشهر بل وأدخر جزءا منه، وكنت أيضاً أعيل أسرتي الكبيرة".
ويضيف: “ونظراً لظروفي المادية الصعبة الحالية لجأت إلى العمل بسوق الحراج في مديرية الشيخ عثمان، لتحسين وضعي المعيشي، غير أن مضايقة قسم العوائق لنا أجبرتني على ترك العمل وتخليت عن البيع في البسطات، والعجيب في الأمر أنهم منعونا من البيع، وأصبحوا يعملون بذات المهنة وفي ذات المكان، وأحاول في الوقت الحاضر البحث عما يتناسب مع قدراتي الصحية، لتحسين وضعي المعيشي الصعب".
وشكا السامعي من عدم انتظام صرف الراتب وانقطاعه لشهرين أو ثلاثة في بعض الأحيان، وعدم انضباط موظفي البريد في الحضور والانصراف.
وقال: "حينما نسمع خبرا عن بدء صرف المعاشات نذهب بعد صلاة الفجر مباشرة، في الوقت الذي يفتح البريد أبوابه الساعة التاسعة صباحاً حتى 11 أو 12 ظهراً، وما هو أشد إيلاماً هو أن نتفاجأ، بعد وقت طويل من الانتظار والوقوف في الطابور والازدحام، بإخبارنا أن الفلوس خلصت، وعلينا الانتظار، ومعها تعود معاناتنا مرات ومرات، ونحن على أمل بأن يكون هناك ضمير حي عند المسئولين، ليسمعوا ويشعروا بما نقاسيه ونتكبده في سبيل البقاء على هذه الحياة".
*العيب في الحكومة
واختتم السامعي قائلا: "ما نعيشه اليوم من ظروف معقدة في كل المجالات سببه الحكومة التي لا تقوم بدورها ولا تعطي لكل ذي حق حقه، ومتى ما قامت بمهامها فلن نجد من يُعاني وسيعيش الجميع حياة كريمة، ولكن معظم مسئولي الحكومة مع الأسف انصرفوا إلى اللهث وراء المناصب والكراسي فقط، تاركين خلفهم الشعب يعيش حياة الجحيم التي تسببوا بها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى