آلاف السوريين يفرون مع دخول معركتي الغوطة وعفرين مراحل حاسمة

> بيروت «الأيام» رويترز

> واصل آلاف المدنيين الفرار من مناطق محاصرة في سوريا يوم امس مع دخول معركتين كبيرتين في الحرب المتعددة الأطراف مراحل حاسمة ووجود مئات الآلاف محصورين في طريق الهجومين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية قتلت عشرات الأشخاص في الغوطة الشرقية، بينما استمر تدفق السكان المنهكين سيرا على الأقدام لليوم الثاني مع تكثيف القوات الحكومية بدعم روسيا حملتها للسيطرة على آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق.
وعلى جبهة قتال أخرى، أفاد المرصد أن قوات تركية ومقاتلين متحالفين معها من المعارضة السورية قصفوا بكثافة مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في الشمال مما أدى إلى مقتل 27 شخصا على الأقل وإجبار 2500 على الفرار.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن عفرين، إنها تخوض معارك ضد القوات التركية والمقاتلين السوريين المتحالفين معها الذين يحاولون اقتحام المدينة من الشمال.
وأظهر الهجومان، اللذان تدعم روسيا أحدهما وتقود تركيا الآخر، كيف تعيد الفصائل السورية وحلفاؤها من الخارج إعادة رسم خريطة السيطرة في سوريا بعد أن سقطت العام الماضي دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية.
ودخلت الحرب السورية عامها الثامن هذا الأسبوع وأزهقت حتى الآن أرواح نصف مليون شخص وأدت لنزوح أكثر من 11 مليونا عن منازلهم، بينهم ستة ملايين تقريبا فروا إلى خارج البلاد في واحدة من أسوأ أزمات اللجوء في العصر الحديث.
وبدأت الحكومة هجومها على الغوطة الشرقية قبل نحو شهر وبدأت تركيا حملتها عبر الحدود في عفرين في يناير. وهناك مئات الآلاف من المدنيين محاصرين بسبب الهجومين.
*مقتل 57 في ضربات جوية وفرار مدنيين
بدعم من روسيا وإيران، توغلت قوات الحكومة السورية في الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة وقسمت المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة. وتعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية التي تضم مزارع وبلدات دون إمكانية للحصول على الغذاء أو الدواء.
ولأول مرة منذ أن بدأت الحكومة هجومها على الغوطة، الذي يعد أحد أسوأ الهجمات في الحرب، يفر السكان بالآلاف حاملين أطفالهم ومتعلقاتهم سيرا على الأقدام للخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى مواقع حكومية.. وتتهم موسكو ودمشق المعارضة المسلحة بإجبار السكان على البقاء كدروع بشرية. وتنفي المعارضة ذلك وتقول إن الحكومة تهدف لتفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من سكانها.
وقال المرصد السوري إن ضربات جوية بالغوطة الشرقية أدت إلى مقتل 64 شخصا بينهم 13 طفلا في قرية كفر بطنا ومقتل 12 آخرين في مناطق قريبة يوم امس. وأضاف أن طائرات روسية شنت هذه الضربات. ويعتقد سوريون إن بإمكانهم تمييز الطائرات الروسية عن الطائرات التابعة للجيش السوري لأن الروسية تحلق على ارتفاعات أعلى.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات لرجال ونساء وأطفال يسيرون على طريق مترب قرب حمورية يحمل أكثرهم حقائب للفرار من مناطق المعارضة. ولوح بعضهم للكاميرا وقالوا إن المعارضة منعتهم من الرحيل.
أشخاص يفرون حاملين متعلقاتهم في شمال عفرين
أشخاص يفرون حاملين متعلقاتهم في شمال عفرين

وقالت وكالات أنباء روسية إن أكثر من 4000 شخص خرجوا يوم امس.
وقالت متحدثة باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في دمشق إن الأعداد الفعلية لمن غادروا الغوطة الشرقية حتى الآن ليست معروفة ولا حتى وجهة كل من خرجوا. ولم تراقب الأمم المتحدة عمليات الخروج لكنها زارت ملاجئ وصل إليها بعض الفارين.
وقال متحدث مقيم في اسطنبول باسم فيلق الرحمن، وهو جماعة من المعارضة المسلحة تسيطر على الجيب الذي خرج منه النازحون، إنه لا يمكن ضمان سلامة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وقال جاسم المحمود رئيس بلدية بلدة عدرا القريبة التي يسيطر عليها الجيش إن حوالي خمسة آلاف شخص يحتمون بالبلدة ومن المتوقع وصول ما يصل إلى 50 ألفا آخرين سيتم تقديم المساعدة الغذائية والطبية لهم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن لديها خطط استجابة للتعامل مع خروج 50 ألفا من الغوطة الشرقية.
وبدأ النزوح الجماعي يوم امس الاول بفرار آلاف من الطرف الجنوبي بالغوطة. وقالت روسيا إن أكثر من 12 ألف شخص غادروا امس الاول.. وفي حملات لاستعادة مناطق أخرى سيطرت الحكومة السورية على أراض عن طريق توفير ممر آمن لمقاتلي ونشطاء المعارضة للتوجه إلى مناطق خاضعة للمعارضة على الحدود مع تركيا. وعرضت روسيا ممرا آمنا مماثلا لمقاتلي المعارضة للخروج من الغوطة الشرقية لكنهم رفضوا حتى الآن.
*تقارير مقلقة
استمرت حملتا الغوطة وعفرين على الرغم من مطالبة مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما. وتقول موسكو ودمشق إن مقاتلي المعارضة المستهدفين في الغوطة إرهابيون لا تشملهم الهدنة. وتقول تركيا ذات الأمر عن مقاتلي وحدات حماية الشعب الذين تقاتلهم في عفرين.. وعقد وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا اجتماعا في آستانة عاصمة كازاخستان لمناقشة الوضع في سوريا. واتفقت الدول الثلاث العام الماضي على احتواء الصراع على عدة جبهات من خلال إقامة مناطق ”عدم التصعيد“ مع مواصلة كل دولة أهدافها العسكرية الخاصة في سوريا.
وتريد تركيا سحق وحدات حماية الشعب التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا على أراضيها. وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب شريكا مهما في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن المكتب تلقى تقارير “مقلقة جدا” من عفرين بشمال غرب سوريا عن سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين بسبب ضربات جوية وقصف بري، بالإضافة لتقارير عن منع القوات الكردية للمدنيين من مغادرة مدينة عفرين.. وبث تلفزيون الميادين اللبناني لقطات من منطقة عفرين تظهر سيارات وشاحنات صغيرة ومجموعات من الناس يسيرون على أقدامهم وهم يغادرون المدينة. وقال رجل مسن للمحطة إنه غادر سيرا على الأقدام منذ الثانية صباحا عندما بدأت القذائف تتساقط.. وقال “كثير من الناس يغادرون المدينة أيضا، وكثيرون لا يزالون بداخلها”.. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا “حلت قضية عفرين إلى حد بعيد... نقترب من نهاية عملية عفرين”.
شارك في التغطية فراس مقدسي في دمشق وجاك ستابس في موسكو وتوم مايلز في جنيف وتوفان جومروكجو في تركيا - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى