المؤتمر العلمي للسرطان بلحج.. 30 ألف إصابة سنويا يموت منهم 22 ألفا

> تغطية / هشام عطيري

> أكد الباحث د. منير عبدالباري عبدالفتاح أن نحو ثلاثين ألف شخص يصابون بمرض السرطان سنوياً في البلاد، معظمهم يموتون كل عام لعدم توفر الرعاية الصحية السليمة، وغياب الاستراتيجية الواضحة والتوعية بأسباب ومسببات المرض.
وأشار عبدالفتاح خلال الورقة التي قدمها في المؤتمر العلمي المشترك الأول للسرطان (سرطان الأطفال.. المشكلة والحلول) والمنعقد في لحج، والتي حملت عنوان «العوامل البيئية والغذائية التي تساعد على انتشار السرطان في اليمن»، أشار إلى أن هناك شحة في المعلومات عن إصابات السرطان في اليمن نتيجة لعدم وجود دراسات ميدانية متخصصة دقيقة للمرض في البلاد، وأنه ووفقاً لتقديرات وإحصاءات عامة فإن ما بين 20 - 30 ألف حالة يصابون بالمرض كل عام، ويموتون سنوياً قرابة 22 ألف يمني بسبب السرطان، مؤكداً أن العدد أكثر نتيجة لوجود أُناس في الأرياف يموتون دون معرفة ما هو مرضهم.
ويُعَدّ السرطان من أكثر الأمراض انتشاراً في اليمن بعد الملاريا، إضافة إلى الفشل الكلوي وأمراض القلب، لعدة أسباب أبرزها تعاطي القات، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن المتعاطين له نحو 8 ملايين شخص، وترتفع نسبة تعاطيه بين الذكور لتصل إلى قرابة 85 % وبين النساء إلى 35 %، وتصل نسبة الفرد المتعاطي للقات سنوياً من المبيدات نصف لتر.

وأوضح الباحث عبدالفتاح في ورقته التي قدمها أمس في المؤتمر المنعقد لليوم الثاني على التوالي بأن القات ليس السبب الوحيد للاصابة بالسرطان بل إن هناك مشكلة أخرى وخطيرة، تمكن بتلوث مياه الشرب بمواد كيميائية خطيرة، بالإضافة إلى عشوائية إنشاء مصانع في أحياء سكنية نتيجة لانبعاث منها ادخنة كيميائية تحدث تلوثا بيئيا خطيرا على صحة الانسان والبيئة، وكذا محارق للنفايات بالقرب من المناطق السكانية».
وأضاف: «من خلال الدراسات الميدانية فإن الأسباب الرئيسية لانتشار السرطان في اليمن هي إلى جانب تعاطي القات، تعاطي مادة التبغ بجميع أنواعها وعلى وجه الخصوص الشمة، والمبيدات من خلال الشم أو اللمس أو الأكل أو الشرب، ومياه الشرب الملوثة بمواد خطيرة مثل الفسفور والفلورايد، واستخدام البلاستيك في حفظ ونقل الطعام والشراب مثل عبوات المياه المعدنية وأدخنة النفايات».
وخلص د. منير عبدالفتاح إلى أنه ومن خلال الدراسة «تبين أن سرطان الرئة وسرطان الجهاز الهضمي هما النوعين الأكثر انتشاراً للسرطان عالميا، ويظهر السبب البيئة المحيطة والنظام الغذائي، واللذان حتما على ضرورة القيام بالتوعية وبتأمين وتوفير بيئة صحية غير ملوثة وبنظام غذائي منظم وصحي لمكافحة السرطان بأنواعه، ودعوة للمساهمة والدعم للمشاركة في مكافحة هذا الوباء من خلال تبني ودعم مشاريع ومراكز متخصصة لعلاج الأورام».
وتمثلت أبرز التوصيات التي خرج بها من خلال بحثه بالأتي: تبني ودعم الدراسات الميدانية عن حالات الاصابة بالسرطان في اليمن بصفة مستمرة، توجيه الإعلام في التوعية والتثقيف الصحي وتجنب الممارسات المسببة للسرطان، تحديد استراتيجيات ذات أولوية بشأن الوقاية من السرطان ومكافحته، وضع معايير وأدوات لتوجيه عمليتي تخطيط وتنفيذ التدخلات المُنفّذة في مجالات كلّ من الوقاية من السرطان والكشف عنه في مراحل مبكّرة وتوفير خدمات العلاج منه وتزويد مرضاه بالرعاية الملطّفة التي تبقيهم على قيد الحياة، تيسير إقامة شبكات واسعة بين الشركاء والخبراء في مجال مكافحة السرطان على الصعيدين العالمي والوطني، وتعزيز النُظم الصحية من أجل تزويد مرضى السرطان بخدمات العلاج والرعاية؛ الدعم و المساعدة التقنية اللازمة لنقل أفضل الممارسات المُتبعة في مجال تنفيذ تدخلات مكافحة السرطان، ودعم ورعاية بناء مراكز ومستشفيات متخصصة لعلاج الأورام».
*دعم نفسي واجتماعي
من جهته قدم د. وليد البطاطي عن مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان (أمل) ورقة عمل بعنوان «الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان»، أشار من خلالها إلى أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسة لرعاية مريض السرطان مادياً ومعنوياً، كتقديم العلاج المجاني وحماية المجتمع من خطر مرض السرطان ومكافحة مسبباته.

وأشار البطاطي إلى أن «المؤسسة تشرف إشرافاً مباشراً على المركز الوطني لعلاج الأورام بساحل حضرموت وتتحمل ميزانيته التشغيلية كاملةً، بالإضافة إلى توفير العلاجات الكيماوية والتكميلية، وتقديم الخدمات التشخيصية لمساعدة مرضى السرطان على تجاوز محنتهم»، مؤكداً أن المركز الوطني مازال يستقبل شهريًا ما بين 45 - 60 حالة جديدة.
لافتا إلى أن «إجمالي الحالات المسجلة في برنامج سجل حضرموت للسرطان منذ تاسيس المركز وحتى ديسمبر 2017م بلغ ( 6792) حالة مصابة بالسرطان منها 576 طفلا».
وأوضح د. البطاطي في ورقة العمل المقدمة للمؤتمر « أن مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان أسست برنامج سند لأجل الاعتناء بمرضى السرطان نفسياً واجتماعياً، وكذا خلق ثقافة لدى المجتمع للالتفاف حول مريض السرطان».
فيما قدم مدير عام إدارة بحوث التنمية الإدارية والتدريب محافظة لحج أنيس الشرفي ورقة العمل حول الدور المأمول لوسائل الإعلام في مجال مجابهة وعلاج أمراض السرطان.
وقسمت الورقة المقدمة إلى محورين الأول بعنوان «أوجه مساهمة الإعلام في مواجهة مرض السرطان، والأخر بعنوان «تطلبات تحقيق التكامل بيم قطاعات الصحة والإعلام».
وشدد الشرفي على ضرورة الإهتمام بتعميق وتدعيم آفاق الشراكة بين القطاع الصحي والوسط الاعلامي وترسيخ أدوات الحوار بينهما لضمان تكامل جهود مكافحة مرض السرطان بشكل فعال، باعتبار أن الإعلام هو الأقدر بالوصول إلى جميع أطياف المجتمع والتأثير عليها والدفع نحو تكامل أدوار المجتمع مع جهود الجهات المختصة في مجال مكافحة السرطان، وتأصيل مفهوم الشراكة والمسؤولية الإجتماعية والوطنية من خلال التشجيع على دمج وتفاعل جميع القطاعات المعنية بقضايا المجتمع، وربطها بواقع المرض وأسبابه وطرق علاجه وسبل الوقاية منه، وتبني فريق اعلامي لدعم قضايا السرطان توكل إليه مهمة التوعية والإرشاد وإعداد كتيبات ومواد توعوية حول اجراءات الوقاية والعلاج وفوائد الفحص المبكر، على أن يتم تبني ذلك الفريق من قبل جهات رسمية أو منظمات داعمة محلية او دولية».
وقدم خلال اليوم الثاني لاعمال المؤتمر العلمي المشترك الأول للسرطان (سرطان الاطفال.. المشكلة والحلول) المنعقد في الحوطة العديد من الأوراق البحثية من قبل مختصين حول مرض السرطان، شملت العديد من المحاور الهامة معززة بالأرقام لواقع مرض السرطان في البلاد.
تغطية / هشام عطيري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى