ألطف الكائنات ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* المرأة نصف المجتمع .. في تصوري أن العبارة السابقة (نصف خمدة)، فالمرأة غصبا عن عدوها (توفيق الحكيم) كل المجتمع ..
* ربما كنت أكثر كرما من نصير المرأة (قاسم أمين)، وأشد تعصبا لها من (جان جاك روسو)، لكن عذري أنني أرى في المرأة مرآة عاكسة نرى فيها نقص المجتمع الذكوري وعيوبه وتسلطه وتناقضاته الصارخة والصاخبة..
* أما لماذا (زودت) مكانة المرأة (حبتين)، رغم أن التاريخ شاهد على أنها أخرجت آدم من الجنة..؟ فلأنها في نظري (الضعيف) عمود الحياة، إذا استقام عملها في المنزل وخارجه أنتجت جيلا واعيا يفهم أسرار ومغزى أن يعيش أفراده في سلام ووئام وحب لا له حدود، إنها الساعة البيولوجية التي تضبط إيقاع حياتنا..
* تعاملت بعض المجتمعات الشرقية مع (ألطف الكائنات) كسلعة تحت الطلب و(برواز) اجتماعي، ليس لها إلا أن تنكسر تحت قدمي (سي السيد)، ثم تتلقى سيلا من الإهانات والتعليقات الكاريكاتورية الساخرة، كما كان يفعل (يوسف وهبي)، الذي كان يصف المرأة في أفلامه بأنها (جنس نمرود)..
* عندما ينظر (البعل) إلى (بعلته) على أنها مجرد (ديكور) في حياته، أو قطعة أثاث تكمل (نرجسيته) في المجتمع، تختل معادلة التكافؤ بين الطرفين، وتتحول العلاقة بين الزوج والزوجة إلى جحيم لا يطاق..
* لا يمكن الوقوف كثيرا عند ثورة العنف التي شنها الكاتب الكبير (عباس محمود العقاد) في كتابيه عن المرأة (هذه الشجرة) و(المرأة في القرآن)، وهو الأديب الأريب الذي جعل من (سارة) التافهة ضيقة الأفق نموذجا يمكن القياس عليه..
* وفي عيد المرأة لا يعنينا أن (بنت الشاطئ) دخلت في جدل مع (العقاد)، وقد كانت الوحيدة التي دافعت عن (حواء) باستماتة، في حين أخذت الفنانة (فاتن حمامة) ذيلها في أسنانها، معللة هروبها من الدفاع عن المرأة بأن لسان (العقاد) طويل..
* الذي يهمنا في عيد المرأة العالمي الاعتراف بدور المرأة الرائد في عملية التربية الوطنية والتنشئة الاجتماعية، فهي الأم في البيت والمديرة في العمل والمربية الفاضلة التي تعد شعبا طيب الأعراق، وهي وزارة الداخلية التي لا يستتب الأمن المنزلي إلا بها..
* مكانة ودور المرأة في المجتمع بشكل عام مسألة مشهود لها قولا وفعلا في الإطار التاريخي، بدءا من عصور الجاهلية (بلقيس مثلا)، مرورا بصدر الإسلام، و فيه ارتقت المرأة مكانة مرموقة وبلغت شأنا لا يقل عن الرجل..
* لست في مستوى يؤهلني للعب دور (الواعظ)، فالعبد لله لم يدخل دنيا، لكن التقليل من شأن المرأة ودورها في المجتمع فرض علي المرافعة في عيد المرأة العالمي..
* أتذكر أن الرئيس الجنوبي السابق طيب الذكر (علي ناصر محمد) كافأ المرأة في يوم عيدها، ففي الثامن من مارس عام 1981 وفي أجواء ربيعية مفعمة بالحماس وتقديرا لدور المرأة الجنوبية، كان الرئيس ينعم على المرأة الجنوبية بتكريم خاص ومختلف..
* في ذلك اليوم وإحياء لعيد المرأة الجنوبية تم إدخال البث التلفزيوني الملون في تلفزيون (ج- ي - د - ش)، كما أعطى الرئيس أوامره بنقل أول مباراة جنوبية من ملعب الشهيد الحبيشي على الهواء مباشرة، ولقد نال فريقا التلال والجيش شرف التباري المباشر على كأس عيد المرأة الجنوبية، تحت أنظار الرئيس شخصيا وكبار رجالات الدولة في ذلك الزمن التليد..
* أتفق تماما مع مقولة (وراء كل رجل عظيم امرأة) ليست (نكدية) بالطبع، ثم إن الزوج والزوجة معادلة كونية إلهية تقوم على التكافؤ، قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى