الشكل والموسيقى في شعر القمندان (3 - 3)

> محمد فاضل حسين

> *ثالثا: القصيدة العمودية
هي أقدم أشكال الشعر العربي، ومميزاتها وحدة الوزن والقافية ونظام الصدر والعجز. وهي أكثر الأشكال حضوراً في الشعر العامي والفصيح في اليمن، وقد استطاعت مواكبة التطورات في بنائها باستخدام مجزوءات البحر ومشطوراته، واستطاع شعراء اليمن التجديد فيها باستخدام قافيتين: أولهما لأشطار الصدر، والأخرى لأشطار العجز. وكتبوا قصائد غير متساوية الأشطار.
وفي شعر القمندان تحتل القصيدة العمودية المرتبة الأولى على بقية أشكال كتابته الشعرية، ويتضح أن القمندان التزم بقالبها العام (وحدة الوزن والقافية)، ولكنه استطاع أن يحقق بعض النجاحات في ميدان تجديدها بما أحدث من تجديد في هيكل بنائها، وتمكن من تقديم نماذج جديدة متميزة.
وبشكل عام يمكننا أن نحدد أهم أشكال ونماذج بناء القصيدة عند القمندان وتحديد خواصها وفق الآتي:
القصيدة العمودية موحدة الوزن والقافية.. وهذه القصيدة ظهرت بصور متعددة في مجال كتابة القافية والوزن:
أ‌ - قصيد بقافيتين الأولى للصدر والأخرى للعجز.
ب‌ - قصيدة بقافية موحدة للصدر والعجز.
ج - قصيدة ذات ثلاث قوافي الأولى للصدر والثانية قسم فيها العجز إلى قسين لكل منها قافية، وجاءت عنده هذه الأشطار الثلاثة موحدة القافية في عموم الأبيات، وهذا شكل جديد أبدعه القمندان ولم يكن معروفا قبله وفق اطلاعي في الشعر اليمني.
د - قصيدة تداخل فيها الصدر والعجز بشكل جلي، وإن وجدت أحياناً فقرات سجعية تتراوح بين الظهور والخفوت، وعلامات ترقيم نحس بها أثناء القراءة، وتختلف من حيث مساحة أعدادها وتتوحد فيها القافية وحرف الروي في عجز البيت.
وتكاد تكون شكلا جديدا من أشكال القصيدة العمودية بما تتميز به من خواص وباعتبارها نموذجا جديدا مثل قصيدته (ليلة النور) وغيرها.
محمد فاضل حسين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى